وقع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساء ، الإثنين، على الاعتراف الأميركي بـ”سيادة” إسرائيل على مرتفعات الجولان السوري المحتل، وذلك في ختام مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.
وقال ترامب خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في البيت الأبيض، “لقد جرى التخطيط لهذا الأمر منذ فترة”. ويعد هذا الاعتراف خروجا على الإجماع الدولي.
واعتبر نتنياهو أن ترامب يقدم على “فعل ما لم يفعله أي رئيس أميركي آخر بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيلي ونقل السفارة الأميركية إليها”، فيما شدد ترامب على التزام الولايات المتحدة بـ”أمن وسلامة إسرائيل”.
ووصف نتنياهو الاعتراف بـ”التاريخي”، وادعى أن مرتفعات الجولان ستظل إلى الأبد تحت السيطرة الإسرائيلية. وقال “لن نتخلى عنها أبدا”.
وخاطب نتنياهو ترامب قائلا: “يأتي إعلانكم في وقت أصبحت فيه الجولان أهم بالنسبة لأمننا أكثر من أي وقت مضى”.
وتطرق نتنياهو إلى العدوان الإسرائيلي على غزة، وقال إن إسرائيل تقوم حاليا “بالرد بقوة” على إطلاق صاروخ من قطاع غزة سقط شمال إسرائيل وأوقع سبعة جرحى.
وتابع أمام الصحافيين: “في الوقت الذي نتكلم فيه (…) تقوم إسرائيل بالرد بقوة على هذا العدوان المتعمد. لدي رسالة بسيطة أوجهها إلى أعداء إسرائيل: سنقوم بما يلزم للدفاع عن شعبنا وعن دولتنا”.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة “تعترف بالحق المطلق لإسرائيل بالدفاع عن نفسها”، ووصف إطلاق الصاروخ من قطاع غزة بـ”الهجوم البشع”.
وفي وقت سابق الإثنين، أعلن نتنياهو قطع زيارته للولايات المتحدة، واختصارها في لقاء ترامب، في أعقاب التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة بعد سقوط صاروخ، أُطلق من قطاع غزة، وسقط شمال مدينة تل أبيب.
النظام السوري: قرار ترامب اعتداء صارخ
من جهتها، وصفت وزارة خارجية النظام السوري، في بيان نقلته الوكالة السورية للأنباء (سانا)، قرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان بأنه “اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية”.
الأمم المتحدة: وضع الجولان لم يتغير…
هذا وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن وضع مرتفعات الجولان السورية المحتلة لم يتغير بموجب قرارات مجلس الأمن، وذلك على لسان المتحدث باسم غوتيريش، إستيفان دوغريك.
وردا علي أسئلة الصحفيين بشأن إعلان ترامب اعتراف واشنطن رسميا بضم إسرائيل هضبة الجولان السوري المحتلة، قال دوغريك “بالنسبة لنا موقفنا لم يتغير وموقف الأمين العام لم يتغير وتعكسه قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة”.
وحول ما إذا كان الأمين العام يعتزم الاتصال بالرئيس الأميركي حول الموضوع، قال المتحدث الرسمي “لا علم لي بذلك”.
الرئاسة الفلسطينية تعبر عن رفضها واستنكارها
عبرت الرئاسة الفلسطينية، مساء اليوم الاثنين، عن “رفضها الشديد، واستنكارها لسلسلة القرارات المخالفة للقانون الدولي وللشرعية الدولية الصادرة من قبل الإدارة الأميركية، سواء ما يتعلق بالقدس أو الجولان”.
وأكدت على أن “السيادة لا تقررها إسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية مهما طال أمد الاحتلال، وستبقى القضية الفلسطينية والقدس بمقدساتها والأراضي الفلسطينية المحتلة خطوطا حمراء فلسطينية وعربية ودولية لا يمكن تجاوزها”.
ونقلت وكالة “وفا” عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أنه “لا توجد شرعية لأي أحد دون قرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية”.
وأدان عباس التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، “وما يتعرض له أسرانا الأبطال هذه الأيام من اعتداءات وتنكيل، إضافة إلى استمرار سياسة الاقتحامات والاعتداءات على المقدسات والأراضي الفلسطينية المحتلة”.
لافروف: القرار يشكل انتهاكا للقانون الدولي
في حين، اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرجى لافروف، الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة انتهاكا للقانون الدولي.
وفى اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي، مايك بومبيو، قال لافروف إن توجه واشنطن إلى الاعتراف بإسرائيلية الجولان “يقود إلى انتهاك سافر للقانون الدولي ويعرقل تسوية الأزمة السورية ويزيد من تأزم الوضع فى الشرق الأوسط”.
أبو الغيظ يدين “بأشد العبارات”
وأدان الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، “بأشد العبارات” الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل معتبرا أنه “باطل شكلا وموضوعا”.
وقال أبو الغيط في بيان إن “الإعلان الذي صدر اليوم عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، إعلان باطلٌ شكلاً وموضوعًا، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولي روحًا ونصًا تخصم من مكانة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، بل وفي العالم”.
الأردن: القرار يزيد التوتر في المنطقة
عبر الأردن عن رفضه قرار الرئيس الأميركي، مؤكدا أن ذلك “لا يغير حقيقة أن الجولان المحتل أرض سورية”. وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في بيان إن “موقف المملكة ثابت وواضح في رفض ضم إسرائيل الجولان المحتل وفي رفض أي قرار يعترف بهذا الضم”.
وأضاف أن القرار الأميركي “أحادي سيزيد التوتر في المنطقة، ولا يغير حقيقة أن الجولان المحتل أرض سورية، يتطلب تحقيق السلام الشامل والدائم إنهاء احتلالها وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.
وشدد الصفدي على “ضرورة التزام المجتمع الدولي هذه القرارات التي تؤكد عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة”. وأضاف أن “موقف المجتمع الدولي إزاء الجولان واضح يجسده قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي رفض قرار إسرائيل (…) واعتبره باطلا ولاغيا”.
الرئاسة التركية: إعلان ترامب وقصف غزة… عقلية مواجهة
بدوره قال متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن قرار اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وقصف تل أبيب لقطاع غزة، مظهر من مظاهر عقلية المواجهة ومناهضة السلام.
وأضاف قالن إن “القرار الأميركي حول مرتفعات الجولان، وقصف إسرائيل في الوقت نفسه قطاع غزة، مظهر من مظاهر عقلية المواجهة ومناهضة السلام”.
وشدد أن “الحرب وسياسات الاحتلال غير شرعية وغير إنسانية أيا كان داعمها”.
مركز عدالة: الإعلان يخالف المواثيق والمعاهدات الدولية
وأدان مركز “عدالة” – المركز القانوني لحماية الأقلية العربية في إسرائيل، إعلان ترامب، فرض السيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، واعتبر هذا الإعلان مخالفًا لكل القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية والأممية التي تؤكد على سورية مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
وقال مركز “عدالة” إن “إعلان ترامب يخالف القانون الدولي الذي يمنع فرض ضم المناطق المحتلة لسيادة الدولة التي احتلتها، وأنه بموجب كل الأعراف والمواثيق الدولية وعلى رأسها القرار 242، مرتفعات الجولان هي أرض سورية احتلتها إسرائيل ولا يمكنها ضمها لسيادتها”.