تقرير الاستيطان الاسبوعي من 27/6/2020- 3/7/2020
إعداد: مديحه الأعرج/المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان
تمضي حكومة الاحتلال قدما في مصادرة أراضي الفلسطينيين وتحويلها بشتى السبل الى مجال حيوي للنشاطات الاستيطانية وتمارس في الوقت نفسه طرقا غير مسبوقة في التحايل على المواطنين ومنعهم من الوصول الى أراضيهم . وفي هذا السياق تقول جيسيكا مونتيل ، المديرة التنفيذيّة لـ “هموكيد” بأن المسؤولين الاسرائيليين كثيرا ما يطلقون وعودا باحترام حقوق الملكيّة للفلسطينيين ، وحريتهم بالتنقل. للتضليل ، حيث تشير المعطيات بأن هذه الوعود فارغة من مضمونها. والواقع هو أن البيروقراطيّة العسكريّة مصممة على سلب الفلسطينيين أراضيهم، بدلا من تسهيل الوصول إليها ، حيث أظهرت المعطيات الجديدة المنشورة مؤخرا من قبل الجيش الإسرائيلي، بأن نسبة ضئيلة فحسب من الفلسطينيين يُمنحون تصاريح للوصول إلى أراضيهم الواقعة خلف جدار الفصل ، فيما يتمّ رفض جميع التّصاريح تقريبا لأسباب لا علاقة لها بالأمن ، وتمّ تقديم هذه المعطيات إلى “هموكيد” – مركز الدفاع عن الفرد يوم الإثنين الماضي الموافق 29 حزيران / يونيو، ردّا على طلب مستند إلى قانون حريّة المعلومات.حيث أظهرت المعطيات أن العام 2019 قد شهد تقديم 7،483 طلبًا من جانب مزارعين فلسطينيين لضمان دخولهم إلى أراضيهم الواقعة خلف جدار الفصل . ومن ضمن هذه الطلبات، تمّ رفض 62%. وقد تدهور الوضع أكثر في العام 2020، حيث تمّ رفض 84% من طلبات المزارعين الفلسطينيين لاستصدار التّصاريح، خلال الشهور الستّة الأولى من العام الجاري . يذكر أنّ 1 إلى 2 في المائة من طلبات التّصاريح قد تمّ رفضها لاعتبارات أمنيّة. فيما تمّ رفض الغالبيّة العظمى من التّصاريح بناء على أساس أن المتقدمين غير مؤهلين للحصول على تصريح وفقا للوائح معايير الجيش، والتي تمّ تعديلها في العامين 2017 و2019 لضمان فرض المزيد من القيود على حريّة التحرك.
في الوقت نفسه تصاعدت هجمات المستوطنين واعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ، حيث اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين تحت حماية وحراسة مشددة من جنود الاحتلال، جبل الجمجمة (جبل جالس ) الواقع بين بلدتي حلحول وسعير في محافظة الخليل ورفعوا أعلامهم عليه في محاوله للاستيلاء على المنطقة ، وخلق حالة تواصل بين مستوطنات جنوب الخليل وشمالها . وكان مئات المستوطنين قد قدموا في حافلات من خارج المحافظة الى جانب مناصريهم من المستوطنين في الخليل ، واعتلوا جبل الجمجمة المطل على الشارع الاستيطاني رقم (60) ورفعوا أعلامهم عليه وأطلقوا هتافات عنصرية معادية للعرب، تدعو للاستيلاء على أراضي الجبل المذكور المملوكة لمواطنين من بلدتي حلحول وسعير شمال الخليل، وقد سبق ان حاول المستوطنون عدة مرات السيطرة عليه وإقامة مستوطنة ، وكان الاحتلال قد أقام موقعاً عسكرياً على قمة الجبل الذي يصل ارتفاعه 1000 متر عن سطح البحر ويشرف على معظم أحياء مدينة الخليل والبلدات والقرى المحيطة بالمدينة.وفي تطور لاحق نصب مستوطنون عدة خيام على تل الجمجمة شرق حلحول ، ضمن محاولاتهم لإقامة مستوطنة جديدة تعرف باسم “معاليه حلحول” في المنطقة. كما قامت سلطات الاحتلال بوضع اخطارات لهدم بئر مياه في منطقة “الثعلا” جنوب الخليل ، حيث تقع هذه المنطقة بين فكي مستوطنتي “كرمئيل وماعون” وبها عدة آبار قديمة لجمع مياه الامطار واستخدامها للشرب ، وقد ترميم هذه الآبار خلال الفترة الماضية لخدمة المواطنين بشكل أكبر،وتسعى سلطات الاحتلال لربط المستوطنتين “ماعون وكرميئل” مع بعضهما البعض على حساب المواطنين الفلسطينيين.
وفي محافظة نابلس وضع مستوطنون متطرفون عددا من المنازل المتنقلة في اراضي قرية عصيرة الشمالية في منطقة “خلة الدالية” حوض رقم ٣٧ من اراضي القرية في خطوة تعكس أطماع المستوطنين في الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية في ظل الاجواء التي تشيعها حكومة الاحتلال الإسرائيلي حول مخططات الضم وسرقة المزيد من أراضي المواطنين في الضفة. فيما وضع عضو الكنيست حاييم كاتس “وزير الرفاه الاجتماعي السابق عن حزب الليكود” حجر الاساس لبناء حي استيطاني جديد في مستوطنة “هاربراخا ” الواقعة قرب بلدة بورين ، حيث دعا كاتس عند مراسم وضع الحجر رئيس الوزراء نتنياهو الى عدم انتظار لا الولايات المتحدة الامريكية ولا “أزرق أبيض” والاعلان عن ضم “هاربراخا” مع جميع المستوطنات بدون تبادل مناطق ، وبدورها قالت عضو الكنيست ايليت شاكيد “يمينا” وزيرة القضاء السابقة ، التي شاركت في هذه الطقوس ان رئيس الحكومة يستطيع القيام بخطوة جريئة وفرض السيادة على المستوطنات بدون مقابل
وفي القدس تواصل بلدية الاحتلال وما تسمى بـ”سلطة الطبيعة” الإسرائيلية عمليات التجريف لأراضي المواطنين في وادي الربابة ببلدة سلوان، وذلك بهدف إقامة مشاريع استيطانية. ويستخدم الاحتلال القوة لتنفيذ عمليات التجريف رغم وجود قرارات قضائية سابقة بوقفها.وتتعرض المنطقة لعمليات اقتحام متكررة من قبل المستوطنين واعتداءات على أصحابها بهدف السيطرة عليها بحجة أنها “أملاك غائبين”. وتبلغ مساحة أراضي الحي أكثر من 350 دونما مزروعة بالأشجار المثمرة وشجر الزيتون المعمر، وكلها ممتلكات خاصة لأهالي سلوان، وفيه حوالي 100 منزل ومسجد وكلها مهددة بالإخلاء ، فيما أجرت طواقم تابعة لسلطات وبلدية الاحتلال عمليات مسح للمساكن في تجمع جبل البابا البدوي جنوب شرق القدس المحتلة حيث اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال المنطقة ، وشرعت بمسح وتفتيش المنازل، تمهيدا لضم الجبل لمستوطنة “معاليه ادوميم” القريبة ، كما صرح ضابط إسرائيلي لأهالي المنطقة. كما تم تجريف عدة قطع زراعية وتخريب تمديدات المياه في العيسوية في المنطقة الشرقية الجنوبية المهددة لصالح اقامة “حديقة وطنية”، وهي المنطقة الوحيدة المتبقية للأهالي للبناء والتوسع ، فيما اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ، قرية بيت إكسا شمال غرب القدس المحتلة ، وشرعت بأعمال تجريف لقطعة أرض داخل القرية تعود لعائلة حمايل، قرب منازل المواطنين تزامنا مع نصب خيمة في المكان
ويأتي هذا في الوقت الذي تم فيه كشف النقاب عن خرائط تتضمن تعديلات إسرائيلية على الخرائط التي اقترحتها خطة ترامب المعروفة بـ”صفقة القرن”، والتي أعلن عنها في يناير/ كانون الثاني من العام الحالي. وتتعلق التعديلات التي طلبتها إسرائيل على خطة ترامب بالجيوب الإسرائيلية التي ستبقى داخل الأراضي المخصصة للدولة الفلسطينية. وخلافاً للخرائط الأميركية ، تظهر الجيوب الإسرائيلية على شكل أحزمة واسعة تضم بداخلها 20 بؤرة استيطانية ونقاطاً استيطانية مختلفة لم تظهر في الخريطة الأميركية ووفقاً للخرائط التي تم عرضها طلب الاحتلال ضم مزيد من الأراضي شرقي وجنوبي نابلس لصالح مستوطنات “أرئيل ويتسهار”، وأراض قرب رام الله، بما فيها توسيع مسطح ” مستوطنة عوفرا، وبيت إيل “، وأخرى في منطقة الخليل وجنوبها لتوسيع “مستوطنة كريات أربع وكتلة غوش عتصيون”. وتضم الأحزمة التي أضافتها إسرائيل إلى الخريطة نحو 20 مستوطنة إسرائيلية تقع حسب خريطة ترامب الأصليةفي المناطق المخصصة للدولة الفلسطينية.
ومن جهته سارع مجلس المستوطنات في الضفة الغربية إلى نشر مخططات هيكلية جديدة تظهر فيه مستوطنة أرئيل المعروفة وهي أكبر ثاني تجمع استيطاني في الأراضي الفلسطينية، ويمتد عدة كيلومترات على تلة مرتفعة تتوسع على حساب أراضي الفلسطينيين بثلاثة أضعاف مساحتها الحالية والمخطط الجديد الذي تم نشره تطبيقاً لخطة الضم ظهرت به المباني العامة خارج الجدار الامني للمستوطنة وهذا يعني أن التوسع الجديد يمكن أن يصل الى حدود أراضي المواطنين المصنفة “أ” حيث تظهر في المخطط الجديد استثناء المناطق المزروعة بأشجار الزيتون الواقعة خلف الجدار.
وقد اتسعت المواقف الدولية الرافضة لمخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية المحتلة ما دفعه الى التأجيل بعدما كان مقرراً بدء إجراءاته في الاول من تموز الجاري وكان أبرز المواقف الرافضة لمشروع الضم ما صدر عن رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون،الذي اعتبر مشروع الضم مخالفاً للقانون الدولي . وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اكد بدوره إن ضم إسرائيل لأي أراضٍ في الضفة سيكون انتهاكاً للقانون الدولي ولا يمكن أن يمر قرار الضم من دون عواقب ، حيث تدرس فرنسا خيارات مختلفة على المستوى الوطني وكذلك بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين الرئيسيين . وترفض فرنسا وألمانيا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى والأمم المتحدة مخططات الضم الاسرائيلية . واعتبرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، المخطط غير شرعي وحذرت من أن العواقب قد تكون “كارثية”.
كما دعت منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد مقترحات الضم والمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية ، في الأراضي المحتلة.وقال نائب مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية صالح حجازي “يتم إنشاء المستوطنات لغرض وحيد يتمثل في إقامة إسرائيليين يهود بشكل دائم على الأراضي المحتلة ؛ وهي جريمة حرب بموجب القانون الدولي ، ولا يؤثر الضم على هذا التوصيف القانوني “.
وفي الانتهاكات الاسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض فقد كانت على النحو التالي في فترة اعداد التقرير:
القدس: تصاعدت عمليات هدم مساكن الفلسطينيين في القدس المحتلة خلال الاسبوع الفائت، حيث هدمت جرافات بلدية الاحتلال، منزلا في قرية جبل المكبر في حي دير السنة ،لعائلة ياسين زعاترة بذريعة “البناء دون ترخيص”. كما هدمت آليات بلدية الاحتلال منزل المواطن عطية مطير وحياة محيسن في العيسوية. تحت نفس الذريعة. وأجبرت بلدية الاحتلال ، عائلتي الشلالدة وعرامين، على هدم منزلين جاهزين للسكن في منطقة السهل بالطور شرق القدس المحتلة. كما أصدرت المحكمة المركزية الإسرائيلية، قراراً بإخلاء عائلة علاء سمرين من عقارها الكائن في حي وادي حلوة ببلدة سلوان بذريعة ملكيته من قبل “الصندوق القومي اليهودي” وتخوض عائلة سمرين صراعاً في محاكم الاحتلال منذ عام 1991، بعد دعوى إخلاء من قبل شركة “هيمونتا” الإسرائيلية -التي تعتبر إحدى شركات “الصندوق القومي اليهودي”- بادعاء ملكية العقار بعد ان قامت سلطات الاحتلال بتحويل ملكية المنزل عام 1983، واعتبرته “لحارس أملاك الغائبين واستكمل الشقيقان فراس وإياد دعنا عملية هدم منزلهما في حوش الأعور في بلدة سلوان بالقدس، بذريعة عدم الترخيص.وكانت بلدية الاحتلال في القدس أصدرت قراراً بحق الشقيقين على هدم منزلهما ذاتياً وهو قيد الإنشاء، وشرعا بهدم جزء من المنزلين الأسبوع الماضي واستكمالا عملية الهدم تجنباً لدفع مبالغ كبيرة إذا قامت البلدية بعملية الهدم.
الخليل: سلمت سلطات الاحتلال اخطارات بهدم 8 منازل وخيم سكنية وبئر مياه للشرب وحظيرة اغنام “بركس” في مناطق اللتوانة والركيز والمفقرة جنوب الخليل. وتم تسليم الاخطارات لكل من: منزل المواطن مفضي ربعي ومساحته 100 متر مربع، غرفة سكنية وحظيرة اغنام “بركس” للمواطن جمال ربعي، وخيمة سكنية للمواطن خضر العمور، ومنزل وبئر مياه للمواطن أشرف العمور، وغرفة سكنية للمواطن فضل العمور ومنزل للمواطن ياسر حمامدة. كما هدد الاحتلال بمصادر حمام من قرية إم الخير، اذا لم يقم الاهالي بازالته. أما الهدف الرئيسي من وراء هذه الاخطارات ، فهو اجبار المواطنين على الرحيل عن اراضيهم وتوسيع المستوطنات في جنوب الخليل، وخاصة قرية اللتوانة التي يسعى الاحتلال بضغط من المستوطنين على تقليل مساحة القرية و020 وثبت مستوطنون بحماية جيش الاحتلال، حجرا كبيرا منقوشا عليه كتابات باللغة العبرية، على أراضي المواطنين في منطقة تل الرميدة وسط الخليل، في سياق عمليات التهويد التي تنتهجها سلطات الاحتلال في المدينة
بيت لحم: اخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مواطنين من قرية الجبعة جنوب غرب بيت لحم بالاستيلاء على المئات من الدونمات الزراعية.وقال رئيس مجلس قروي الجبعة ذياب مشاعلة إن الاحتلال قام بوضع إخطارات في أراض بمناطق السهلات، والخابية والشماس جنوب وغرب القرية جميعها مزروعة بأشجار الزيتون، تعود لجميع عائلات القرية من مشاعلة وطوس.وأشار مشاعلة الى ان القرية تتعرض منذ فترة الى هجمة استيطانية من قبل الاحتلال آخرها المتعلقة بالاستيلاء على المئات من الدونمات على امتداد المنطقة الحدودية بين صوريف شمال الخليل والجبعة، لاستكمال بناء جدار الضم العنصري.المخطط الهيكلي لها.
نابلس: أضرم مستوطنون النار في أراضي زراعية في بلدة بورين جنوب نابلس ما أدى لاحتراق مساحات من المحاصيل وأشجار الزيتون.كما استولى مستوطنون من مستوطنة “يتسهار” على بئر الشعار، التابع لقرية مادما، وبدأوا بضخ المياه وسرقتها منه، عقب تركيب أحد المضخات عليه، في وقت استولت فيه قوات الاحتلال على جرافتين وجرار زراعي في بلدة عقربا جنوب نابلس.أثناء العمل بشق طريق زراعية في المنطقة الغربية من اراضي بلدة عقربا تعودان للمواطن محمد فوزي بني فضل، والجرار الزراعي للمواطن شاكر بني فضل. كما جرف مستوطنون، مساحات من اراضي قرية عينابوس جنوب نابلس.في منطقة باطن العين في اراضي قرية عينابوس، القريبة من مدرسة الذكور في القرية.
سلفيت: سلمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطنًا من قرية حارس غرب سلفيت، إخطارا بإخلاء أرضه المزروعة ، وتقع الأرض غرب حارس بمحاذاة مستوطنة “كريات نطافيم”، وتعود ملكيتها للمواطن حسن عودة سلطان، وتبلغ مساحتها 10 دونمات، ومزروعة بعشرات أشجار التين والزيتون كما اعتدت مجموعة مستوطنين بشكل همجي على رجل الاصلاح الحاج ابراهيم عساف والمواطن مجدي نجم من بلدة بديا غرب محافظة سلفيت وذلك اثناء تصديهم لمحاولة اعتداء على اراضي “خلة حسان” بالبلدة.
قلقيلية : شرع مستوطنون بحماية من جيش الاحتلال بجرف أراض جنوب شرق محافظة قلقيلية تقع على مقربة من منطقة “أبو شاروخ”، وهي تتبع أراضي بلدات (كفر ثلث، وسنيريا، وبديا، وقراوة بني حسان)، وتمتد الى محمية “وادي قانا”، الواقعة شرق قلقيلية وأغلبها مزروعة بأشجار الزيتون