حولت وزارة التعليم في سنوات الأخيرة ملايين الشواقل إلى جمعية استيطانية بالضفة الغربية المحتلة، تنشط في دعم بؤرة استيطانية باسم “يشيفات هحومش” في شمال الضفة، والتي أقيمت بالقرب من مستوطنة “حومش” التي أخليت ضمن خطة فك الارتباط عام 2005.
وأفادت صحيفة “هآرتس، أنه بعد إخلاء غرفة كانت تستعمل ككنيس، بادرت جمعية “مدرشيت معمكيم”، لمشروع يشجع العودة للاستيطان، ووضع اليد على الأراضي قرب مستوطنة “حومش”، ولتحقيق ذلك شرعت بحملة تبرعات خلالها جمع مبلغ أولي يقدر بحوالي 50 ألف شيكل لمشروع تشيع عودة المستوطنين، علما أن الجمعية تنشط منذ حوالي 12 عاما.
وأظهرت التقارير المالية للجمعية الاستيطانية، بحسب ما كشف الصحيفة، أن ميزانية الجمعية بلغت نحو 13 مليون شيكل بالعام 2017، إذ تهدف الجمعية من خلال رصد هذه الميزانيات إنشاء حلقات دراسية للدراسات والديانة اليهودية و “تمكين الطلاب المتدينين من دراسة اليهودية بالإضافة إلى دراساتهم الأكاديمية، واستيعاب الطالبات والطلاب المهاجرين الجدد وتحضيرهم للدراسات في إسرائيل”. إذ يتم ذلك من خلال تشغيل الجمعية لـ”مدرشيت معمكيم”.
ووفقا للتقارير، فإن وزارة التعليم تمول الجمعية الاستيطانية بملايين الشواقل سنويا، وأظهرت المستندات والوثائق الداخلية للجمعية، أن وزارة التعليم في عام 2017 مولت الجمعية بمبلغ 8.5 مليون شيكل. وفي عام 2016، حولت الوزارة للجمعية الاستيطانية أكثر من 7 ملايين شيكل، وبين عامي 2014 و2015، تم تحويل 6.2 مليون شيكل إلى الجمعية من وزارة التعليم في كل عام.
وكتب في صفحة المشروع الاستيطاني، أن ” 40 طالبا من المدرسة اليهودية يسيطرون على الأرض في ظل ظروف صعبة، بينما يطالبون بحل الظلم الأخلاقي القائم على أساس فك الارتباط والتعلق بالأرض التي انفصلنا عنها قبل 14 عاما. إذ تم تدمير جميع المباني في حومش إن الوجود الدائم في حومش وتوسيع المدرسة اليهودية أدى إلى بناء كنيس”.
وقال المدير العام لـ “ييش دين” ليئور عميحاي، إن منظمة “ييش دين” تمثل أصحاب الأراضي في البؤرة الاستيطانية، التي بنيت على أراض فلسطينية خاصة، “لا يزال المكان رهينة للجمعية الاستيطانية وللمستوطنين ما يمنع المزارعين وأصحاب الأراضي الفلسطينيين من الوصول إلى الموقع، ويتضح أن وزارة التعليم تمول الجمعية والمدرسة اليهودية في البؤرة الاستيطانية”.
وأقرت وزارة التعليم أنها تمول مؤسسات تعليمية في المستوطنات، كما أكدت الوزارة أنها تمول المدرسة الدينية التي أقيمت قرب “حومش”، ونفت أن تكون قد مولت الجمعية الاستيطانية في المذكورة في التقرير.