وأضاف شاليف: “أرشيف إسرائيل نشر هذا الصيف دون إبلاغ الجمهور بصورة استباقية الألبوم الخاص بوثائقه السرية، وتمثلت بشبكة تكونت من 363 جدول إكسل، بينها وثائق سرية مر على دفنها قرابة مئة عام، وأكثر من ألفي ملف يسبق قيام الدولة لم يرفع عنها الأرشيف إجراءات السرية والتحفظ”.
وأوضح شاليف، أن “الوثائق المذكورة تتضمن أسماء، وتواريخ، ومصادرها الأصلية، وبقيت سرية حتى الآن، 20% من هذه الوثائق ما زالت ترى فيها الحكومة الإسرائيلية سرية للغاية، وهناك الكثير ممن يخافون فتح هذا الألبوم والكاتالوج السري”.
وأشار إلى أن “أحد أهم الوثائق السرية معنونة باسم “تقرير باركر” يعود للعام 1821، و125 وثيقة من القرن التاسع عشر، وألفي وثيقة قبل العام 1948، ولأنه لا يمكن الدخول لتفاصيل هذه الوثائق، فلا يمكن معرفة السبب الذي يجعل الدولة تخفيها كل هذه المدة الزمنية التي تزيد عن سبعين عاماً منذ إقامتها، وفي بعض الأحيان مئتي عام”.
وأكد أن “الوضع الإسرائيلي مقارنة مع دول أخرى كالولايات المتحدة، جرت العادة لدى أجهزتها الأمنية مثل (سي آي إيه) و(إف بي آي)، أن تكشف عن وثائقها بصورة دورية، وفي حين أن الأرشيف الوطني في الولايات المتحدة يعتبر مؤسسة مستقلة، فإن الأرشيف القومي الإسرائيلي، تابع لمكتب رئيس الحكومة، الذي يثبت في كل مناسبة أنه ليس شفافاً في التعامل مع المؤسسات الرسمية”.
وأوضح أن “الوثائق الأرشيفية تخص كل وزارة حكومية على حدة وهيئة رسمية، وفي بعض الأحيان تتناول شخصيات إسرائيلية بعينها، لكن بصورة لافتة وغريبة لا وجود لأرشيف وزارة الحرب، باستثناء ملف واحد يتناول احتلال قطاع غزة في المرة الأولى عام 1956، مع أن أجهزة الموساد والشاباك والجيش يديرون أرشيفهم بصورة منفردة كل عن الآخر، خشية أن يتم تسريب وثائقهم لطرف آخر خارج هذه الأجهزة”.
وأشار إلى أن “ثلاثة أرباع هذه الوثائق مصدرها ثلاث جهات حكومية: الشرطة، وزارة الخارجية، ومكتب رئيس الحكومة، وتلحقها وزارتا الطاقة، والقضاء، ومراقب الدولة، ومصلحة السجون”.
وأكد أن “بعض أسماء الوثائق مثيرة للفضول، بينها: “تسع سنوات من بين 2000″، ويتناول كتابا سريا عن جهاز الموساد حول الهجرات اليهودية من المغرب، ملف آخر “المحكمة الشرعية في غزة بين 1913-1922″، ووثائق أردنية تم مصادرتها عام 1967 عقب احتلال الضفة الغربية من الأردن”، وملفات بعناوين “منظمات معادية لإسرائيل” أو “الحرب ضد معاداة السامية”، وكتبتها مفوضيات دبلوماسية إسرائيلية حول العالم”.
وختم بالقول: إن “ملفات حول مذابح دير ياسين وكفر قاسم، أكبر المذابح التي نفذتها القوات الإسرائيلية، ما زالت سرية، وهناك 13 وثيقة من سنوات الأربعينات والخمسينات حول قتل فولك برنادوت، الدبلوماسي السويدي ممثل مجلس الأمن الدولي، الذي قتلته عصابة “ليحي” الصهيونية عام 1948، وغرق الغواصة ديكر الذي ما زال سرياً”.