كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، اليوم الأربعاء، أن عملية “الضم” ستنفذها حكومة الاحتلال الإسرائيلي ما بين يوليو/ تموز، وسبتمبر/ أيلول المقبلين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية، إن هذه العملية ستنفذ وفق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وترى المصادر أن تنفيذ العملية للضم وتطبيق السيادة في غور الأردن والضفة الغربية، سيكون له معانٍ وجوانب سياسية واسعة.
وأشارت إلى أن الاتفاق بين الليكود وحزب أزرق – أبيض، يسمح بالتصويت على القضية بدءًا من الأول من الشهر المقبل، مبينةً أن العمل لا زال جاريًا بشأن الخطة التي ستتبع، والهدف هو التنفيذ خل أشهر الصيف وفي موعد أقصاه سبتمبر/ أيلول.
من جهتها ذكرت قناة “ريشت كان” العبرية، الليلة الماضية، أن بيني غانتس زعيم أزرق- أبيض، ووزير الحرب الإسرائيلي، يرى بأن تطبيق خطة الضم بالكامل سيؤدي إلى المساس بالعلاقات مع الأردن.
ونقلت القناة عن مصادر سياسية قولها إن الحكومة وعلى ضوء موقف غانتس، قد تكتفي بتطبيق السيادة الإسرائيلية في التجمعات الاستيطانية الكبيرة مثل غوش عتصيون ومعاليه ادوميم، دون غور الأردن.
جنرال اسرائيلي يحذر من تنفيذ الخطة
وفي ذات السياق حذّر الجنرال الإسرائيلي يعكوب عميدرور، من وجود مخاوف في حال تم الإعلان رسميا عن ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن إلى المستوطنات.
وقال عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، إنه من الناحية المهنية لا يوجد سبب لتنفيذ خطة الضم بأجزاء واسعة من الضفة الغربية وغور الأردن، فالمسألة سياسية حزبية بالدرجة الأولى.
وتابع بأن مناحيم بيغن لم يسأل المهنيين المحترفين قبل الذهاب للاتفاق مع مصر، وكذلك لم يسأل خلفه إسحاق رابين قبل أن يوقع اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين، رغم أننا أمام اتفاقيتين كبيرتين مهمتين، ومع ما حملتاها من مخاطر، فقد نجحتا في اجتيازها.
وأضاف يعكوب عميدرور، في حوار مطول مع صحيفة معاريف، أن اتفاق السلام الإسرائيلي مع مصر نجح، لكن اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين لم ينجح، أما اتفاق السلام مع الأردن فالأمر يبدو مختلفا، لأن هناك طواقم مهنية تدخلت في إنجازه، بعكس اتفاقي كامب ديفيد وأوسلو.
وأكد عميدرور، الرئيس الأسبق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية “أمان”، أنه عند قراءة الآثار المترتبة على خطة الضم، تظهر لنا 3 مشاكل: كيف سترد الدول العربية؟ وماذا سيحدث في العلاقة مع الفلسطينيين؟ وما استعدادات الجيش الإسرائيلي لوضع مختلف من حيث مسؤوليته؟ هذه أسئلة مهنية تحتاج للاستعداد، وتقليل الضغط المترتب عليها، وربما يمكن إضافة الضغط الأوروبي على “إسرائيل” ضمن المشاكل.
وأوضح أن بعض المستوطنين يعتقدون أن الضم بهذا الشكل ليس جيدا لهم؛ لأن العبء المتوقع عليهم سيكون كبيرا جدا، ما يدفعهم للقول إننا بحاجة إلى ضم دون دفع الأثمان، وأخطرها إمكانية قيام دولة فلسطينية، فالضم بهذه الطريقة سيكون اعترافا بدولة فلسطينية، ومن الخطأ أن ندفع هذا الثمن، كما أن الضم بصيغته الحالية لا يجعل حياة الجيش الإسرائيلي أسهل في النهاية، ولا حياة المستوطنين.
وأشار إلى أن “إسرائيل” لديها اليوم حرية كاملة للعمل في الضفة الغربية، وحيثما تريد أن تعمل، وما يروج من تبريرات للضم تبدو لي أنها حجج ضعيفة للغاية، بل إنه من الخطأ الذهاب إلى برنامج سياسي وخطة تمزق المجتمع الإسرائيلي، لأن الاتفاق لن يكون مع المستوطنين فقط، بل مع كامل سكان “إسرائيل”، والأصل أن تختار الحكومة البرنامج الذي يحظى بأكبر إجماع، وهو المتعلق بضم غور الأردن فقط.
واستذكر الجنرال ما قاله إسحاق رابين سابقا إنه يجب أن يكون الجيش الإسرائيلي في غور الأردن بالمعنى الواسع للكلمة، وإلى الأبد”، لذلك، من الأفضل ألا أثير خطة سياسية يوجد حولها جدل في المجتمع الإسرائيلي، لأن أهم شيء بالنسبة لنا هو الحفاظ على المجتمع الإسرائيلي بأكمله، وعدم إعطاء الإسرائيليين الشعور بأن الحكومة تقودنا إلى أماكن تشعر فيها قطاعات كبيرة من المجتمع الإسرائيلي بعدم الارتياح.
وختم قائلا إن كلا الطرفين في “إسرائيل”، اليمين والوسط، عند اتخاذ القرارات المصيرية، مثل اتفاقات أوسلو، لم يأخذ الطرف الآخر بعين الاعتبار، فقد امتلك كل منهما القوة آنذاك، واستغلوها للقيام بأشياء (تقطع لحم) الجانب الآخر من المجتمع الإسرائيلي، ما يدفعني للتوصية فقط بضم غور الأردن، لأن لدي مبررات أمنية قوية للغاية، ويبقى السؤال عما إذا كان ذلك سيحافظ على السلام مع الأردن أم لا.