قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، إن كل المحاولات التي تقوم بها الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي للحيلولة دون نجاح حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) فشلت وستفشل على قاعدة الإرادة الجامعة لشعبنا ولأحرار العالم.
وأضاف أبو يوسف خلال كلمة منظمة التحرير وهيئة القوى الوطنية والإسلامية في افتتاح المؤتمر الوطني السادس لحركة مقاطعة إسرائيل (BDS) في البيرة، اليوم السبت، أن نضالنا يستند إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي التي تضمن حقوق شعبنا في عودة اللاجئين وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وأشار إلى أن ذلك شكّل ثوابت لمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا والتي قدمت مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل تحقيقها، وأن هذه الثوابت لن تمس لا من قبل ما يسمى صفقة القرن الأميركية ولا من قبل الاحتلال، لأن شعبنا الذي يستند إلى عدالة قضيته وإلى هذه التضحيات الجسام وإلى الصمود الذي يجسده شعبنا على الأرض في مواجهة كل سياسات الغطرسة الإسرائيلية في فرض الوقائع.
وشارك في المؤتمر الذي حمل عنوان “مزيدا من المقاطعة ومناهضة التطبيع لمقاومة وعزل النظام الإسرائيلي الاستعماري والعنصري”، أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وأمناء وقادة وممثلين عن فصائل العمل الوطني، وعدد من الأكاديميين والمثقفين ونشطاء حركة المقاطعة من مختلف المحافظات ومتضامنين أجانب.
وحيّا أبو يوسف نشطاء حركة المقاطعة في فلسطين والعالم “الذين سطروا نجاحات في سياق مقاطعة الاحتلال وفرض العقوبات عليه وسحب الاستثمارات منه”، لافتا إلى الانجازات التي حققتها على الصعيد الدولي من مقاطعة للاحتلال أكاديميا وثقافيا واقتصاديا من أجل تقويضه وعدم استمرار.
ودعا إلى تعميم ونشر ثقافة مقاطعة الاحتلال ورفض أي إمكانية للتطبيع معه، مشيرا إلى أن حركة المقاطعة تشكّل عاملا رئيسيا وأساسيا في مواصلة مقاومتنا الشعبية على الأرض.
ولفت إلى أن منظمة التحرير اتخذت جملة من القرارات التي لا بد أن تنفذ سواء التخلص من الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية مع الاحتلال وحتى السياسية، وسحب الاعتراف من هذا الاحتلال الذي لا يعترف بكل حقوق شعبنا، مؤكدا أننا بحاجة إلى سياسة تواجه غطرسة الاحتلال الذي يحاصر شعبنا ويحاول فرض إملاءات وابتزاز وقرصنة على صعيد قطع أموال المقاصة تحت ذريعة أنها تقدّم لأسر الشهداء والأسرى، مشددا على أن شعبنا لن يرضخ لأي مساس بشهدائه وأسراه الذين قدموا أغلى ما يملكون في سبيل حرية واستقلاله وشكلوا نموذجا يحتذى في سياق مقاومة الاحتلال ومواجهته.
وأكد أبو يوسف ضرورة ترتيب البيت الداخلي من خلال إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية. وقال: “آن الأوان إلى عدم المراهنة على محاولة تكريس هذا الانقسام ومنح الفرصة لأعداء شعبنا بالتفكير في محاولة تمرير ما يسمى دويلة غزة وشطب إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة حسب قرارات الشرعية الدولية”، مضيفا أن الاحتلال يحاول تكريس الانقسام لضرب مشروعنا الوطني.
وشدد على أن شعبنا في قطاع غزة الصامد في وجه الحصار الإسرائيلي يستحق من الجميع الارتقاء إلى مستوى إنهاء الانقسام، من خلال تطبيق ما تم التوقيع عليه خاصة في اتفاق القاهرة 2017، لافتا إلى أن شعبنا الفلسطيني ينتفض في قطاع غزة في رسالة واضحة ضد استمرار وتكريس سلطة، مؤكدا أهمية المضي قدما بتنفيذ ما يمكن أن يشكّل وحدة جغرافية وسياسية واحدة لفلسطين المحتلة التي تحتاج إلى حريتها واستقلالها.
وقال أبو يوسف: “إن شعبنا الذي ينتفض اليوم في قطاع غزة في مواجهة سياسة القمع والتنكيل التي تمارسها ميليشيات تابعة لحركة حماس يؤكد مجددا أنه سيمضي قدما باتجاه رفع راية فلسطين خفاقة عالية من أجل انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية”.
وأوضح أن المؤتمر ينعقد في ظل تحديات ومخاطر كبيرة على صعيد المشروع الوطني، سواء بالموقف الأميركي المعادي لشعبنا وحقوقه والمحاولات لتمرير ما يسمى صفقة القرن الهادفة لتصفية قضيتنا، وتواصل عدوان الاحتلال وجرائمه بحق شعبنا وتوسيع استيطانه الاستعماري واستهدافه للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتشريعه لقانون القومية الذي يكرس الأبارتهايد ويحاول ترسيم سياسة ترانسفير لشعبنا عندما يتحدث عن حق تقرير المصير لليهود فقط، ويشطب كل أبناء شعبنا أصحاب هذه الأرض والتاريخ.
وقال: “لا شك أن هذه السياسات العدوانية والإجرامية الأميركية والاحتلالية تطلب كيفية وضع استراتيجية وتنفيذها لحماية المشروع الوطني الفلسطيني، فلا يمكن القبول بأن يبقى شعبنا الفلسطيني يتعرض لكل هذه الجرائم والعالم أجمع ينظر ولا يحرك ساكنا إزاء أهمية محاكمة هذا الاحتلال على جرائمه”.
من جهته، في كلمة سكرتاريا اللجنة الوطنية للمقاطعة، وجه محمد العبوشي التحية باسم اللجنة لكل مناضلي حركة المقاطعة، وخاصة الشباب الذين يقودون حملات المقاطعة المحلية في كل أرجاء الوطن، وآلاف المتضامنين ونشطاء حركة المقاطعة في كل أنحاء المعمورة، على ما يقومون به من نشاط رائع لتكريس المقاطعة ولتصعيد حركة التضامن مع شعبنا في نضاله وسحب الاستثمارات من دولة الاحتلال والاستيطان الاستعماري ومنظومة الابارتهايد العنصري الذي أنشأها هذا الاحتلال.
وأعلن العبوشي انطلاق أسبوع مناهضة الأبارتهايد في كل المؤسسات والجامعات ومجتمعات العالم، لافتا إلى أن اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل هي أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني يضم كل الطيف السياسي الفلسطيني والنقابي والشعبي، وتقوده حركة المقاطعة العالمية BDS التي تضع معاييرها وتنسق مع الشركاء والحلفاء حول العالم في حملات مقاطعة أو سحب استثمارات.
وأكد أن حركة المقاطعة التي تستند إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ترفض كل أشكال العنصرية بما فيها العنصرية ضد اليهود، حيث تميّز ما بين اليهودية والصهيونية، مشيرا إلى أن حركة المقاطعة المحلية والدولية أصبحت عنصرا رئيسيا من عناصر الاستراتيجية الوطنية البديلة لشعبنا الفلسطيني من أجل تغيير ميزان القوى ولتحقيق أهداف شعبنا بالحرية والعودة والاستقلال، كما غدت شكلا فاعلا ومؤثرا من أشكال المقاومة الشعبية الفلسطينية التي تجسد نضال شعبنا في كل الميادين.
وأشار إلى أن حركة المقاطعة ألحقت خسائر لا يستهان بها بالمحتلين وبشركات الاحتلال ومستعمراته تقدّر بمليارات الدولارات سنويا، وهناك مؤشرات مهمة لتصاعد هذا التأثير الاقتصادي للحركة.
وقال العبوشي: “خلال الأعوام الماضية أعلنت عشرات السلطات المحلية في إسبانيا أنها مناطق خالية من الأبارتهايد الإسرائيلي، وأعلنت عدة مجالس بلدية في فرنسا والنرويج وبريطانيا مقاطعتها لمنتجات المستعمرات الإسرائيلية، وانسحبت شركات كبرى من كل مشاريعها في دولة الاحتلال، وتصاعدت عزلة إسرائيل ثقافياً وأكاديمياً”.
ودعا إلى الالتزام بقرارات منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وأن تتبنى نهج وحركة المقاطعة الشاملة تطبيقا لقرارات المجلس الوطني والمجالس المركزية.
ولفت العبوشي إلى أن إسرائيل تبنت استراتيجية لمحاربة BDS بعد فشلها في محاربتها شعبيا وخصصت ومجموعات ضغطها العالمية موارد مالية ضخمة تصل لمئات ملايين الدولارات سنويا ووظفت أجهزتها الاستخباراتية وآلتها الإعلامية، ووزارة الشؤون الاستراتيجية بأكملها وطواقم مهمة من وزارة الخارجية في محاولة بائسة لضرب حركة المقاطعة، مؤكدا أن الـBDS نجحت في السنوات الأخيرة في كسب الدعم للحق بالمقاطعة من الاتحاد الأوروبي وحكومات السويد وإيرلندا وهولندا وبرلماني سويسرا واسبانيا وكذلك منظمة العفو الدولية والاشتراكية الدولية ومئات الأحزاب والنقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني في أوروبا.
وأضاف: “اصبحت حركة المقاطعة سلاحا قويا في وجه محاولات ومشاريع التطبيع الخطيرة على الأصعدة الفلسطينية والعربية والدولية، وهو تطبيع أكثر خطورة عندما يقترن بصفقة القرن التي تستهدف تصفية كل مكونات القضية الفلسطينية بما في ذلك حقنا المشروع في القدس عاصمة لشعبنا وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجّروا منها، وحق الفلسطينيين في تقرير المصير بحرية وكرامة، بما في ذلك حقهم في إقامة دولتهم الحرة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس”.
بدورها، أكدت ضيفة المؤتمر، رئيسة برلمان جنوب إفريقيا باليكا أمبيتي في كلمة مسجّلة، أن جنوب إفريقيا تتبنى النضال الفلسطيني وتتضامن معه، لافتة إلى قرار رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بسفارتها لدى إسرائيل.
وأشارت إلى أن بلادها تدعم حركة المقاطعة وتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل تقرير المصير، متمنيةً للمؤتمر النجاح والخروج بآليات عمل لتوسيع حركة المقاطعة في العالم وصولاً إلى تقويض نظام الابارتهايد الإسرائيلي.
وناقش المؤتمر آفاق وتحديات نشر ثقافة المقاطعة ومناهضة التطبيع محلياً وعربياً، من خلال ورش شارك فيها قطاعات من المعلمين والمرأة والشباب والعمال، وناقش تطوير دورها في المقاطعة ومناهضة التطبيع.
وتضمن المؤتمر ورشة خاصة بالسياسات والإجراءات التي تخدم نشر ثقافة المقاطعة، وورشة لبحث سبل مناهضة التطبيع والمعايير الخاصة محليا، وورشة للمناطق الجغرافية ناقشت توجهات المناطق منفردة والحملات الموحدة.