الرئيسية / ملف الاستيطان والجدار / مدرسة خربة ابزيق في “عين النار” الإسرائيلية

مدرسة خربة ابزيق في “عين النار” الإسرائيلية

محمد بلاص:

لم يكد طلبة مدرسة “التحدي 10” في خربة ابزيق شمال شرقي طوباس في منطقة الأغوار، ينتظمون في دراستهم، حتى أصبحت هذه المدرسة حديثة العهد من جديد في “عين النار” الإسرائيلية.

في ساعات الصباح الباكر، أمس، حضر إلى هذه المدرسة التي أقيمت قبل نحو عامين على أرض الخربة المهددة منشآتها بالمسح من على وجه الأرض، عدد من ضباط ما تسمى بـ “الإدارة المدنية” الإسرائيلية وسلطة حماية الآثار، وبحوزتهم إنذار يعتبر الخامس من نوعه.
إلا أن هذا الإنذار كان مختلفاً هذه المرة، كما قال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس والأغوار الشمالية معتز بشارات، حيث تضمن إزالة سياج وضعه الأهالي في محيط موقع المدرسة بدلاً من الجدار الذي أزالته قوات الاحتلال في وقت سابق، وذلك بذريعة وجود المكان في منطقة أثرية وفق ادعاء سلطات الاحتلال.

وفكك جيش الاحتلال، قبل نحو عام “كرافانات” تعليمية تابعة لمدرسة “التحدي 10” الأساسية المختلطة والتي أنشئت على نفقة أبناء المرحوم مروان مجلي، وذلك بذريعة وقوعها في منطقة يدعي الاحتلال أنها عسكرية مغلقة، بعد أن فرضت عليها طوقا عسكريا، وسلمت إدارتها أربعة إنذارات بوقف البناء فيها وإزالتها.

وبحسب بشارات، فإن هذه المدرسة أنشئت في سبيل التخفيف على الطلبة عناء السفر إلى مدارس بعيدة، خصوصاً في ظل إغلاق الاحتلال للخربة مرات كثيرة لأغراض إجراء مناورات عسكرية في المنطقة.

ومضى: “اقتحمت قوات الاحتلال الخربة وفككت الكرفانات التعليمية التي تستخدمها العائلات البدوية في تلك المنطقة المهددة بالإزالة من على وجه الأرض، على شكل غرف تدريسية لأبنائهم الطلبة، بذريعة أن تلك المنطقة عسكرية مغلقة”.

وتعتبر مدرسة ابزيق الأساسية المختلطة أو “التحدي 10” كما أطلقت عليها وزارة التربية والتعليم، واحدة من مدارس التحدي وجرى افتتاحها العام الدراسي الماضي، وهي بنيت بتبرع من عائلة مجلي في مدينة طوباس، ويدرس فيها 22 طالبا من الصفوف الأول ولغاية السادس الأساسي، وتضم ثلاث غرف صفية، وأضيف لها “كرافانان” جرى تفكيكهما والاستيلاء عليهما من قبل جيش الاحتلال.

وتعيش في خربة “ابزيق”، نحو 38 عائلة أكثر من نصفها من البدو الرحل الباحثين عن المراعي والماء، والنصف الآخر عائلات تقيم في المنطقة بشكل دائم.

وبحسب بشارات، فإن خربة “ابزيق” كغيرها من التجمعات البدوية في مناطق الأغوار، تعيش فيها العائلات البدوية حياة بسيطة للغاية، ويشكل الخيش والصفيح مصدرين أساسيين لبناء مساكنها، وتعتبر تربية المواشي والزراعة مصدراً لغذائها ودخلها.

وأكد أن القاطنين في هذه الخربة، يعيشون في ظل ظروف تفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية، حيث لا توجد خدمات كهرباء ومياه، فيضطرون إلى نقل المياه بالصهاريج عبر جرارات زراعية من مدينة طوباس التي تبعد عنها قرابة ثمانية كيلومترات من الجهة الشمالية الشرقية.

وتبلغ مساحة خربة “ابزيق” حسب معطيات مجلس مشاريع التجمع، 8000 دونم منها 5000 دونم تم تصنيفها على أنها أراضي خزينة المملكة الأردنية الهاشمية ولا يسمح للسكان البدو باستغلالها بسبب اعتداءات جيش الاحتلال المتكررة عليهم في حال تواجدهم في تلك المنطقة، وتصنف تلك الأراضي بأنها أراض مغلقة لأسباب عسكرية ومناطق تدريب لجيش الاحتلال، فيما عزل جدار الفصل العنصري ما يقارب من 1000 دونم من أراضي الخربة بالكامل، وتتعرض لإجراءات توسعة جديدة من قبل مستوطنة “جلبوع””.

ووفق مركز أبحاث الأراضي في القدس، فإن جيش الاحتلال أقدم في تشرين الثاني العام الماضي، على استهداف مدرسة “التحدي 10″، من خلال تفكيك خيمة كانت تبرعت بها مؤسسة “آكتد” لاستخدامها كمركز للهيئة التدريسية، وذلك بعد ان أقدم على مصادرة “الكرفانين” اللذين كانا يستخدمان كمقر للإدارة وغرفة المعلمين في المدرسة في الثالث والعشرين من تشرين الأول الماضي، وفي نفس تلك الفترة تم إخطار المدرسة بوقف البناء بحجة عدم الترخيص بالتوازي مع إخطار آخر بإخلاء المدرسة بحجة الاعتداء على مواقع تاريخية بحسب وصف الاحتلال.

ولفت المركز، إلى أن تلك المدرسة أنشئت في صيف عام 2017، وهي مكونة من أربعة صفوف عبارة عن مبان قديمة من الطين بمساحة 20 متراً مربعاً للصف الواحد، وكل صف يشمل مرحلتين أي الأول والثاني في صف والثالث والرابع في صف آخر، والخامس والسادس في صف، والسابع والثامن في صف، وتجاوز مجموع الطلبة فيها 20 طالباً وطالبة وهو عدد مرشح للزيادة خلال فصلي الشتاء والربيع بسبب هجرة البدو المستمرة من وإلى خربة ابزيق.

وتتكون المدرسة من دورات صحية من الحديد وكذلك كرفانين تم تفكيكهما ومصادرتهما سابقاً وكانا بتبرع من منظمة “العمل ضد الجوع”، وكذلك الساحة المحيطة بالمدرسة بمساحة 200 متر مربع بتنفيذ نفس المنظمة وهي مجهزة بالعشب الصناعي.
وتوجه أهالي خربة ابزيق، بطلب عاجل لدى المحكمة الإسرائيلية العليا من أجل منع قوات الاحتلال من تنفيذ إنذارات هدم المدرسة وهو طلب لا تزال المحكمة تنظر فيه، وفقاً لما أكده بشارات.

وقال بشارات: “إلا أن سلطات الاحتلال، تسوق في كل مرة ادعاءات جديدة، من أجل الالتفاف على القضية المرفوعة لدى المحكمة العليا، كان آخرها الادعاء أنها منطقة أثرية، رغم أن المبنى الوحيد الذي لا يزال قائماً فيها يعود إلى الخمسينيات قبل وجود الاحتلال الإسرائيلي”.

عن nbprs

شاهد أيضاً

إصابة شاب برصاص الاحتلال خلال هجوم للمستوطنين على بلدة قصرة

أصيب أمس الثلاثاء، شاب برصاص الاحتلال الحي في بلدة قصرة، جنوب نابلس، وذلك خلال هجوم …