تقرير الاستيطان الأسبوعي من 12/9/2020- 18/9/2020
إعداد: مديحه الأعرج/المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان
يبدو واضحا ان اتفاقيات التطبيع بين دولة الاحتلال الاسرائيلي من جهة وبين دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين من جهة اخرى برعاية الادارة الاميركية لم تقدم ما يكفي من تطمينات بأن اسرائيل لم تعد معنية في الظرف الراهن بفرض ما تسميه ” السيادة الاسرائيلية ” على مساحات واسعة من الضفة الغربية ، ناهيك عن ضمانات بوقف عجلة الاستيطان الزاحف . على مستوى التشريع في الكنيست تجدد نهاية الاسبوع الماضي الحديث في اسرائيل حول حل الادارة المدنية لتحل محلها الوزارات الإسرائيلية، بمشروع قانون يفرض ضمنا ما تسمى “السيادة الإسرائيلية” على الضفة الغربية ، ولكن بمسار مختلف.
فضلا عن ذلك ، فغداة توقيع رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو على اتفاقية التطبيع ( معاهدة السلام ) مع الإمارات العربية المتحدة وعلى إعلان المبادئ مع مملكة البحرين في البيت الأبيض توالت تصريحات القادة الاسرائيليين التي تؤكد بمجملها على المضي قدما في المشروع الاستيطاني ، وأن تل أبيب لم تتخل عن خطة الضم لأراض فلسطينية وإنما أرجأتها. فقد قال سفير إسرائيل لدى واشنطن ومندوبها الدائم في الأمم المتحدة ، غلعاد اردان ، إنه تحدث في هذا السأن مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، الذي أكد له إن مخطط الضم لم يحذف من جدول الأعمال الإسرائيلية ، وستتم مناقشة الأمر بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية الوشيكة. فيما قال وزير الطاقة الإسرائيلي ، يوفال شطاينتس ، إنه لا يرى أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية ، وإنّ الحل من وجهة نظره هو استيطان إسرائيلي في كل أنحاء ” أرض إسرائيل ” على حد زعمه بينما يحظى الفلسطينيون بـحكم ذاتي واسع الصلاحيات ، أما رئيس الكنيست، يريف لفين، فأكد هو الآخر أنّ مشروع ضم إسرائيل لأراض بالضفة لم يتم إلغاؤه ، بل تم تعليقه وذلك استجابة لطلب الرئيس الأميركي ، دونالد ترامب ، مؤكداً إن الضم سيكون بموافقة أميركية”.
فيما ذكر السفير الامريكي في اسرائيل ديفيد فريدمان الجميع بأن حكومة بلاده كانت الأولى التي اعتبرت أن الاستيطان لا ينتهك القانون الدولي ، والحكومة الوحيدة التي نشرنت خطة سلام ترفض إخلاء اليهود من منازلهم في الضفة الغربية” وبشأن ملف الضم والسيادة، قال فريدمان ، إنه كانت هناك صعوبات بسبب الكورونا وصعوبات دبلوماسية من أجل تمرير هذه الخطة ، حيث لاحت الفرصة لعقد اتفاق مع الإمارات وكان الاستنتاج أن السيادة يمكن تأجيلها خاصةً وأن الأعلام الإسرائيلية ترفرف حاليًا في غوش عتصيون وبيت إيل ومعاليه أدوميم .
واحتفالا بتوقيع اتفاقيات التطبيع هذه أضأءت بلدية الاحتلال على طول السور الغربي للقدس القديمة “عند باب الخليل” بأعلام “الإمارات والبحرين وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ، عقب التوقيع في البيت الأبيض ، فيما أعرب المقدسيون عن غضبهم ورفضهم لتدنيس سور مدينتهم بأعلام دول ” اتفاقية التطبيع ” من قبل بلدية الاحتلال
ولم يوقف التوقيع على اتفاقيات التطبيع ، التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية عجلة النشاط الاستيطاني في مختلف محافظات الضفة الغربية . فقد وجه نتنياهو صفعة قوية للمطبعين العرب وهو في طريقه الى واشنطن للمشاركة في حفل التطبيع ، ووجه صفعة أخرى لهؤلاء بعد عودته من واشنطن .
فقد صادقت حكومة الاحتلال قبل التوقيع على اتفاقيات التوقيع بيومين على إقامة 980 وحدة استيطانية جديدة، في مستوطنة “أفرات” المقامة على أراضي المواطنين، جنوب بيت لحم، والتي تندرج في إطار عمليات الضم والسرقة التدريجي للأرض الفلسطينية المحتلة.ياتي ذلك استباقا لحفل التوقيع على اتفاقيات التطبيع بين كل من الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وحكومة اسرائيل في البيت الابيض برعاية الادارة الاميركية لايصال رسالة مفادها بانها ماضية في مخطط الضم وسرقة اراضي الفلسطينين.
وبعد يومين من توقيع الاتفاق وافقت ما تسمى اللجنة اللوائية للبناء والإسكان الإسرائيلية على مخطط توسيع مستوطنة “هار جيلو” بـ 560 وحدة استيطانية جديدة، بالإضافة الى إقرار توسيع الشارع الرئيس لطريق الولجة الالتفافي قرب بيت لحم، جنوب الضفة الغربية ليربط الشارع الالتفافي الجديد بالتجمع الاستيطاني “غوش عتصيون” بالقدس جنوباً. ويأتي القرار بعد يوم واحد من كشف النقاب عن مقبرة قديمة رجح عمال فلسطينيون أنها مقبرة إسلامية وتقع على منحدرات مستوطنة “جيلو” وقيام مجموعة دينية يهودية بتقديم طلب وقف البناء والحفر في تلك المنطقة خوفاً من أن تكون القبور يهودية، فتم تجميد ميزانية شق جزء من الشارع الالتفافي المذكور وبناء مدرسة وملاعب للمستوطنين في تلك التوسعة في المستوطنة التي تلتهم مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية في بيت لحم والولجة وبيت جالا وتصل حتى مشارف بلدة بتير .
وتتواصل في الضفة الغربية بما فيها القدس أعمال نهب وقرصنة متفرقة تقوم بها قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين بهدف منع المواطنين من الوصول الى اراضيهم تمهيدا للسيطرة عليها وتخصيصها للنشاطات الاستيطانية . ففي محافظة القدس أقدمت مجموعة من المستوطنين على إضرام النيران في أراضي المواطنين التابعة لبلدة مخماس إلى الشمال الشرقي من مدينة القدس ، حيث كانت مجموعة من المستوطنين في الأراضي المحاذية للبلدة تتجول فيها قبل اشعال الحرائق ومن ثم الفرار باتجاه المستوطنات المقامة على أراضي القرية. ووجد المواطنون صعوبة في إطفاء النيران والسيطرة عليها ؛ نظرا لوعورة المنطقة ووجود قوات الاحتلال التي منعت المواطنين من الوصول لبعض المناطق ، الأمر الذي أدى إلى احتراق العديد من أشجار الزيتون. وفي سلوان أصدرت محكمة الاحتلال الإسرائيلي العليا قرارا يقضي بإخلاء عائلة عزت صلاح من منزلها في حي وادي حلوة في بلدة سلوان لصالح “جمعية ألعاد الاستيطانية”وأمهلت العائلة حتى تاريخ الخامس من نوفمبر القادم لتنفيذ قرار الإخلاء.
وفي محافظة الخليل أغلقت قوات الاحتلال بالسواتر الترابية كافة الطرق الفرعية المؤدية الى قرى وخرب ومسافر يطا، والتي تقع على الخط الالتفافي ” 60″ وفي وقت سابق كانت قوات الاحتلال قد أغلقت الطريق المؤدية الى منطقة بيرين شرق الخليل، وصولا الى مسافر يطا.
وفي محافظة بيت لحم أوقفت قوات الاحتلال العمل في تأهيل طريق ترابي يربط قريتي كيسان والرشايدة شرق المحافظة واستولت على جرافة بحجة عدم الحصول على الترخيص ، وسيّج مستوطنون أراضي استولوا عليها الشهر الماضي ، في قرية كيسان شرق بيت لحم تقدَّر بنحو 20 دونماً وكانت سلطات الاحتلال استولت قبل نحو شهر على 660 دونماً من أراضي كيسان، ومنعت أصحابها من الوصول إليها وفلاحتها، وشقّت طريقاً استيطانية ونصبت فيها أربعة منازل متنقلة.
وفي محافظة سلفيت واصل مستوطنون أعمال تجريف لتوسعة مستوطنة “بروخين” المقامة على أراضي المواطنين شمال البلدة حيث واصلت المستوطنة زحفها عبر عمليات تجريف وتكسير صخور وتهيئة الأرض والبنية التحتية للمزيد من البناء الاستيطاني على حساب أراضي بلدة بروقين غرب سلفيت .
وفي محافظة جنين جرفت آليات تابعة للمستوطنين من مستوطنة “شاكيد” المقامة على أراضي قرية ظهر المالح ( المعزولة خلف جدار الضم والتوسع العنصري وقرى منطقة يعبد ، بتجريف 120 دونما من أصل 490 دونما، استولت عليها سلطات الاحتلال قبل عامين بهدف إقامة تجمع استيطاني جديد محاذي لمستوطنة “شاكيد”، علما أن الأراضي تعود لأهالي قريتي ظهر المالح وزبدة وبلدة يعبد. فيما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي استكمال شق الطريق الرابط بين قرية العرقة وبلدة يعبد وخربة الطرم، غرب جنين واحتجزت العمال مدة من الوقت، قبل أن تستولي على جرافة كانت تعمل في الموقع.
وفي الاغوار شرع المستوطنون في أعمال تنظيف وترميم للمبنى التاريخي المعروف بالسجن العثماني في منطقة الجفتلك من أجل تحويله إلى بؤرة استيطانية جديدة. وتقع في المنطقة المستهدفة مدرسة فلسطينية ، وهي قريبة جدا من معسكر لجيش الاحتلال ومستوطنة “مسواة”. ويشكل استيلاء المستوطنين على المبنى العثماني نقطة انطلاق لمصادرة كل الأراضي الواقعة بينه ومعسكر الجيش والمستوطنة مما يشكل خطرا كبيرا على مئات الدونمات من الأراضي المزروعة ، حيث يقع المبنى في منطقة زراعية مأهولة وكان جيش الاحتلال قد استخدم المبنى كثكنة عسكرية، قبل ان يخليها لاحقا . في الوقت نفسه سيج مستوطنون مساحات من أراضي خربة احمير في الأغوار الشمالية ، بهدف الاستيلاء عليها وزرعوها بأشجار الزيتون هذا في الوقت الذي كانت فيه قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين تحول دون وصول المزارعين لهذه الأراضي، بفعل ممارسات المستوطنين ، وملاحقة الرعاة في المنطقة.
وفي الاغوار الشمالية كذلك وبهدف التضييق على المزارعين أقرت سلطة المياه الإسرائيلية نهاية الاسبوع الماضي عمليات هدم واسعة للآبار الارتوازية كافة في الأغوار الشمالية ، وهو ما يهدد الزراعة المروية لآلاف الدونمات في في مناطق بردلة وكردلة وعين البيضا ، علما أن تلك الآبار تقع في المنطقة المصنفة ( ب ) حسب الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الاسرائيلي وتشمل انذارات الهدم (15) بئراً تعتمد عليها نصف الزراعة في منطقة الأغوار عليها ، وأن كافة المزروعات في منطقة الأغوار، سوف تتكبد خسائر فادحة نتيجة هذا القرار. وكان جيش الاحتلال قد استهدف خطوط المياه الناقلة ، والتي أقيمت بهدف تنظيم استخدام المياه في الأغوار، ونقل المياه من البرك المائية المنتشرة هناك باتجاه الأراضي الزراعية والتجمعات البدوية في منطقة بردلة ، سهل البقيعة ومنطقة ابزيق، مما يخفض تكلفة نقل المياه.
وفي الانتهاكات الاسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض فقد كانت على النحو التالي في فترة اعداد التقرير:
القدس :تتواصل بوتائر مرتفعة عمليات هدم منازل ومنشآت المواطنين الفلسطينيين في مدينة القدس في سياق سياسة التضييق عليهم ودفعهم الى الهجرة . فقد أجبرت سلطات الاحتلال المواطنين الشقيقين محمد ومصطفى السلايمة بهدم منزلهما ذاتياً الواقع في واد قدوم ببلدة سلوان بالقدس بحجة انه غير مرخص و هددت عائلة السلايمة أنه لو لم تخضع لقرار الهدم، ستجبرها على دفع غرامات مالية باهظة ، وأخطرت في الوقت نفسه بهدم مسجد في بلدة سلوان، بحجة البناء غير المرخص،.ويأتي قرار الهدم بعد أن رفضت سلطات الاحتلال، التماسًا ضد هدم مسجد القعقاع، ولكنها منحت القائمين عليه فترة 21 يومًا، للاعتراض على القرار.واقتحمت طواقم بلدية الاحتلال الإسرائيلي حي كروم قمر وأبو تايه في بلدة سلوان برفقة عناصر من شرطة الاحتلال وعلّقت إخطارات هدم على عدة منشآت، عرف منها منزل ، أمين سر حركة فتح في سلوان أحمد العباسي.وأجبرت المقدسي أسامة طالب زحايكة على هدم منزله في منطقة بلدة جبل المكبر بالقدس المحتلة ، بدعوى عدم الترخيص ، وأصدرت أيضا قرارًا بهدم منزل المواطن المقدسي وليد أبو ادهيم في منطقة جبل المبكر بالقدس المحتلة، المكوّن من 4 شقق سكنية، والمبني منذ أكثر من 20 عامًا. وأجبرت المقدسي سعود عدنان قنبر على هدم منزله في خلة عبد بجبل المكبر.وأوضح سعود أنه اضطر إلى هدم المنزل بعد أن داهم عناصر من شرطة الاحتلال المنزل، وهددوه في حال عدم هدمه بيده، ستلزمه بدفع 90 ألف شيكل تكلفة هدمه بآليات بلدية القدس .
الخليل : أطلق مستوطن كان يعربد في شارع الشهداء وسط الخليل برفقة مجموعه من المستوطنين المدججين بالسلاح النار باتجاه منازل المواطنين في محاولة تتكرر بهدف دفع المواطنين في تلك المنطقة الى مغادرتها . وأخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بهدم منزل المواطن محمود أبو عرام، والمواطن مصعب محمد جبريل ربعي بوقف العمل في منزله الذي لا يزال قيد الانشاء. كما سلمت المواطن محمد عيسى ربعي اخطارا بوقف العمل في غرفة سكنية مساحتها نحو ٣٠ مترا في قرية التوانة شرق يطا بمحافظة الخليل ، وهدمت غرفة زراعية في منطقة خلة الزيتون ببلدة ترقوميا غرب الخليل، تعود ملكيتها للمواطن محمد عبد العزيز قعقور، كما أغلقت بالسواتر الترابية عددا من الطرق الفرعية في منطقة فرش الهوى غرب الخليل و استولت على عدد من الحاويات المخصصة لنقل البضائع، تعود ملكيتها للمواطنين، اثناء وجودها على المدخل الشمالي لمدينة الخليل.
رام الله : هدمت قوات الاحتلال منزلاً في قرية بيت سيرا غرب رام الله يعود للمواطن محمد إسماعيل عنقاوي، وسوّته بالأرض على ما فيه من أثاث وحاجيات، بدعوى البناء دون ترخيص، ومنعت صاحب المنزل من الوصول إليه وطردته من المكان،
بيت لحم : قامت قوات الاحتلال بتجريف أراضي محيطة بمنطقة الكاريتاس في بيت لحم تعود للمواطن اسحاق الحايك ، و هذه المرة الثانية التي تقوم فيها قوات الاحتلال بعمليات الهدم والتجريف، حيث قامت قبل 3 شهور بهدم غرفة وحمام، وشرفة منزل في نفس المنطقة. واخطرت بهدم منزلين مأهولين، في منطقة واد الحمص شمال شرق بيت لحم، ووقف البناء في منزل قيد الإنشاء ببلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، يعود للمواطن فيصل محمد العمور . واستولى الاحتلال على مضخة باطون أثناء صب الباطون في المنزل المخطر، وهددوا مالك المنزل بعدم العودة الى العمل فيه والا سيتعرض للملاحقة
نابلس : أقدم مستوطن على دهس عامل فلسطيني في بلدة حوارة جنوب نابلس، ما أدى لإصابته بجراح خطرة ، فيما اقتحم نحو 150 مستوطنا الموقع الأثري في بلدة سبسطية، وسط حماية جيش الاحتلال، الذي أغلق الموقع أمام المواطنين وهدد ضباط الاحتلال، بتخريب وتجريف مشروع ساحة البيادر سياحي، وازالة سارية العلم الفلسطيني في المنطقة والمصنفة (ب
جنين: اقتحم عشرات المستوطنين، موقع “ترسلة” المخلاة بالقرب من بلدة جبع جنوب جنين.وذلك تحت حماية قوات الاحتلال، ورددوا هتافات عنصرية معادية للعرب والمسلمين، وأدوا طقوسا تلمودية قبل أن يغادروا المنطقة.
الأغوار : أجرت قوات الاحتلال تدريبات عسكرية في مناطق واسعة من الأغوار الشمالية، شملت عدة مناطق وهي خربة الشق، وخربة سمرة، وخربة اوحيش . بالمعدات الثقيلة داخل الأراضي الزراعية وعلى مقربة من خيام المواطنين، كما استولت على جرافة أثناء عملها في خربة ابزيق، شمال طوباس. كانت تعمل على تسهيل واستصلاح أرض المواطن أسامة عوايصة في المنطقة المذكورة.