شجبت وزارة السياحة والآثار ما يقوم به المستوطنين من الاعتداء على موقع التراث العالمي (فلسطين أرض الزيتون والعنب – المشهد الثقافي لمدرجات جنوب القدس ) في بتير الذي يقع في غربي مدينة بيت جالا، وذلك منذ يوم الثلاثاء الموافق 3/09/2019 اذ قامت مجموعة من المستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال الاسرائيلي بأعمال تجريف في موقع التراث العالمي وبالتحديد في منطقة وادي المخرور من أراضي بيت جالا في محاولة لبناء بؤرة استيطانية جديدة في هذه المنطقة.
أدى هذا الاعتداء الى تخريب جزء من موقع التراث العالمي وما يحتوي من مصاطب زراعية وثروة نباتية تؤثر سلبا على قيمته العالمية وتنوعه الثقافي والبيئي وتمس بسلامته واصالته بشكل لا يمكن تعويضه أو اصلاحه.
وتعتبر الوزارة ان ما يقوم به المستوطنين هو تعدي سافر على الأراضي والتراث الفلسطيني والانساني وقرصنة إسرائيلية للسيطرة على التراث الفلسطيني وتخريبه، مما يشكل خرقا فاضحا للقانون والاتفاقيات الدولية لحماية التراث خاصة الاتفاقية الدولية لحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لسنة 1972، واتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 واتفاقية لاهاي لسنة 1954 الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاع المسلح وإعلان اليونسكو العالمي لسنة 2001 حول حماية التنوع الثقافي.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي وخصوصا منظمة «اليونسكو» ولجنة التراث العالمي، والمنظمات الدولية لإدانة هذا الاعتداء وتناشد بشكل خاص مدير عام لليونسكو، للتحرك السريع لاتخاذ التدابير الفورية لوقف التعدي على موقع التراث العالمي، وتؤكد على ضرورة حماية الأرض والتراث الفلسطيني والانساني في هذه المنطقة وكافة الأراضي الفلسطينية.
وتجدر الاشارة الى أن دولة فلسطين سجلت هذا الموقع على قائمة التراث العالمي في عام 2014، وعلى قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، بسبب التهديدات والمخاطر الذي يتعرض لها الموقع من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي خاصة جدار الفصل والتمدد الاستيطاني الذي كان مخطط لاقامته في الموقع مما يتسبب بإضرار المشهد الثقافي للموقع ولقيمه العالمية و أصالته وسلامته بصورة لا يمكن إصلاحها .