ينظر الفلسطينيون إلى المستوطنات المقامة على أراضيهم والملتصقة ببعض التجمعات الفلسطينية على أنها مركز لوباء “كورونا”، وتشكل خطراً في نشره بينهم.
يقول الشاب فاروق موسى، وهو من بلدة الخضر، ويذهب مع والده من أجل الاعتناء بالأرض، إنه تفاجأ عندما شاهد أكثر من عشرين مستوطناً من مستوطنة “افرات” المقامة على أراضي المواطنين جنوب بيت لحم يتجمعون في الأرض، يغنون ويرقصون ويعيثون فيها فساداً وينشرون الأوبئة تحت مرأى وحماية قوات الاحتلال، ما دفع فاروق ووالده إلى العودة خشية أن يكون أحد هؤلاء المستوطنين مُصاباً بالفيروس.
وفي حادثةٍ أُخرى، قال نشطاء من قرية بيت تعمر، شرق بيت لحم، إن قوات الاحتلال المتمركزة في الشارع الرئيسي تقوم دوماً بإجراءات قمعية بحق الأهالي للحد من نشاطهم هناك، خاصة في مجال الخدمات، بدعوى أن المنطقة تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، وكل ذلك لحماية المستوطنين القاطنين في مستوطنات مقامة على أراضي المواطنين.
وأشاروا إلى أنهم لاحظوا أن سيارة إسعاف إسرائيلية توقفت في الشارع الرئيس لتنقل مستوطناً يُعاني من أمراض إلى سيارة إسعاف أُخرى، فقام عمال وموظفون من المجلس القروي بتكثيف تعقيم الشوارع، غير أن قوات الاحتلال حاولت عرقلة عملهم.
وتتفاوت إحصاءات الإصابات في داخل المستوطنات المختلفة، التي قد تكون تعج بالكثير من الإصابات، وقال رئيس المجلس القروي في حوسان محمد سباتين إنه علم أن عدد المصابين في افرات مثلاً 200 إصابة ومجمع غوش عصيون الاستيطاني المجاور نحو مائة و”بيتار عيليت” المقابلة للقرية ما فوق 35 مصاباً.
وكانت العديد من القرى الى الجنوب والغرب من بيت لحم، خاصة قرى حوسان ووادي فوكين ونحالين، بادر نشطاء فيها إلى إغلاق مداخلها وعدم السماح للمستوطنين بدخولها خوفاً من نقل العدوى.
وقال سباتين: إن هذه الخطوة جاءت بعد أن تبيّن وجود نحو 40 إصابة في مستوطنة “افرات” المقامة على أراضي بلدة الخضر المجاورة وإصابات في مستوطنة “بيتار عليت” بـ”كورونا”، وبالتالي كان لا بد من إغلاق مدخل قرية حوسان الغربي.
وتعتبر مستوطنة “بيتار عليت”، من كبرى المستوطنات جنوب القدس المحتلة، ويقطنها نحو سبعين ألفاً من اليهود المتدينين، وتسجل فيها واحدة من أعلى نسب الولادات ليس فقط بين المستوطنين، وإنما بين الإسرائيليين.
وبحسب احصائيات معهد الابحاث التطبيقية “اريج”، فإن المستوطنات حول بيت لحم استحوذت على 21 كيلومتراً مربعاً من مساحة محافظة بيت لحم البالغة 659 كيلومتراً مربعاً، أي ما نسبته (3,2%)، عدا إعلان الاحتلال سابقاً عن مناطق نفوذ للمستوطنات وهي مساحات أعطيت من أجل توسيع حدودها بشكل كامل، كما تزيد بمساحة بلغت 42 كيلو متراً مربعاً من مساحة المحافظة، أي ما نسبته (6,4%).
وقال سهيل خليلية، مدير وحدة الاستيطان في المعهد: إن الإحصاءات تشير إلى أن 165 ألف مستوطن، أي ما نسبته (20%) من عدد المستوطنين في الضفة الغربية يسكنون في المستوطنات المقامة على أراضي محافظة بيت لحم.
وأشار خليلية إلى أنه حسب المخططات الإسرائيلية هناك توسع من خلال بناء 25 ألف وحدة استيطانية خلال العقد المقبل، وأن هناك مخططين لمستوطنات صناعية في المحافظة، هما “بيتار عيليت” و”معالي عاموس”.
وأظهرت الإحصاءات الفلسطينية أن مجموع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس بلغت 503 مستوطنات، يقطنها أكثر من مليون مستوطن، حيث تتواجد 474 مستوطنة في الضفة الغربية و29 مستوطنة بالقدس.
وأشارت الإحصاءات حول المساحات في الأراضي الفلسطينية إلى ما يلي: الضفة الغربية 5844 كم2، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة: 365 كم2، فيما مساحة الأراضي المقامة عليها المستوطنات: مساحة البناء للمستوطنات القائمة 196 كم2، ومساحة البناء والتوسع الاستيطاني المستقبلي: 540 كم2، في حين مساحة الأراضي التي تم الاستيلاء عليها ولا تزال فارغة حول المستوطنات: 343 كم2.
بيت لحم/PNN/ نجيب فراج