ضمن الاستراتيجية الإسرائيلية للسيطرة على أكبر مساحة من الأرض بأقل عدد من الفلسطينيين، وفي ظل مساعيها لضم مناطق في الضفة الغربية وتحديداً في منطقة جنوبيّ بيت لحم وغربيّها، والمعروفة بتجمع “غوش عتصيون الاستعماري”، اقتحمت قوات الاحتلال، بمرافقة موظفي ما تسمى “الإدارة المدنية” وبلدية الاحتلال في القدس، قرية الولجة غرب بيت لحم، وقامت بتسليم إخطار بردم الطريق الزراعي، الذي عمل مركز “بديل” بالشراكة مع مجلس قروي الولجة خلال العامين الماضيين على شقه في جبل الرويسات، خلال أسبوع.
وتعتبر منطقة جبل الرويسات إحدى المناطق المهددة بالمصادرة في قرية الولجة، حيث تقع أراضيه ضمن المنطقة المصنفة (ج) حسب اتفاقية أوسلو، وضمن المنطقة التي سيشملها الضم بفعل خطة نقل الحاجز العسكري التي تم الإعلان عنها قبل عامين، وجاء شق الطريق الزراعي في هذه المنطقة بناءً على دراسة احتياجات نفذها مركز بديل في العام 2015، بهدف الاطلاع والتعرف على أبرز احتياجات المواطنين الفلسطينيين في القرى والتجمعات الواقعة ضمن ما يُسمى تجمع غوش عتصيون الاستعماري.
وتندرج مبادرة شق الطريق في جبل الرويسات ضمن استراتيجية “بديل” الهادفة إلى تعزيز صمود الفلسطينيين في المناطق المعرضة للتهجير، من خلال تسهيل وصول السكان إلى أراضيهم وتشكيل نماذج لتحدي سياسات الاستعمار والتهجير والضم الاسرائيلية، خصوصاً نظام التصاريح والحرمان من التصرف في و/أو استعمال الأراضي من أصحابها، إضافة إلى ضرورة تسليط الضوء على سياسات التهجير القسري التي تفرضها إسرائيل على التجمعات الفلسطينية الواقعة ضمن تجمع عتصيون الاستعماري، والتي بدورها تهدف إلى خلق بيئة قهرية تجعل من صمود الفلسطيني أمراً أشبه بالمستحيل وتدفعه للرحيل.
وجاء في بيان لبديل: “إن سياسة هدم البيوت والحرمان من التصرف، و/أو استعمال الممتلكات والأراضي أو الحرمان من الخدمات في قرية الولجة لا يُمكن فصلها عن المخطط الاسرائيلي– الأمريكي المعروف بـ”صفقة القرن”، الذي يهدف إلى ضم أجزاء كبيرة من الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية، وفصل وعزل التجمعات الفلسطينية عن بعضها البعض، الأمر الذي من شأنه تكريس الحالة الاستعمارية على أرض الواقع، من جهة، وتكريس حالة التجزئة والشرذمة بين أبناء الشعب الواحد.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه نكبة الشعب الفلسطيني بفعل الممارسات والسياسات الإسرائيلية، التي تتمثل في التهجير والنقل القسري الممنهج للسكان في فلسطين بحدودها الانتدابية، فإن “بديل” يدعو منظمة التحرير الفلسطينية للوقوف عند التزاماتها، وتعزيز صمود الفلسطينيين في المناطق المعرضة للتهجير، من خلال مبادرات ميدانية تدعم وجودهم وتتحدى سياسات الاستعمار والتهجير القسري الاسرائيلية.
كما دعا بديل المجتمع الدولي مقاطعة نظام الاستعمار والفصل العنصري الاسرائيلي ومواجهته على الدولي، من خلال الالتزام بمبادئ حركة المقاطعة العالمية (BDS)، وتسليط الضوء على سياسات الفصل العنصري الإسرائيلي وتعزيز سُبل مواجهتها بإجراءات فعلية تتجاوز حدود التضامن المعنوي.
وضمن هذا السياق، على الأُمم المتحدة، خصوصاً الدول الغربية، تسهيل محاسبة إسرائيل، من جهة، واتخاذ خطوات عملية لمعاقبتها على تدميرها المنشآت الخاصة والعامة، بما فيها المشاريع الممولة من هذه الدول.