يستشعر المواطنون الخطر الاستيطاني الذي يلتف حول أراضيهم بعد الإعلان عن المشروع الجديد للمستوطنين في المنطقة الجنوبية لمحافظة قلقيلية والقرى الغربية لمحافظة سلفيت، ويتضمن إقامة مقبرة واسعة بمساحة 140 دونماً بعدد 30 ألف قبر في المرحلة الأُولى ضمن مخطط أُقر مسبقًا لإقامة مدينة استيطانية على هذه الأراضي.
ويقول عزمي شقير، مشرف العلاقات العامة والإعلام في بلدية الزاوية، إن “أراضي القرية المعزولة خلف الجدار تقدر بثمانية آلاف دونم، ويذوق المزارعون الأمرين لدخولها، فيما تقيم سلطات الاحتلال مقبرة واسعة عليها وعلى أراضي القرى المجاورة كقرية مسحة ودير بلوط، فنحن نُمنع من أراضينا، وهم يقيمون مقابر للمستوطنين من المستوطنات المجاورة، ويستثمرون في الموت لمصادرة أراضينا التي نراها بأُم أعيننا ولا نستطيع الوصول إليها”.
ويضيف شقير: “اليوم الفلسطينيون مشغولون بمواجهة كورونا، والاحتلال يقيم مقابر للمستوطنين على أراضينا، وقد تكون هذه المقبرة للمستوطنين ولغيرهم من الإسرائيليين، كونها قريبة على مدينة راس العين والتجمعات الإسرائيلية القريبة من جهة بلدة كفر قاسم، فلا مسافة تفصل بينها وبين الداخل”.
ويتابع: “المشروع الكلي للمقبرة يصل إلى 800 دونم، وهذه هي المرحلة الأولى، فهذه المقبرة تم الأخذ في الاعتبار توسعتها باستمرار على أراضينا وأراضي القرى المجاورة، فهم يعتمدون التمدد الطبيعي للمقبرة في المستقبل، فيما الخرائط الهيكلية لقرية الزاوية والقرى المجاورة لم تتم توسعتها بالرغم من ازدياد عدد السكان والضرورة الملحة للبناء”.
بدوره، يقول المختص بالشان الاستيطاني محمد زيد: “في هذه المنطقة أُقرت سابقاً إقامة مدينة استيطانية كبيرة مع مرافق عامة، والمقبرة الكبيرة هي من المرافق العامة التي تتكون من ضمن المدينة التي ستضم مستوطنات القناة و”عيتس افرايم” و”شعاريات تكفا” و”أورانيت”، وستمنع أي تواصل للقرى والبلدات الفلسطينية في المنطقة التي تشمل القرى الجنوبية لمحافظة قلقيلية والقرى والبلدات غربي محافظة سلفيت، ويلاحق الفلسطيني في تلك المناطق إذا قام بحفر بئر لتجميع مياه المطار أو إقامة عريشة أو منشأة زراعية متواضعة، فهم يريدون إفراغ المنطقة من أي مظاهر حياة للفلسطينيين لتنفيذ المخطط المقر منذ أكثر من عام، والمتمثل بمدينة استيطانية ومرافقها العامة”.
ويقول المواطن صباح عامر، من قرية مسحة التي تُستهدف بالاستيطان وضمن المخطط الجديد: “قرية مسحة من ضمن القرى التي تُعزل أراضيها خلف الجدار بمساحةٍ تزيد على الثلاثة آلاف دونم، وإقامة مثل هذه المقبرة والتي هي استثمار للمستوطنين من حيث القيمة الربحية فهذه القبور يتم بيعها والاستفادة منها من قبل مجلس المستوطنات المشرف عليها ، فهم يستثمرون في كل شيء ونحن نحرم من الذهاب اليها فهي بحكم المصادرة كونها خلف الجدار”.
من جانبه، يشير بشار القريوتي، المختص بالشأن الاستيطاني، إلى أنه “لوحظ في الآونة الأخيرة قيام مجلس المستوطنات بتسريع تنفيذ مخططات على الأرض في كل الأماكن للاستيلاء عليها تمهيداً لقرار الضم المتوقع في الأشهر المقبلة، فهناك حرب مستعرة على كل المناطق، من إقامة كرفانات وعزل أراضٍ وإقامة مقابر بعيدة عن المستوطنات لضم ما بينها، فما يسمون بفتية التلال ينشطون بشكل لافت للنظر وكأن الأمر أصبح محسوماً في قضية الضم المتوقعة من قبل الحكومة الإسرائيلية المقبلة”.
ويؤكد رئيس مجلس قرية مسحة نضال عامر أن عمليات البناء لم تتوقف في أراضي القرية الواقعة خلف الجدار، مشيراً إلى أن “هذه الأعمال أكثر خطورةً من إقامة المقابر في المنطقة، فالوحدات السكنية تنهب الأرض باستمرار والجرافات لم تتوقف بالرغم من جائحة كورونا”.