دعا تيسير خالد ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، الى عدم الغرق في الرهان على دور سياسي فاعل للرباعية الدولية ، فقد جربناها ولم نحصد منها غير الفشل وخيبات الأمل ، فقد تضاعفت في عهدها معاناة شعبنا ، بعد ان استخدمتها الادارة الاميركية واستخدمها المبعوث الدولي لعملية السلام توني بلير لسنوات طويلة وسيلة لإضاعة الوقت والتحايل والتلاعب ، الأمر الذي مكن اسرائيل من مواصلة سياستها العدوانية الاستيطانية التوسعية ومن استخدامها غطاء لانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 ، دون ان تتحرك ولو لمرة واحدة على امتداد سنوات عملها لدفع اسرائيل الى احترام خارطة الطريق ، التي تبنتها وجعلت منها عنوان سياستها للتوصل الى تسوية سياسية للصراع مع الاحتلال العام 2005
.
وأضاف أن الادارة الاميركية التي احبطت الرباعية الدولية في اجتماعها الذي انعقد مطلع حزيران الماضي في جنيف من خلال اشتراط فرض رؤية الرئيس الأميركي للسلام في المنطقة والمعروفة بصفقة القرن على جدول أعمالها تحاول استخدام الرباعية الدولية من جديد غطاء لمخططات ومؤتمرات التطبيع بين اسرائيل وعدد من الدول العربية وهو ما كان واضحا في تحركها الأخير ودعوتها أطراف الرباعية الى الاجتماع الاسبوع الماضي لمناقشة دفع ما تسميه جهود السلام في المنطقة من خلال الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني بتطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال الاسرائيلي وعدد من الدول العربية ، التي تبدي الاستعداد للسير في الطريق الذي سلكته دولة الامارات العربية المتحدة
وأكد تيسير خالد على عقم الرهان على دور للرباعية الدولية ، التي قال عنها ارون ميلر ، عضو الفريق الاميركي السابق لما كان يسمى مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال عهد الرئيس الأميركي بيل كلينتون بأنها خلقت بالأساس لتكون ضربا من الخيال والتحايل بهدف اقناع الاوروبيين وروسيا الاتحادية والعرب مؤازرة الحرب التي كانت الادارة الأميركية تعد لها ضد العراق عام 2003 ، لأن الرهان على هذه الرباعية هو رهان على الوهم انطلاقا من التجربة التي رافقت عملها ومن استخدامها من الولايات المتحدة الاميركية كوسيلة من وسائل تعطيل القانون لدولي وقرارات الشرعية الدولية في كل ما يتصل بالقضية الفلسطينية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة
واستغرب حالة الصمت التي سادت حول الاجتماع الذي عقد عن بعد بين أطراف الرباعية الدولية بدعوة من الادارة الاميركية الاسبوع الماضي ، علما بأن الهدف من وراء تلك الدعوة ، ومن الادارة الأميركية بالذات ، هو استدراج أطراف الرباعية الدولية أو بعضها إما لمباركة جهود التطبيع والمؤتمرات التي تعد لها وترعاها الادارة الاميركية أو الصمت عليها كوسيلة من وسائل الضغط على الجانب الفلسطيني ودفعه لخفض سقف توقعاته ومطالبته بتنازلات سياسية مؤلمة تطالب بها الادارة الاميركية .
ودعا تيسير خالد في الوقت نفسه الى تطوير الموقف الذي تم التوافق عليه في الاجتماع القيادي الذي انعقد في التاسع عشر من أيار الماضي وتحضير الأجواء المناسبة لحوار وطني شامل يبادر إليه الرئيس محمود عباس ويشارك فيه الأمناء العامون للقوى الوطنية والديمقراطية والإسلامية بهدف الاتفاق على استراتيجية وطنية للتحرر من قيود اتفاقيات اوسلو وملاحقها بخطوات تنفيذية يجري من خلالها ترجمة قرارات المجلس الوطني في دورته التي انعقدت في نيسان / أيار 2018 وقرارات الدورات المتعاقبة للمجلس المركزي لخوض معركة الدفاع عن الارض وعن المشروع الوطني ولحشد كل الطاقات لانطلاق مقاومة شعبية شاملة وعصيان وطني وإعادة الاعتبار للبرنامج الوطني في تقرير المصير والعودة وبناء الدولة على حدود الرابع من حزيران 1967 في هذه الظروف الحساسة والخطيرة .
29/8/2020 مكتب الاعلام