ينتقم الاحتلال من الفلسطينيين بشكل يومي من خلال إجراءات مختلفة، منها البوابات الحديدية التي تزيد من عذابات المواطنين.
بلدة كفل حارس، غربي سلفيت، يغلق الاحتلال مداخلها بشكل متكرر، ويحرم أهالي البلدة والقرى المجاورة من حرية التنقل وتكون الجبال والاراضي الوعرة بديلاً عن المداخل المغلقة.
يقول عصام أبو يعقوب، رئيس المجلس المحلي في بلدة كفل حارس: “إغلاق المداخل اصبح بشكل متكرر، ويهدف إلى حرمان الأهالي من التحرك بشكل طبيعي، وقد زاد الاحتلال من إغلاق المداخل بعد توقف التنسيق الأمني بهدف ابتزاز الفلسطينيين للتنسيق معه، ويضطر الأهالي إلى البحث عن وسائل أُخرى للوصول إلى أراضيهم، والخروج من القرية من خلال طرق زراعية وأُخرى وعرة، ويتحملون المشاق في ذلك”.
وأضاف: “إغلاق مداخل كفل حارس يعني إغلاق أربع قرى مجاورة وشل الحياة فيها، وهذا ما يريده الاحتلال”.
ويقول المزارع حماد زهران (70 عاماً) من بلدة كفل حارس: “اضطررت للالتفاف مع دابتي عبر أراضٍ بعيدة عن البوابة المغلقة، فجنود الاحتلال منعوني من عبور البوابة الحديدية، وهذا عذاب لي بهذا العمر والكثير من المزارعين عادوا إلى بيوتهم بعد إغلاق البوابة”.
ويقول ابن القرية الطبيب معتز بوزيه: إن إغلاق البوابة في ظل جائحة كورونا والوضع الصحي يزيد من المخاطر على المواطنين.
ويضيف: “التنقل أصبح معدوماً، والحياة عادت إلى الوراء، فإغلاق البوابة يعني توقف الحياة والتنقل عبر طرق غير آمنة، وهذا يؤثر على حياة المواطنين وصحتهم”.
وفي بلدة عزون شرق قلقيلية يعمد الاحتلال إلى إغلاق البوابات الحديدية الأمنية، التي يقدر عددها بست بوابات، أهمها البوابة الرئيسية على مدخل البلدة الشمالي، التي بات يعرف بمدخل البوابة نسبة إلى البوابة الحديدية.
يقول الناشط حسن شبيطة الذي يوثق الانتهاكات: “يمكن وصف عزون بسجن كبير، وأصبحت البوابات الأمنية جزء من حياة السكان، فالمزارع خُصصت له بوابات أمنية خاصة، وأهالي البلدة والقرى المجاورة خصصت لهم بوابات خاصة بهم، وأكثر بوابة تقف خصماً للمواطنين هي بوابة المدخل الشمالي، تليها بوابة المدخل الغربي والأخرى أسفل منطقة الجسر، التي تؤدي إلى مدينة طولكرم”.
وأضاف: “منظر البوابة يوحي للأهالي بالعقاب الجماعي الذي ينتظرهم، ويتم تنفيذ هذا العقاب بشكل مزاجي بذرائع أمنية واهية ووهمية، فهم يستخدمون البوابة كسيف مشهر على رقاب المواطنين، وهناك تاريخ أسود لهذه البوابات من حيث منع الحركة ووفاة مرضى على أعتابها لعدم وصول سيارات الإسعاف وتعطيل الحياة بكافة أشكالها، حتى أصبح الحديث عن أخبار البوابات جزءاً من الحياة اليومية”.
طرقات الضفة الغربية تنتشر عليها عشرات البوابات الحديدية، وهي شاهدة على المعاملة العنصرية بحق الفلسطينيين.
يقول المحامي مصطفى شتات من بديا غرب سلفيت: “عندما تذكر البوابة تحضر العذابات اليومية، وهذه هي رسالة البوابة العنصرية ، ومن الناحية القانونية هذه البوابات تعتبر معوقات للحياة ويترتب عليها شلل كامل لتجمعات هي اصلا محاصرة بالاستيطان والطرق الالتفافية، فهي مخالفة لأبسط حقوق الحياة في حرية الحركة ، وكما قلت يترتب عليها قتل غير مباشر للمواطنين”.