صوتت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي بأغلبية ساحقة يوم الاثنين (27 تموز 2020) ضد إضافة لغة من شأنها أن تشدد موقف الحزب من إسرائيل.
كما رفضت اللجنة إضافة مصطلح “احتلال”، وشطبت أيضاً اللغة التي اشترطت وقف الاستيطان الإسرائيلي للاستمرار باستلام المساعدات الأميركية.
واقترح التعديل الذي يشترط استمرار المساعدات الأميركية بوقف الاستيطان، والتنديد بـ”الاحتلال” وضرورة انتهائه، بعد ظهر يوم الإثنين كليم بالانوف، مندوب السيناتور بيرني ساندرز، الذي نافس بايدن على الترشح في المرحلة الأولى من الانتخابات التمهيدية، والمدير التنفيذي لفرع إلينوي من “ثورتنا”، المنظمة التقدمية المؤيدة لساندرز. وبعد مناقشة وجيزة خلال الاجتماع الافتراضي للجنة، صوت 117 عضوًا لمعارضة التعديل، فيما أيده 34 عضوًا من التقدميين، وامتنع عن التصويت عن التصويت خمسة أعضاء من اللجنة.
ويشمل الجزء الخاص بإسرائيل في البرنامج لغة تعبر عن دعمها للتحالف الأميركي الإسرائيلي، والالتزام بالتمويل الأمني لإسرائيل ودعم حل الدولتين “الذي يضمن مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية ذات حدود معترف بها، ويؤيد حق الفلسطينيين في أن يعيشوا في حرية وأمن في دولة قابلة للحياة خاصة بهم”.
ويشير البرنامج أيضًا إلى معارضة “الخطوات الأُحادية من أيٍّ من الجانبين -بما في ذلك الضم- التي تقوض احتمالات قيام دولتين” ومعارضة “التوسع الاستيطاني”.
وقد اقترح التعديل الذي تم تقديمه خلال اجتماع يوم الإثنين تضمين عبارة دعم إسرائيل “بدون احتلال”، وإزالة كلمة “توسع” مع كلمة استيطان كي تُظهر بوضوح أن الحزب الديمقراطي يرفض كل أشكال الاستيطان في بند التسوية، وإضافة سطر يشترط على المساعدات الأميركية أن لا يتم “استخدامها لتسهيل الضم أو انتهاك الحقوق الفلسطينية”.
وفي لقاء مع “القدس”، قال الدكتور جيمس زغبي، مندوب ساندرز في لجنة برامج الحزب الديمقراطي لعام 2016، إن السناتور بيرني ساندرز دفع باتجاه التعديل بشدة، ولكن الأصوات كانت قليلة. فيما رد دان شابيرو، سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل وأحد أبرز أعضاء اللجنة (الذي يعيش حالياً في إسرائيل) قائلاً إن على الديمقراطيين “التحدث بصوت واحد حول دعمنا لحليفتنا إسرائيل، ودعمنا حق الفلسطينيين في العيش في دولة خاصة بهم”.
وأكد شابيرو أن الحزب الديمقراطي “اتخذ خطوات كبيرة ومتأخرة من أجل الحفاظ على وحدة حزبنا” في برنامج 2020. وأوضح أن “البرنامج يوضح معارضتنا للخطوات أُحادية الجانب من أيٍّ من الجانبين لتقويض احتمالات السلام، وللمرة الأولى نقول بوضوح معارضتنا للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي، لأول مرة، نعلن بوضوح معارضتنا ضم إسرائيل أراضي الضفة الغربية. كما نعلن بوضوح أننا سنواصل الوقوف ضد التحريض والإرهاب، وللمرة الأولى نعترف بحق الفلسطينيين في العيش في دولة خاصة بهم. كما يوضح البرنامج أننا سندافع دائمًا عن حق المواطنين الأميركيين الدستوري في حرية التعبير في هذه القضايا، حتى عندما نعارض جهود نزع الشرعية عن إسرائيل أو إفرادها”، وذلك في إشارة إلى إمكانية تأييد نشطاء الحزب حركة مقاطعة إسرائيل (بي.دي.أس).
وقال زغبي لـ”القدس”، مساء الإثنين، بعد الانتهاء من صياغة البرنامج والموافقة عليه واصفاً لغة “بي.دي.أس” بأنها انتصار للجماعات المناصرة للحقوق الفلسطينية: “لقد اتخذوا بالضبط موقف اتحاد الحريات المدنية (ACLU) الذي يقول إنه شخصيًا لا يدعم “بي.دي.أس”، ولكن من حق كل أميركي القيام بذلك. وبصراحة، هذه خطوة إيجابية إلى الأمام، ونحن نستطيع التعايش مع ذلك”.
بدورها، شددت ويندي شيرمان، مساعدة وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، التي حققت صفقة الاتفاق النووي الإيراني، وفي الوقت نفسه تعتبر صهيونية متشددة، وعضو آخر في اللجنة، على أن المساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل “استثمار مفيد للطرفين، يحمي إسرائيل من التهديدات الحقيقية للغاية، ويساعد على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث نعلم جيدًا تكلفة انعدام الأمن وعدم الاستقرار”.
وأشارت شيرمان أيضًا إلى أن المرشح الرئاسي الديمقراطي المفترض جو بايدن “كان واضحًا للغاية أنه يعارض الضم، وسيستمر في معارضته كرئيس”.
وأضافت شيرمان أن التعديل المقترح “سيقسم حزبنا في الوقت نفسه الذي نحتاج فيه إلى الاتحاد من أجل هزيمة دونالد ترامب”.
وقال متحدث باسم جي ستريت إن اللغة في الشق الإسرائيلي لبرنامج 2020 “تعكس التقدم الكبير الذي تم إحرازه بشأن هذه القضايا منذ عام 2016″، بما في ذلك “معارضة صريحة للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي والضم من جانب واحد”.
وطالبت شيرمان “جي ستريت” بإدراج كلمة “الاحتلال” قبل أن تدرس اللجنة الكاملة البرنامج. ولكن، بعد التصويت، قالت المجموعة: “ما زلنا نعتقد أن على الحزب الديمقراطي أن يعترف ويعارض الاحتلال المستمر، وهو ظلم منهجي في قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.
وقال الرئيس التنفيذي “للأغلبية الديمقراطية”، وهي مجموعة صهيونية انبثقت عن منظمة “إيباك” ارك ميلمان في بيان إن البرنامج الوطني “يستمر، وتتوسع تقاليد حزبنا الفخور، وتاريخ جو بايدن الطويل، الداعم لعلاقة قوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.
ووصف رئيس المعهد العربي الأميركي جيمس زغبي، الذي كان معينًا لدى ساندرز في لجنة المنصة لعام 2016، في حوار مع القدس، الإثنين، إنه “يشعر بالحرج”، كون أن “دي.إن.سي” (اللجنة الوطنية الديمقراطية) رفضت تضمين كلمة “الاحتلال” في المنصة.
وقال زغبي لـ”القدس”: “هذه لغة استخدمتها كل إدارة ديمقراطية.. نحن الآن (الحزب الديمقراطي) نقف على يمين بنيامين نتنياهو الآن في هذا الجانب بالذات. هذا ليس تعبيراً عن الوحدة. هذا تعبير عن رسم خط أحمر تعسفي وعدم الرغبة في عبوره. إنه اختبار للإرادة أكثر مما هو بيان مبادئ”.
وقد شجعت اللغة الاستراتيجية الديمقراطي جويل روبين، الذي عمل مديراً للتوعية اليهودية لحملة بيرني ساندرز 2020 الرئاسية. وقال روبين: “هذا هو البرنامج الديمقراطي الأكثر تقدمية حول القضية الفلسطينية الإسرائيلية.. هناك الكثير من الانتصارات هنا لما كنا نطلبه نحن التقدميين. إنها شاملة للغاية، ويعود الفضل الحقيقي لجو بايدن وقيادته في امتلاك برنامج يعكس ذلك”.
يذكر أن توني بلينكين، مساعد وزير الخارجية السابق، ومساعد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق باراك أوباما يعمل كمستشار جو بايدن الأول بشأن السياسة الخارجية، ومن المتوقع أن يصبح وزيراً للخارجية في حال فوز بايدن في الانتخابات المقبلة.