الرئيسية / ملف الاستيطان والجدار / التهويد في الأغوار.. خيام فكرفانات ثم بؤرة فمستوطنة “خلة حمد نموذجاً”

التهويد في الأغوار.. خيام فكرفانات ثم بؤرة فمستوطنة “خلة حمد نموذجاً”

محمد بلاص:

الشعور الذي أصبح يلازم أصحاب المواشي من خلة حمد في الأغوار الشمالية، أن المراعي التي اعتادوا اقتياد قطعانهم إليها لأغراض الرعي، أصبحت بحكم المحرمة عليهم، في ظل حالة الرعب التي ينشرها المستوطنون في المكان، بعد أن أقاموا بؤرة استيطانية هناك تتمدد لتلتهم المزيد من الأراضي المجاورة.

وما إن يصل رعاة المواشي إلى المراعي التي يستخدمونها منذ سنوات طويلة لأغراض رعي القطعان، حتى يكونوا هدفاً لاعتداء جديد من قبل المستوطنين الذي شيدوا قبل نحو عامين بؤرة استيطانية، واستولوا على مساحات واسعة من الأراضي التي في معظمها كانت تصنف على أنها مراع خضراء.

وبحسب الناشط الحقوقي عارف دراغمة، فإن المستوطنين الذين يسابقون الزمن في توسيع بؤرتهم الاستيطانية، أصبحوا ينتهجون سياسة جديدة بهدف الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي، تتمثل بإقامة الكرفانات والمعرشات المتناثرة في أراضي السكان وفوق الجبال وبين المراعي، والتي ينتهي بها المطاف بإغلاق آلاف الدونمات وضمها لتشكل واقع مستوطنة جديدة في الأغوار.

وشيّد عشرات المستوطنين، بؤرة استيطانية جديدة على أراضي “خلة حمد”، قبل نحو عامين، تحت حماية قوات الاحتلال التي أقدمت في وقت سابق على هدم مساكن الفلسطينيين في المنطقة المجاورة، وذلك رغم إعلان إسرائيل أن هذه البؤرة “غير قانونية”.

وأشار دراغمة إلى أن أعمال بناء البؤرة الاستيطانية، بدأت من قبل عشرة مستوطنين نصبوا الخيام في ذلك المكان، ومنعوا المواطنين من التنقل، كما هو الحال بالنسبة للمواشي، وأغلقوا الطريق المؤدية إلى خربة “الحمة” و”خلة حمد” المجاورتين، بالحجارة والإطارات، ما أدى لعدم تمكن الأهالي من الدخول والخروج إلى الخربة.

ووجّه نداء إلى المؤسسات الإنسانية والحقوقية طالبها فيه بضرورة أخذ دورها في الوقوف إلى جانب الأهالي والتخفيف من معاناتهم، حيث يضطر الأطفال والنساء والشيوخ للمبيت في العراء، دون أن تسمح قوات الاحتلال ببناء أي خيمة تؤويهم.

ولفت إلى أن مستوطنين من مستوطنتي “مسكيوت” و”سلعيت”، واصلوا سيطرتهم على أراضي مواطنين قرب خربة “الحمة” و”خلة حمد”، حيث يلاحظ القاطنون في المنطقة أعمال توريد للحديد ومواد البناء إلى موقع بناء البؤرة الاستيطانية، مع تواجد دائم لسيارات المستوطنين في المكان، فيما يواصل مستوطنو “سلعيت” الزحف نحو مزيد من الأراضي في سبيل ضمها إلى المستوطنة، بعد أن وضعوا سياجاً وصهاريج مياه إلى جانب خيام قرب “خلة حمد”.

وبالتزامن مع إقامة البؤرة الاستيطانية، قال دراغمة: إن جيش الاحتلال دهم “خلة حمد”، وهدد بهدم بعض المنشآت والخيام التي أقيمت لإيواء الأطفال والمواشي هناك، وفي المقابل تتواصل أعمال بناء البؤرة الاستيطانية، وهو شكل متطرف من أشكال السياسة العنصرية الإسرائيلية، أكد دراغمة.

وأشار دراغمة، إلى أن البؤرة الاستيطانية أقيمت على قطعة أرض ذات ملكية فلسطينية خاصة، بالقرب من بؤرة استيطانية غير قانونية يطلق عليها اسم “جفعات ساليت” والتي بنيت في العام 2001، وتم توسيع أعمال البناء فيها لتطال التل المجاور، حيث أقدم المستوطنون على تمديد خط مياه إلى التل، وأقاموا حظائر للمواشي، وذلك على الرغم من وجود قرار قضائي يمنعهم من ذلك.

وقال: إن سلطات الاحتلال التي يناط بها تنفيذ القرار القضائي توفر الغطاء الفعلي على أرض الواقع للمستوطنين للاستمرار في أعمال البناء والتوسع، ولا تقوم بإيقافهم تطبيقاً لقرار المحكمة الإسرائيلية العليا، وإنما على العكس من ذلك تتولى مهمة حمايتهم، وتتواجد آليات الاحتلال العسكرية على مدار الساعة على بعد أمتار قليلة من الموقع المغتصب.

وتعمد المستوطنون، إنشاء الموقع الاستيطاني في منطقة من أشجار الكينا، وبدؤوا ببناء كوخ خشبي كبير، ووضعوا الأرائك والكراسي في محيطه، جنباً إلى جنب مع مطبخ خارجي مع ثلاجة، قبل أن يقدموا على حفر قناة من أعلى التل إلى الكوخ ومددوا أنابيب المياه أسفل التل، ووضعوا سياجاً وبركسات من الحديد على الأرض، وتم تثبيت خزان مياه في الموقع، ومن ثم أخذوا يقيمون المعرشات والكرفانات المتناثرة إيذاناً ببناء بؤرة جديدة أو توسيع القائمة.
الايام الفلسطينية

عن nbprs

شاهد أيضاً

إصابة شاب برصاص الاحتلال خلال هجوم للمستوطنين على بلدة قصرة

أصيب أمس الثلاثاء، شاب برصاص الاحتلال الحي في بلدة قصرة، جنوب نابلس، وذلك خلال هجوم …