فيما يزداد الصراع على أصوات اليمين في اسرائيل مع اقتراب موعد الانتخابات في السابع عشر من ايلول الجاري، وبعد يومين من زيارته لمستوطنة “الكنا” وإعلانه فيها عن تعهده بفرض السيادة اليهودية على جميع المستوطنات في الضفة الغربية، يقوم بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية ورئيس حزب “الليكود” اليوم بجولة استفزازية في مدينة الخليل وسيلقي خطاباً في الحرم الابراهيمي الشريف، وذلك في إطار طقوس رسمية لإحياء الذكرى التسعين لـ “ثورة البراق” والتي يسميها الإسرائيليون “أحداث آب ١٩٢٩”.
وذكرت صحيفة “معاريف” الاسرائيلية أمس أن اليهود يحيون هذه الذكرى كل عقد، وكان آخر إحياء لها في المقبرة اليهودية القديمة في الخليل بتاريخ ٧ أيلول ٢٠٠٩ وكان الممثل الرسمي عن الحكومة الاسرائيلية في حينه القاضي اليكيم روبنشتاين.
ويشار إلى أن المرة الأخيرة التي قام بها نتنياهو بزيارة الخليل كرئيس للحكومة كانت عام ١٩٩٨.
ونصب مستوطنون، أمس، خيمة كبيرة في تل الرميدة بمدينة الخليل، لاستقبال رئيس حكومة الاحتلال في زيارته الاستفزازية.
ويتخوف المواطنون من هذه الزيارة الاستفزازية التي تأتي في سياق الدعاية الانتخابية له، عشية انتخابات “الكنيست” الإسرائيلية في السابع عشر من الشهر الجاري.
والجدير ذكره، ان تل الرميدة منطقة أثرية وتاريخية تقع شمال غرب الحرم الابراهيمي، وتخضع للسيطرة الأمنية الاسرائيلية بالكامل، وأقام الاحتلال عليها مستوطنة ” رامات يشاي” وهي احدى اربع بؤر استيطانية مقامة على اراضي المواطنين في البلدة القديمة، اضافة إلى ثلاث بؤر استيطانية أخرى داخل البلدة القديمة من مدينة الخليل، وهي: “بيت هداسا” الدبوية، والواقعة في شارع الشهداء المغلق ومستوطنة “بيت رومانو” المقامة في مدرسة اسامة بن منقذ الاساسية للبنين، والتي تقع على مدخلي السوق القديم وشارع الشهداء المغلق، ومستوطنة “ابراهام ابينو ” في قلب سوق الخضار المركزي المغلق في منطقة السهلة
ويعقد المستوطنون في مدينة الخليل الآمال التوسعية على زيارة نتنياهو هذه وقال أحدهم لصحيفة “معاريف” :” لا يعقد المستوطنون هذه المره الآمال على خطاب نتنياهو بل على أفعاله”.
ويعمل المستوطنون في الخليل ومنذ سنوات طويلة من أجل السيطرة سوق الجملة في البلدة القديمة. وقبل تسعة شهور، تم التمهيد للجانب القضائي عندما صادق أبيحاي مندلبليت المستشار القضائي لحكومة الاحتلال على سحب سيطرة بلدية الخليل عن السوق والاعداد لاقامة حي استيطاني كبير فيه، والأمر الذي تبقى لتنفيذ هذا القرار هو مصادقة رئيس الحكومة الاسرائيلية، حيث يتوقع من نتنياهو الاعلان عن هذا القرار في خطابه اليوم