دعت اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، وهي أوسع تحالف في المجتمع المدني الفلسطيني وقيادة حركة المقاطعة (BDS) عالميّاً، إلى مقاطعة المؤتمر السنوي لمنظّمة اللوبي الإسرائيلية “جي ستريت”، والذي سينطلق خلال أيام ويستمرّ بين 26-29 تشرين الأوّل/أكتوبر 2019، بمشاركة عدد من المشاركين/ات الفلسطينيين/ات والعرب.
وأشارات اللجنة في بيان، يوم امس الأربعاء، أن المشاركة في أنشطة اللوبي الإسرائيلي، حتى “الأخف”، تخرق معايير التطبيع المقرة بما يقارب الإجماع الوطني والشعبي منذ العام 2007.
وطالبت المشاركين/ات العرب، بمن فيهم الفلسطينيين/ات، للامتناع عن إيذاء النضال الفلسطيني والانسحاب فوراً من هذا المؤتمر الصهيوني!
وأوضحت، أنه على الرغم من الإطار “الليبرالي” الذي تظهره المنظّمة وادّعائها معاداة اللوبي الصهيوني الرئيسي واليميني المتطرف “آيباك” ، فإنّ سياسات (J Street) مطابقةً عمليّاً لسياسات المؤسسة الصهيونيّة التي غذّت وساعدت في استمرار انتهاك الحقوق الفلسطينية. تعرّف منظمة (J Street) نفسها كلوبي يعمل من أجل تقوية إسرائيل كـ”وطن قومي للشعب اليهودي”، وترفع شعار “مع إسرائيل، مع السلام”، وهو بالضرورة “سلام” خالٍ من أهم الحقوق غير القابلة للتصرف لشعبنا الفلسطيني.
وعلى سبيل المثال، تدعم “جي ستريت” بقوة الإنكار الصهيونيّ لحقّ العودة للاجئين الفلسطينيين، والذين تمّ طردهم وسلب أراضيهم من قبل الميليشيات الصهيونيّة، ثمّ دولة الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي، في حين تساند المنظّمة “قانون العودة” الإسرائيليّ الذي يمنح الجنسية الإسرائيلية والحق في الهجرة لأشخاص من أصلٍ يهودي من جميع أنحاء العالم. كما تدعم “جيه ستريت” التوسّع الاستيطاني والتطهير العرقي في القدس وضمّ المستعمرات والتكتّلات الاستيطانية، بما يكافئ إسرائيل على طردها للتجمعات الفلسطينية الأصلانية وبناء مستعمرات في الأرض المحتلة، مما يعدّ جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
وأشارت إلى أنه، بشكلٍ غير مشروط، تدعم “جي ستريت” استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، والتي تشكّل العمود الفقري لمنظومة الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي والتي تتحمل المسؤولية الأولى في تمكين إسرائيل من الإفلات من العقاب لجرائمها الممتدة على مدى أكثر من سبعة عقود ضد الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
وعلاوةً على ذلك، تشارك (J street) في الحرب على حركة المقاطعة (BDS) من خلال دورها في تبعئة ممثلي وأعضاء الكونجرس لدعم تمرير القرار الذي يدين حركة المقاطعة، فضلاً عن نشرها معلوماتٍ مغلوطة حول مبادئ الحركة ومنطلقاتها في دعم الحرية والعدالة والمساواة.
يتصدّر مؤتمر هذا العام 2019 “إيهود باراك”، القيادي العسكري والسياسي الإسرائيلي والمتهم بجرائم حرب عديدة ضد شعبنا الفلسطيني، الذي شغل منصب وزير الحرب الإسرائيلي وأشرف ووجّه مجازر عام 2008-2009 في غزة، والتي راح ضحيتها 1417 فلسطينياً، وكان المنفّذ الرئيسي لحصار قطاع غزة. كما إنه المسؤول عن هجوم عام 2010 على أسطول الحرية الإنساني الذي أسفر عن مقتل تسعة نشطاء، إضافةً إلى دوره الدموي خلال الانتفاضة الثانية.
وأكدت على أنه توفّر مشاركة العرب، وخاصةً الفلسطينيين/ات، في مؤتمرات اللوبي الإسرائيلي “الأنعم” J Street ، ورقة توتٍ تغلّف مجموعة الضغط الصهيونية بعباءة ليبرالية تخفي فيها جدول أعمالها المناهض في جوهره للقضية الفلسطينية، فضلاً عن شرعنة الانتهاكات الإسرائيلية وتطبيع العنصرية المعادية للفلسطينيين في الولايات المتحدة.