سجلت الأمم المتحدة ارتفاعاً في وتيرة هدم المنازل الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، واعتداءات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين العزل، حيث هدمت بلدية الاحتلال والجيش 25 منزلاً للمواطنين الفلسطينيين خلال أسبوعين، محذرةً من انعكاسات ذلك على الوضع الإنساني والاجتماعي وارتفاع معدل العنف بسبب تفاقم اعتداءات المستوطنين.
وقالت الأمم المتحدة في تقرير الحماية نصف الشهري / مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة (أوتشا) الصادر عن مكتبها في القدس الشرقية المحتلة مساء أمس: “إنه بحجة الافتقار إلى رخص البناء، هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية ٢٥ مبنًى أو أجبرت أصحابها على هدمها في المنطقة (ج) والقدس الشرقية، ما أدى إلى تهجير ٣٢ فلسطينياً وإلحاق الأضرار بنحو ١٦٠ آخرين.
وأوضح التقرير أنه منذ بداية العام استُشهد ٢٠ فلسطينياً، حيث قُتل فلسطينيان اثنين، أحدهما طفل، بالرصاص على يد قوات الاحتلال وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في حدثين منفصلين في الضفة الغربية.
ففي يوم 17 آب، أطلقت قوات الاحتلال النار على فلسطيني يبلغ من العمر 30 عاماً وقتلته بعدما قام بطعن أحد أفراد شرطة (حرس الحدود الإسرائيلية) وأصابه بجروح على أحد أبواب المسجد الأقصى في البلدة القديمة بالقدس، وفرضت القوات الإسرائيلية القيود على التنقل داخل البلدة القديمة، ما حال بين الطواقم الطبية وبين الوصول إلى المنطقة التي أُطلقت فيها النار على منفّذ الهجوم، حسبما أفادت المصادر الطبية الفلسطينية.
كما أصيبت امرأة فلسطينية كانت تمرّ من المكان برصاصة طائشة.
وفي حدث منفصل في دير أبو مشعل (رام الله)، استُشهد فتًى فلسطيني يبلغ من العمر (16 عاماً) وأصيبَ طفلان آخران بجروح في يوم 19 آب. ولا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثمانيهما. وبذلك، يرتفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في الضفة الغربية منذ بداية هذا العام إلى 19.
ووفق التقرير: “أصابت قوات الاحتلال بجروح ٨١ فلسطينياً في اشتباكات وحوادث متعددة في مختلف أنحاء الضفة الغربية، ٤٥ مصاباً، خلال تظاهرة اندلعت قرية ترمسعيا (رام الله) في سياق فعالية عامة احتجاجاً على الصفقة التي عُقدت بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، والتي أُعلن عنها في يوم 13 آب.
كما أصيبَ ٢٠ فلسطينياً، جميعهم من أفراد الطواقم الطبية، في حي الطور (القدس الشرقية) بعدما استُدعيت القوات الإسرائيلية لتفريق تجمُّع على مدخل مستشفى المقاصد في حي الطور وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في مجمع المستشفى.
وفي حادثة منفصلة، اقتحمت القوات الإسرائيلية المستشفى لاعتقال فلسطيني أصيبَ بجروح خلال اشتباكات اندلعت في سياق عملية هدم في جبل المكبِّر.
وسُجلت عشر إصابات أخرى بينما كان الفلسطينيون يحاولون اجتياز فتحات غير رسمية في الجدار في محافظات طولكرم وقلقيلية وجنين.
وأصيبَ أربعة فلسطينيين آخرين في أربع عمليات تفتيش واعتقال نُفذت في محافظتَي طولكرم ورام الله وفي القدس الشرقية، وذلك من جملة 153 عملية سُجلت في مختلف أنحاء الضفة الغربية خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير. وفضلاً عن ذلك، أصيبَ فلسطيني بشظايا صندوق انفجر عندما لمسه، حيث كان موضوعاً بالقرب من منطقة تجري فيها التظاهرات الأسبوعية في كفر قدوم (قلقيلية).
وكان هذا الصندوق أحد ثلاث عبوات عُثر عليها على الطريق المؤدي إلى موقع التظاهرات وقرب متنزه عام، حيث أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن القوات الإسرائيلية هي من وضعتها.
وأصيبَ فلسطينيان آخران، أحدهما بعدما ألقى زجاجة حارقة قرب بيت لحم حسبما أفادت التقارير، والآخر عقب الاشتباه بأنه كان يحمل سكيناً على حاجز قلنديا (القدس).
وفي الحادثة الأخيرة، كان الرجل المصاب يعاني من مشاكل في السمع ولم يستطع سماع أوامر الجنود. وأشارت مصادر إعلامية إسرائيلية في وقت لاحق إلى أنه لم يكن يحمل سكيناً. وأصيبَ عشرة من مجموع الجرحى بالذخيرة الحية، وتسعة بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، واثنان بعد تعرُّضهما للاعتداء الجسدي، بينما أصيب البقية جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع الذين تلقوا العلاج الطبي منه.
وقالت (أوتشا) إن سلطات الاحتلال واصلت وبتصعيد هدم منازل الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال وهدمت ما مجموعه ٢٥ مبنًى وصودر بحجة عدم الحصول على ترخيص، ما أدى إلى تهجير ٣٢ فلسطينياً وإلحاق الأضرار بنحو ١٦٠ آخرين. وهُدم ١٥ مبنًى من هذه المباني، وكلها باستثناء مبنيين منها كان يستخدمها أصحابها في تأمين سُبل عيشهم، في ثمانية تجمعات سكانية في المنطقة (ج)، بما فيها مبنيان في تجمعَي مغاير العبيد والفخيت (وكلاهما في الخليل) ويقعان في مناطق يفرض الجيش الإسرائيلي إغلاقاً عليها لغايات التدريب.
وهُدمت ستة مبانٍ أخرى يعتاش أصحابها منها في إحدى الحوادث في العيسوية (القدس) الواقعة ضمن المنطقة (ج). وكانت بقية المباني تقع في القدس الشرقية، بما فيها بناية سكنية كانت قيد البناء في حي جبل المكبّر، ما أثار اشتباكات أدت إلى إصابة أحد الأشخاص. وهُدمت خمسة من المباني الواقعة في القدس الشرقية على يد أصحابها، الذين أُجبروا على ذلك لكي يتفادوا الغرامات. وحتى الآن من هذا العام، نُفذ نحو نصف عمليات هدم المباني في القدس الشرقية (118) على يد أصحابها، بعدما أصدرت السلطات الإسرائيلية الأوامر إليهم بهدمها.
وفي توثيق لعدوان وهجمات المستوطنين أكدت تقرير الأمم المتحدة أن مستوطنين أصابوا فلسطينياً بجروح وأتلفوا ٦٥٠ شجرة وشتلة وغيرها من الممتلكات التي تعود للفلسطينيين. ففي إحدى هذه الحوادث، ألقى المستوطنون الحجارة على عامل فلسطيني يعمل في مشروع لتسجيل الأراضي وأصابوه بجروح في حوارة (نابلس). وفي أربع حوادث أخرى، اقتلع المستوطنون ٤٠٠ شتلة زيتون ولوز في عصيرة الشمالية وست أشتال عنب في قريوت (وكلاهما في نابلس)، وقطعوا ٢٤٤ شجرة زيتون في خربة التوامين (الخليل)، وألحقوا الأضرار بمساحة تبلغ ١٦ دونماً من الأراضي المزروعة بمحصوليْ القمح والشعير بعدما رعوا مواشيهم في الأراضي المزروعة بالقرب من قرية سعير (الخليل).
كما ألحق المستوطنون الأضرار بسبع سيارات في قرية ياسوف (سلفيت) وبمقلع للحجارة قرب قرية عوريف (نابلس)، التي خطّوا الشعارات المسيئة فيها أيضاً، ورشقوا السيارات المارة بالقرب من مستوطنتَي يتسهار (نابلس) وكريات أربع (الخليل) بالحجارة. ووقعت الحادثتان الأخريان في الخليل، حيث ألحق مهاجمون يُعتقد بأنهم مستوطنون الأضرار بحظيرة للمواشي وأسيجة وسرقوا ممتلكات في التواني والمنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل. وعلاوةً على ذلك، توفي رجل فلسطيني يبلغ من العمر (21 عاماً) خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير بعدما دهسته مركبة كان يقودها مستوطن، حسبما أفادت التقارير، بالقرب من حاجز الكفريات جنوب طولكرم بينما كان يقطع الطريق 557 على الجانب الإسرائيلي من الجدار.
وفي قطاع غزة قال التقرير الأممي أدى تصعيد الاحتلال إلى إصابة 12 فلسطينياً وستة إسرائيليين بجروح. وتصاعدت حدة التوتر منذ يوم 12 آب، بعدما أطلق الفلسطينيون البالونات الحارقة من غزة باتجاه إسرائيل، ما أدى إلى إضرام النار في الأراضي الزراعية في المناطق الحدودية للجدار وفقاً لمصادر إسرائيلية، واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق مفتوحة ومواقع رصد، ما تسبّب في إصابة أربعة أطفال وامرأة بجروح وإلحاق الأضرار بالمواقع المستهدفة وبالممتلكات المدنية التي تقع بجوارها، بما فيها تسعة منازل ومدرسة على الأقل. كما أصيبَ فلسطيني بشظايا صاروخ. وفضلاً عن ذلك، أصيبَ ستة أشخاص في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية بالقرب من السياج.