تعيش قرية قريوت، جنوبيّ نابلس، في ظل أزمة كورونا نكبةً من اعتداءات مستوطني مستوطنات “عيليه” وشفوت راحيل” المقامتين على أراضي قريوت وتخنقانها، حيث يمارس المستوطنون عربداتهم تجاه أهالي قريوت بصورة انتقامية، سواء اعتداءات مباشرة أو غير مباشرة، بالاعتداءات الصحية، تارةً، وبالاعتداءات على المواطنين، تارةً أُخرى.
الحاج أحمد جبر ورحلة المعاناة المتواصلة
الحاج أحمد جبر الذي يمتلك أرضاً بالقرب من مستوطنة “عيليه” يعاني باستمرار من اعتداءات المستوطنين، أثناء توجهه إلى أرضه التي يحاول المستوطنون السيطرة عليها، ووضع خيمةً بالقرب منها، فيما تعرضت أشجاره لاقتلاعٍ وتقطيعٍ أكثر من خمس مرات، وفق ما يوضحه المختص بشؤون الاستيطان بشار القريوتي لـ”القدس”.
وتعرض الحاج جبر قبل أيام لاقتلاع أشجاره التي يُقدر عددها بـ 48 شجرة زيتون، كما يُمنع من دخول أرضه، ويُطرد منها، وحتى اليوم، لا يسمح الارتباط الإسرائيلي للحاج جبر بالتوجه للأرض لحرثها بدواعي فيروس كورونا، ولكنّ المستوطنين يقومون بتقطيع الأشجار وتخريب أراضي المزارعين المغتصبة، وفق القريوتي.
ويطالب القريوتي الجهات القانونية والرسمية بالتدخل لوقف ما يجري من انتهاكات بحق الأرض وأصحابها.
مكرهة صحية بأراضي المواطنين
مستوطنتا (عيليه) و(شفوت راحيل) تشكلان مكرهة صحية تجاه أراضي المواطنين في قريوت، إذ يوضح القريوتي أنه يتم ضخ مياه المجاري التابعة للمستوطنتين تجاه أراضي المواطنين، كي لا يتمكنوا من حرث أراضيهم.
ووفق القريوتي، فإن أصحاب الأراضي يناشدون كافة الجهات القانونية وقف الانتهاكات الاستيطانية تلك بحق أراضيهم، وإزالة هذه الكوارث الاستيطانية عن أراضيهم، مشيرين إلى أنهم أصبحوا لا يتمكنون من دخول أراضيهم بسبب كثافة المجاري، التي أدت إلى إتلاف عشرات الأشجار في أراضيهم.
انتقام من الأهالي
ويتربص الاحتلال والمستوطنون بأهالي قريوت لأجل أن ينتقموا منهم، إذ يخوضون معركتهم القانونية لاسترداد أراضي القرية، حيث نجح الأهالي باسترداد أكثر من مئة دونم وتحريرها، فيما خاض الأهالي أكثر من 120 مسيرة ضد مصادرة أراضيهم، في حين يأتي ذلك الانتقام لاستمرار الأهالي في حرث الأرض الواقعة بين المستوطنات المحيطة، حيث يشير القريوتي إلى أن المستوطنين يريدون من الأهالي رفع الراية البيضاء أمام عربداتهم ومصادرتهم الأراضي عنوة.
ووفق القريوتي، فإن من الانتهاكات التي أصبحت خطيرة على أراضي قريوت والقرى المحيطة محاولة ما يُسمى “الإدارة المدنية” الإسرائيلية توسيع مناطق “ج” الخاضعة، حسب اتفاق أوسلو، إدارياً وأمنياً للاحتلال من خلال تعديل الخرائط السابقة، وهذا ظهر في موسم الزيتون أثناء توجه المزارعين لقطف ثمار الزيتون في أراضيهم الواقعة في منطقة “ب”، ومنع الاحتلال إياهم من دخولها حتى من خلال تنسيقٍ مُسبق، وتبيّن لاحقاً قيام ما تُسمى “الإدارة المدنية” بتغيير مواقع الأراضي، وتوسيع مناطق “ج” عبر تغيير تصنيف مناطق “ب”.
استغلال “كورونا” لتسريع خطوات الضم
وبشأن ما يجري على الأرض من اعتداءات للاحتلال والمستوطنين، خصوصاً في زمن كورونا، يؤكد القروتي أنه أصبح واضحاً للعيان أن الاحتلال يستغل الوباء من أجل تسريع خطواته في المصادرة والضم في كل المناطق.
يقول القريوتي: “إن وباء كورونا بالنسبة للاحتلال هو الفرصة الذهبية لتحقيق مخططاته الاستيطانية على الأرض الفلسطينية، على اعتبار أن العالم منشغل بمحاربة الوباء”، مشيراً إلى مخططات الحكومة الإسرائيلية المقبلة بضم الأراضي المصنفة “ج” والأراضي الواقعة خلف جدار الفصل العنصري والقريبة من المستوطنات وأسيجتها الأمنية.
ويلفت إلى قضية خطيرة، وهي حرب الكرفانات التي يشنها المستوطنون على الأراضي، من خلال تركيبها على التلال المحيطة، وهي كرفانات فارغة، “لكن المستوطن في ظل غياب المؤسسات القانونية والإنسانية أصبح يمارس الطرد للمواطنين، ويسيطر على الأرض التي يريدها”.