بقلم: هاجر شيزاف
تقدم القرى الطلابية التابعة لجمعية “كدما”، والتي تحصل على تمويل من الدولة، خدمات حراسة للبؤر الاستيطانية غير الشرعية كجزء من مسار المنحة التي تمنحها الجمعية. حسب تقرير الجمعية، فإنه في العام 2018 تلقت دعماً بمبلغ 3.3 مليون شيقل من وزارات التعليم والزراعة، بالإضافة إلى دعم بمبلغ 498 ألف شيقل من سلطات محلية. بعد الانتخابات الأخيرة في آذار، انتقل موضوع معالجة قرى الطلاب من وزارة التعليم إلى وزارة التعليم العالي.
تأسست “كدما” في العام 2013 من قبل طالبة باسم تيرا ال كوهن. في اطار الجمعية اقيمت 8 قرى طلابية، معظمها في الضفة. اليوم تقوم بتشغيل قرى طلابية في مستوطنات معاليه افرايم، الموج، شمعة، بني كيدم، ريمونيم ومخورا في الضفة، وكذالك في كيبوتسات نير عوز في غلاف غزة ومسغاف عام في الجليل، ويسكن فيها حوالي 300 طالب. حسب تقاريرها لمسجل الجمعيات، فان “كدما” تشغل سنة خدمة في مستوطنات ريمونيم ومعاليه افرايم. في العام 2018 أبلغت الجمعية عن تشغيل 17 عاملاً و330 متطوعاً.
بالإضافة لدعم وزارة التعليم والزراعة فان الجمعية تقدم للطلاب منحا من مشروع بيرح ومشروع هبايس لليانصيب. في العام 2018 حولت حوالي 431 منحة للطلاب بمبلغ 1.1 مليون شيقل. كما يدعم الجمعية حركة “امناه” ومجلس “يشع”. حسب نموذج الجمعية، فانه من أجل الحصول على منحة بمبلغ 10 آلاف شيقل في العام والحصول على سكن مخفض، على الطلاب التطوع لمدة 300 ساعة. ساعات التطوع موزعة على دروس خصوصية للأطفال من المنطقة من اجل الحصول على منحة بيرح وكذلك لما يعتبر “ساعات قرية”. “في إطار ساعات القرية” يمكن التطوع في الزراعة وفي نادي المستوطنة او الحراسة في احد المزارع في المنطقة، وكلها بؤر استيطانية غير قانونية. ساعات الحراسة ضرورية للمزارع، وتشمل حراسة القطعان في ساعات الليل.
في السنوات الأخيرة تحول نموذج مزارع الرعاة في الضفة إلى نموذج شائع كوسيلة لتطوير المستوطنات. تأثير المزارع أكبر بكثير من مساحتها الفعلية، نظراً لأن القطعان التي تربيها تحتاج الى منطقة رعي واسعة. هكذا وجد نموذج البؤر الاستيطانية التي تسيطر على اكبر مساحة من الأرض مع أقل عدد من السكان. حسب تحقيق لـ “هآرتس” من سنة 2017 فانه منذ 2011 اقيمت 11 بؤرة استيطانية على شكل مزارع زراعية قي الضفة. أحياناً تقع المزارع في أطراف أراضي الدولة من اجل توسيع مستوطنات قائمة.
الطلاب في “كدما” يتطوعون من بين مستوطنات أخرى في مزرعة بني كيدم والتي هي جزء من البؤرة الاستيطانية بني كيدم. العلاقات بين المستوطنين والسكان الفلسطينيين في منطقة بني كيدم سيئة: اشتكى السكان الفلسطينيون الى الشرطة من اقتلاع اكثر من الف شجرة زيتون خلال 2019 وكذلك من اقتلاع 250 شجرة أخرى وهدم بئر للمياه في سنة 2020. بالإضافة الى ذلك فان المحامية قمر مشرقي من جمعية “حقل” كتبت للمستشار القانوني لمنطقة “يهودا” و”السامرة” بأن الجيش منع دخول سكان فلسطينيين إلى أراضيهم وان الطريق إليها أغلقت بوساطة بوابة حديدية، وكذلك ان المستوطنين وضعوا فرشات وكراسي على أراض فلسطينية خاصة ورفضوا الخروج منها.
بالإضافة إلى التطوع في مزرعة بني كيدم، فان طلاب “كدما”، الذين يسكنون في قرية في معاليه افرايم، قالوا إنهم يحرسون في مزرعة اغنام “كدما” المجاورة. الطلاب الذين يسكنون في مستوطنة شمعة الواقعة جنوب جبل الخليل يمكنهم التطوع في الحراسة في مزرعة في متسبيه اشتموع والطلاب في قرية مخورا الواقعة في غور الاردن يتطوعون في الحراسة الليلية في مزرعة ابقار في “عشهال” المجاورة لمستوطنة مشخيوت. طالبة من قرية مخورا قالت لـ “هآرتس” بأنه في اشهر الصيف يأتي لقرية الطلاب قطيع من الابقار لـ “شخص ما من احد التلال في اتمار، وجزء من ساعات المنحة هذه هي القيام بحراسة الأبقار”.
بالإضافة إلى ذلك قالت إن جزءا من الطلاب يحرسون في مزارع في منطقة “ايش كودش” و”شيلو”. الطلاب الذين سكنوا في الماضي في قرى “كدما” قالوا إنهم حرسوا أيضاً في مزرعة تابعة لاتمار كوهن الواقعة في تلال اتمار- والواقعة داخل منطقة نيران 904 أ. تقع المزارع الأخيرة على أراضي دولة ويوجد أوامر هدم ضد 4 منها – مزارع بني كيدم، مزرعة عشهال، مزرعة اتمار كوهن ومزارع اغنام “كدما”. في المنشور الذي نشرته على الفيس بوك منظمة “حارس يهودا والسامرة” في ايار، شكرت هذه المنظمة الطلاب من قرية معاليه افرايم الواقعة في غور الأردن؛ لأنهم يساعدون في الحراسة في المزارع المختلفة. تأسست جمعية “حارس يهودا والسامرة” في العام 2013، بهدف مساعدة مربي القطعان في المستوطنات.
حسب أقوال درور اتكس من جمعية كيرم نبود، فإن البؤر الاستيطانية تشكل وسيلة لتطوير مستوطنات وسيطرة على اراض فلسطينية “يدور الحديث عن جهاز غني يحظى بسبيل للوصول الى موازنات عامة كبيرة جداً، والتي تختار بصورة دقيقة موقع البؤر الاستيطانية، وتشق طرق وتجهز المنطقة قبيل اقامة تلك البؤر الاستيطانية، وتضع في متناول المستوطنين في المكان معدات وسيارات وتعد المستوطنين مهنياً، وتوفر الاغنام والابقار وتنسق كل هذه الخطوات مع الادارة المدنية والجيش الذي يمنح لهذه البؤر مظلة امنية منذ لحظة اقامتها، يقول اتكس. ويضيف: “الهدف من خلف هذه العملية المخططة واضح: طرد تجمعات الرعاة الفلسطينيين من أراضي الرعي التي يرعى فيها سكانها منذ أجيال ونقلها للمستوطنين”.
من جمعية “كدما” ورد رداً على هذا: “تعمل جمعية كدما من اجل تجسيد طلائعي لشباب حول حدود دولة إسرائيل من خلال انتشار على طول البلاد، من غور الاردن مروراً بالجليل الاعلى وحتى غلاف غزة. مئات الشباب يشاركوننا كل عام في عمل صهيوني في التعليم، وفي التطوع في المجتمع وفي زراعة طلائعية، وفي مزارع رعاة وفي حقول وفي بيارات وفي الكروم. نعمل بتنسيق ومصادقة ونرى في ذلك مهمة عظيمة وفخرا كبيراً.
وورد من وزارة الزراعة : جمعية “كدما” تشغل 9 قرى طلابية في الضواحي الإسرائيلية مع التأكيد على مناطق من البلاد مختلفة واقعة في ضواحيها. يعمل الطلاب بنشاطات تطوعية في الزراعة كجزء من نشاط الجمعية. تعمق الجمعية في هذه الأيام نشاطها في غلاف غزة، وتعمل على تطوير مجموعة شباب في مستوطنات الغلاف. الجمعية مدعومة في إطار إجراءات المتطوعين في الزراعة استناداً الى قانون حكومي تم النص فيه على ان الدعم يعطى للأعمال الزراعية ولحراسة مناطق زراعية، موجودة ايضاً خارج الخط الأخضر. يعطى الدعم مقابل إثبات حقوق على ارض المزارعين. الدعم السنوي الفعلي يبلغ بالمتوسط حوالي 700 ألف شيقل في العام. وبغياب موازنة الدولة من المشكوك فيه أن يستمر هذا النشاط.
ورفضت وزارتا التعليم والتعليم العالي والاستكمالي الرد.
عن “هآرتس”