تصادف اليوم، الذكرى الـ51 لمعركة الكرامة، التي التحمت بها دماء الشعبين الفلسطيني والأردني.
وبدأ القتال في 21 آذار عام 1968 عندما حاولت قوات الجيش الإسرائيلي احتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن من عدة محاور، إلا أن الجيش الأردني بالاشتراك مع الفدائيين الفلسطينيين وسكان قرية الكرامة ومنطقتها تصدوا لهم في معركة استمرت أكثر من 16 ساعة، أجبرت إسرائيل على الانسحاب الكامل من أرض المعركة.
بعد 16 ساعة من القتال، انتهت المعركة، وفشلت إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها على جميع الأصعدة، وخرجت من هذه المعركة خاسرة مادياً ومعنوياً، وبدأت بالانسحاب في حوالي الساعة 15:00، وطلبت إسرائيل ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وقف إطلاق النار في الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم المعركة، إلا أن الأردن أصر وعلى لسان الملك حسين على “عدم وقف إطلاق النار طالما أن هناك جنديا إسرائيليا واحدا شرقي النهر”.
معركة الكرامة كانت نقطة تحول كبيرة بالنسبة لحركة فتح خاصة، والمقاومة الفلسطينية عامة، وتجلى ذلك في سيل طلبات التطوع في المقاومة لاسيما من قبل المثقفين وحملة الشهادات الجامعية، والتظاهرات الكبرى التي قوبل بها الشهداء في المدن العربية التي دفنوا فيها، والاهتمام المتزايد من الصحافة الأجنبية بالمقاومة الفلسطينية، ما شجّع بعض الشبان الأجانب على التطوع في صفوف المقاومة الفلسطينية.
كما أعطت معركة الكرامة معنى جديداً للمقاومة تجلى في التظاهرات المؤيدة للعرب والهتافات المعادية التي أطلقتها الجماهير في وجه وزير خارجية إسرائيل آبا ايبان أثناء جولته يوم 7/5/1968 في النرويج والسويد، فقد سمعت آلاف الأصوات تهتف “عاشت فتح”.
على الصعيد العربي، كانت معركة الكرامة نوعاً من استرداد جزء من الكرامة التي فقدتها في حزيران 1968 القوات المسلحة العربية التي لم تتح لها فرصة القتال، ففي معركة الكرامة أخفقت إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية والاستراتيجية لرفع معنويات الإسرائيليين، بل أسهمت في زيادة خوفهم وانعزالهم.
وحول خسائر المعركة، فقد ارتقى 17 شهيداً من الجانب الفلسطيني، و20 من الجانب الأردني و65 جريحاً بينهم عدد من الضباط، ودمرت 10 دبابات و10 آليات مختلفة ومدفعان، فيما قتل 70 إسرائيلياً وأكثر من 100 جريح، ودمرت 45 دبابة، و25 عربة مجنزرة و27 آلية مختلفة، و5 طائرات.
بعد انتهاء المعركة صدر العديد من ردود فعل كان أبرزها، قول الرئيس الراحل ياسر عرفات إن “معركة الكرامة شكلت نقطة انقلاب بين اليأس والأمل، ونقطة تحول في التاريخ النضالي العربي، وتأشيرة عبور القضية الفلسطينية لعمقيها العربي والدولي”.