بقلم: ران ادليست
بعد أن أعلن نتنياهو اقامة «رمات ترامب» في هضبة الجولان، جاء وزير الخارجية، مايك بومبيو، فمنح الهضبة مكانة قانونية الى جانب باقي المستوطنات في الضفة، والقدس موحدة بالطبع برعاية جاريد وايفانكا. ماذا بعد؟ ترامب سيبني الهيكل والمكسيك ستموله؟
كل المشبوهين الفوريين في اليمين وفي اليسار خرجوا بإعلانات التأييد والمعارضة العادية، ويجدر الإيضاح على الفور بأن تصريح بومبيو هو هراء. «الاعتراف» بقانونية المستوطنات لا يختلف عن «القرار» بأن المكسيك ستمول بناء السور بينها وبين الولايات المتحدة او باقي «القرارات» التي يوجد لها موعد نفاد مفعول: 2020. ليس لها جميعها أساس، ولكن يوجد لها جمهور، بالضبط مثلما يوجد لنتنياهو جمهور يأكل الطبخات التي يلفظها. أحصت «واشنطن بوست» نحو 13 الف كذبة لترامب بعناية منذ انتخب، بما فيها التبجحات، التحريضات، والإهانات. ووتيرة التوريد التي سجلت، مؤخراً، هي كذبة كل ساعتين، واذهب لتستوفي وتيرة الكذبة التي تلي الكذبة لنتنياهو. فلا تنتهي من السخرية بواحدة حتى تقفز اثنتان اكثر استفزازا منها.
في الموضوع الهامشي ذاته فيما يخص قانونية المستوطنات أوضح بومبيو بانه لا تغيير من ناحية الولايات المتحدة في مكانة الضفة الغربية: «سنبقي مكانة الضفة الغربية للبحث بين الإسرائيليين والفلسطينيين». وقال بومبيو: «نبقي للبحث» والمقصود هو نبقي هاتين القبيلتين تواصلان النزيف.
فضلا عن العظمة التي القيت لنتنياهو، تتدحرج ادارة ترامب في سفح تلة الكابيتول نحو التحطم في الوضع الذي بين الجنود والفوضى. كل شخص عاقل ونزيه، يتابع اجراءات العزل في الكونغرس، ما كان يريد أن يتلقى تأكيدا لأي شيء من هذه الإدارة. ترامب، أغلب الظن، لن يعزل لأن مجلس الشيوخ تحت سيطرة الجمهوريين، ورفاقه مهددون من مؤيدي ترامب في مطارحهم، ولكن انتصارات المرشحين الديمقراطيين في ولايات جمهورية أساسية تشير الى قرب النهاية.
ترامب نفسه يهتم كالمعتاد بنفسه، وهو في ذروة معركة البقاء. ويعنيه نتنياهو مثلما يعنيه مستشاروه الذين يذهبون الى السجن الواحد تلو الآخر. وحسب تقرير (ايتمار آيخنر في «يديعوت احرونوت) فإن «محافل أميركية تحدثت مع الرئيس الأميركي تشهد على أنه خائب الامل من نتنياهو ويتحدث عنه بشكل سلبي». والسبب: بعد أن اعطاه القدس، وأعلن عن الحرس الثوري كمنظمة ارهابية، وأطلق ترهات مثل الحلف الدفاعي، يشكو الأميركيون من أن «خطة القرن عالقة منذ اشهر».
لتذكيرنا، قال وزير الخارجية السابق ريكس تلرسون قبل نحو شهر، ان «نتنياهو خدع ترامب»، وليس ثمة مثل غضب المخادع الذي ينجح مخادع آخر في خداعه. من جهة أخرى، بما فيها الجهة الأخرى من المحيط، فإن محكمة العدل العليا في الاتحاد الاوروبي اعلنت الاسبوع الماضي ان «المنتجات الإسرائيلية من الضفة الغربية يجب ان توسم بوضوح بانها انتجت في المستوطنات». وجاء في قرار المحكمة انه «في الشارة التي تحدد مكان انتاج البضائع لن يكتب إسرائيل بل المستوطنات الإسرائيلية»، وان غياب مثل هذا الوسم يضلل المستهلكين. التضليل هو اسم لعبة المستوطنات منذ قيامها. نتنياهو هو بالاجماع فتى البوستر.
عن «معاريف»