محمد بلاص:
بدا المستوطنون، أمس، وكأنهم يسابقون الزمن في تثبيت بؤرة استيطانية أقاموها في منطقة “أبو القندول” جنوبي عين الحلوة في الأغوار الشمالية، من خلال نصب المزيد من الخيام والمنشآت وحظائر المواشي وتسييج مساحات واسعة من الأراضي المجاورة.
وأفاد الناشط الحقوقي عارف دراغمة، بأن المستوطنين في منطقة “أبو القندول” واصلوا مصادرة أراضي السكان وتوسعة بؤرة استيطانية كانوا أقاموها في وقت سابق على الأراضي المهددة بالمصادرة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال دراغمة، إن الخطر يحاصر حياة سكان خربة عين الحلوة بسبب سياسات الاحتلال والمستوطنين الذين يستخدمون كل الأساليب لتضييق الخناق عليهم وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، وذلك في إطار سياسات الاحتلال التنكيلية بالمواطن الفلسطيني في الأغوار ضمن مخطط التهجير القسري والتطهير العنصري واجتثاث الوجود الفلسطيني على سفوح فلسطين الشرقية.
وأكد، أن أهالي عين الحلوة، ورغم افتقارهم للحد الأدنى من مقومات الحياة، يخوضون معركتهم اليومية مع الاحتلال والمستوطنين لتستمر حياتهم، في ظل تهديدات الاحتلال المتواصلة بمصادرة المزيد من أراضيهم.
وتعتبر عين الحلوة من التجمعات البدوية التي تتبع منطقة وادي المالح، وتبعد عن محافظة طوباس 20 كيلومترا، وكان الأصل في تسمية موقعها الذي يتميز بالمناخ الدافئ وجود عين ماء حلوة فيها، إضافة إلى وفرة المياه التي جعلتها من المناطق الزراعية والرعوية المرغوبة عند كثير من المزارعين في محافظة طوباس.
وحذر دراغمة، من أن المستوطنين من مستوطنة “مسكيوت”، يسعون إلى تثبيت البؤرة الاستيطانية التي أقاموها عل أراضي “أبو القندول”، والعمل على توسعتها من خلال مصادرة المزيد من الأراضي المجاورة، ووضع أسلاك شائكة عليها، وإقامة المزيد من المنشآت والخيام وحظائر المواشي.
وأشار، إلى أن المستوطنين بدأوا بإقامة البؤرة الاستيطانية من خلال وضع بيت متنقل “كرفان” وسياج في منطقة “أبو القندول”، وهي امتداد لمنطقة المرمالة التي تم شق طريق استيطاني لها من قبل قوات الاحتلال، فيما أقام آخرون بيوتا متنقلة جديدة في البؤر الاستيطانية المقامة على أراضي منطقتي السويدة وخلة حمد، وانتشروا في مناطق عديدة بالأغوار، ويطلقون أبقارهم لرعي محاصيل المزارعين، ويمنعون الرعاة الفلسطينيين من رعي مواشيهم في الأراضي القريبة.
وحذر دراغمة، من أن البؤر الاستيطانية هذه تبدأ بكرفان ثم تمتد لتصبح مستوطنة تجاور مستوطنة أخرى لا تبعد عنها أمتارا قليلة، مضيفا إن الاحتلال ينوي إقامة مدينة استيطانية في الأغوار الشمالية، من شأنها أن تدمر مصادر رزق الفلسطينيين وتستولي على أملاكهم في المنطقة.
ومضى ل”الأيام”: “إن المستوطنين في منطقة “أبو القندول” يثبتون بؤرتهم الاستيطانية بصمت بعيدا عن الأنظار، ورفعوا عليها العلم الإسرائيلي، ويستولون يوميا على مئات الدونمات من الأراضي بتحالف مع مؤسسات الاحتلال المختلفة”.
وأكد، أن الأغوار الشمالية تواجه أكبر مخطط إسرائيلي لطرد الفلسطينيين وجلب المستوطنين اليهود، وذلك في إطار مشروع تهويدي متكامل.
وقال: “إن سلطات الاحتلال والمستوطنين يحاولون بكل الوسائل تهجير الفلسطينيين قسرا، بشكل مباشر وغير مباشر، لإفراغ الأراضي، عبر أوامر الاستيلاء، وإخطارات الهدم والإخلاء، أو قطع المياه أو الكهرباء، وإعلان المناطق العسكرية، والمناورات”.
وذكر، أن المستوطنين أجروا مؤخرا عملية مسح شامل للأراضي في الأغوار الشمالية، وبعدها زرعوا أشجارا في منطقة خلة حمد من أجل أن تكون تلك الأشجار ذريعة لاقتحام تلك المنطقة، فيما يمنح الاحتلال حوافز وتسهيلات للمستوطنين ليسكنوا بالأغوار ويوسعوا مستوطناتهم القائمة وينشئوا أخرى جديدة، وفي المقابل تجرى عمليات ملاحقة وتضييق على المزارعين الفلسطينيين وتخريب لمحاصيلهم الزراعية.
ومضى: “يوميا يضيق الاحتلال على المواطنين، بحجز المركبات والجرارات الزراعية وتغريم المزارعين غرامات مالية باهظة، إضافة إلى تخريب محاصيلهم الزراعية بحجة التدريبات العسكرية، وتهجير المواطنين من منازلهم، وتدمير خطوط المياه، وغير ذلك من الممارسات القمعية”.
الايام