أدى مئات الآلاف من الفلسطينيين من مدينة القدس المحتلة والضفة الغربية والمناطق المحتلة عام 1948 يوم أمس صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان رغم القيود العسكرية الإسرائيلية المشددة حول المدينة المحتلة وداخلها، والتي أدت إلى استشهاد فتى وشاب بنيران جنود الاحتلال، وإصابة آخرين خلال محاولاتهم الوصول إلى المسجد للصلاة، فيما أحيت شعوب في مناطق مختلفة من العالم يوم القدس العالمي منددين بخطة أمريكا لتصفية القضية الفلسطينية المسمّاة «صفقة القرن».

واستشهد الفتى عبدالله غيث (16 عاما) من مدينة الخليل، في عملية إعدام ميدانية نفذها جنود الاحتلال، في منطقة واد أبو الحمص شرق مدينة بيت لحم، بعدما اخترقت رصاصة قلبه. وأصيب شاب آخر بعد أن فتحت قوات الاحتلال المتمركزة على حاجز عسكري هناك النار على مواطنين أثناء محاولتهما الدخول إلى القدس للصلاة في الأقصى.

وقبل ذلك بقليل استشهد الشاب يوسف وجيه (18 عاماً) من قرية عبوين شمال رام الله برصاص قوات الاحتلال في محيط البلدة القديمة في القدس المحتلة.
وحمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية حكومة الاحتلال مسؤولية إعدام الفتى والشاب الفلسطينيين. وقالت: «إن ما جرى جريمة تضاف إلى مسلسل متواصل من جرائم الإعدامات الميدانية التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا. وحملت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا التصعيد ونتائجه وتداعياته».
ولم تمنع هذه العمليات والإجراءات العسكرية الإسرائيلية المشددة في مدينة القدس ومحيطها، من تدفق الحشود الكبيرة من الفلسطينيين، إلى المسجد الأقصى، وبدأ المصلون بالوصول منذ ساعات الصباح إلى المدينة المقدسة، لأداء صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان التي يطلق عليها الفلسطينيون اسم «الجمعة اليتيمة»، رغم عنائهم الكبير على الحواجز العسكرية الإسرائيلية، التي أخرت وصولهم بشكل متعمد لباحات الحرم القدسي.
إلى ذلك أحيا عشرات الآلاف من الإيرانيين والعراقيين والباكستانيين يوم القدس أمس منددين بـ «صفقة القرن». وذكر التلفزيون الإيراني أن مسيرات خرجت في 950 منطقة في أنحاء البلاد، وعرض لقطات لمحتجين يحملون لافتات عليها شعارات مثل «القدس العاصمة الأبدية لفلسطين» و«الموت لأمريكا».
وفي بغداد وغيرها من محافظات العراق نزل الآلاف إلى الشوارع تعبيراً عن عروبة القدس ورفضاً لـ «صفقة القرن».
وفي أنحاء مختلفة من باكستان خرجت مسيرات بمناسبة «يوم القدس العالمي»، للتضامن مع فلسطين رافعين علمها ولافتات تحمل صور المسجد الأقصى مرددين شعارات «الموت لإسرائيل» و«الموت لأمريكا». (تفاصيل ص 6)