أعلن الاتحاد الأوروبي الثلاثاء، عن معارضته لضم مناطق في الضفة الغربية إلى إسرائيل، التي تنص عليها “صفقة القرن”. وشدد الاتحاد الأوروبي في بيان على أن “التقدم في هذا الموضوع لن يمرّ بهدوء”.
وأكد البيان على أن الاتحاد الأوروبي “لا يعترف بسيادة إسرائيل في المناطق التي احتلت في العام 1967″، وتشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان السورية، وذلك وفقا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي.
وتطرق الاتحاد الأوروبي إلى “صفقة القرن” التي بادرت إليها إدارة دونالد ترامب بزعم أنها خطة لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وقال البين إن “مبادرة الولايات المتحدة، مثلما تم الإعلان عنها، تتجاوز المعايير الدولية المتفق عليها”.
وأكد الاتحاد الأوروبي أنه سيواصل تأييد حل الدولتين على أساس حدود العام 1967، وأنه “سيستمر في دعم كافة الجهود التي غايتها استئناف العملية السياسية، وفقا للقانون الدولي، الذي يضمن حقوقا متساوية ويكون مقبولا على جميع الأطراف”.
إحباط إصدار بيان أوروبي مشتركة ضد “صفقة القرن”
وفي هذا السياق، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان) أن دولا أوروبية (لم تحددها)، أحبطت مقترح وزير خارجية الاتحاد، جوزيب بوريل، بتبني قرار مشترك ضد “صفة القرن” الأميركية، للتحذير من تداعيات ضم الحكومة الإسرائيلية لمناطق في الضفة المحتلة.
وأشارت القناة الرسمية الإسرائيلية إلى أن اقتراح بوريل تضمن إصدار بيان شديدة اللهجة ضد خطة الإملاءات الأميركية الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية، ويحذر كذلك من تداعيات ضم غور الأردن وشمال البحر الميت ومناطق أخرى في الضفة المحتلة.
ولم تحدد القناة الإسرائيلية هوية الدول الرافضة لاقتراح بوريل أو عددها، علما بأن البيانات المشتركة الصادرة عن الاتحاد والتي تعبر بالضرورة عن موقفه الرسمي وتترجم إلى قوانين في لوائح المؤسسات التابعة له، يجب أن تحظى بتوافق مطلق وإجماع الدول الـ27 في الاتحاد.
وكان بوريل قد انتقد أول من أمس “صفقة القرن”، وأكد على تمسك الاتحاد بحل الدولتين والقانون الدولي. وقال خلال زيارته إلى الأردن إن ترامب “يتحدى المثير من القرارات المتفق عليها في المستوى الدولي: حدود 1967 – التي اتفق عليها الجانبان – مع دولة فلسطينية تعيش إلى جانب إسرائيل بسلام وأمن واعتراف متبادل”.
وهاجمت وزارة الخارجية الإسرائيلية الاتحاد الأوروبي، وقال المتحدث باسمها، ليئور حياط، في “تويتر”، أن “حقيقة أن أرفع مندوب للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اختار استخدام لغة التهديد تجاه إسرائيل، بعد وقت قصير من دخوله إلى منصبه، وبعد ساعات من عقد لقاء في إيران، مؤسف وغريب. وسياسة وأداء كهذا هو أفضل طريق لضمان أن يكون دور الاتحاد الأوروبي ضئيلا في أية خطوة”.
واعتبرت إدارة ترامب من خلال “صفقة القرن” أنه بإمكان إسرائيل ضم مناطق في الضفة الغربية إليها وفرض “سيادة” إسرائيل على المستوطنات.
وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، فور الإعلان عن “صفقة القرن” أن حكومته ستصادق خلال أيام معدودة على مخطط الضم، لكنه اضطر إلى إرجاء بحث أو مصادقة حكومته على هذا المخطط، بعد معارضة أميركية لخطوات فورية.
تهليل فلسطيني
ورحب وزير الخارجية والمغترين الفلسطيني، رياض المالكي، الثلاثاء، ببيان الاتحاد الأوروبي حول “صفقة القرن” الأميركية.
وقال المالكي، في بيان، إن “موقف الاتحاد الأوروبي يشكل هزيمة جديدة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ودبلوماسية القرصنة التي تمارسها الإدارة الأميركية، وتقوم على التنكر للقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني”.
وأضاف المالكي، أن “البيان الأوروبي يمثل انتصارًا للشرعية الدولية ودبلوماسية العدالة، التي تحاول الولايات المتحدة استبدالها بدبلوماسية الترهيب والتهديد”.
وأشاد بتلويح الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات عملية ضد إسرائيل، إذا ما قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة وفرض السيادة عليها.