الرئيسية / شؤون اسرائيلية / من يهاجمون قاطفي الزيتون الفلسطينيين.. ليسوا إخوتي

من يهاجمون قاطفي الزيتون الفلسطينيين.. ليسوا إخوتي

بقلم: ميخائيل سفارد
في السنوات الأخيرة اكتشفت منظمات حقوق انسان إسرائيلية وفلسطينية اكتشافاً اختراقياً، ولربما تفوز إحداها في المستقبل بجائزة نوبل للفيزياء. شخّص الباحثون في هذه المنظمات أنه الى جانب سرعة الضوء وثابت الجاذبية فان الطبيعة منحتنا ثابتين عالميين آخرين: زعرنة مستوطنين مثيرة للاشمئزاز، تتزايد في موسم قطف الزيتون. وفشلاً يصل الى حد التعاون لجهات تنفيذ القانون الإسرائيلية.
يمكن أن يطول الوقت أو يقصر، ويمكن أن يمتد الفضاء أو يتقلص، لكن سرعة الضوء ستبقى 300 ألف كيلومتر في الثانية. هكذا ايضا زعرنة المستوطنين. في ايام محادثات السلام وفي ايام مؤامرة الضم، في الايام العادية وفي ايام الوباء، في اوقات الازدهار وفي اوقات الركود تبقى سرقة الزيتون وقطع الاشجار ومهاجمة قاطفي الزيتون على حالها.
أيضا الضابط والجندي المنضبطان اللذان يتجولان بتثاقل بين شباب الكلوكس كلان للتلال، في حين أن هؤلاء يقومون برشق الحجارة على قاطفي الزيتون الفلسطينيين، يصلون الى المنطقة بدون رغبة كل سنة بالضبط مثل الساعة الاوتوماتيكية. وزراء دفاع يأتون ويذهبون، قادة فرقة الضفة الغربية يصبحون جنرالات ورؤساء اركان ورؤساء حكومات بديلين، ويبقى موسم قطف الزيتون دمويا. التثاؤب والكسل والتساهل من قبل الجيش، الجوائز التي تعطى للمهاجمين ولعدائية القوات تجاه الضعفاء تظهر بصورة ثابتة مثل شروق الشمس في الصباح. المظليون، “جفعاتي”، “غولاني” أو “الناحل”، “كفير” أو رجال المدفعية.
مدونة قواعد السلوك يتم تمريرها من دورة تجنيد الى دورة اخرى سوية مع تراث المعارك وأغاني العار. في ظل ازمة صحية واقتصادية، وفي واقع فوضوي لا نعرف فيه متى سيتم فتح المدارس ومتى يمكننا العودة الى صالونات الحلاقة، فإن عنف المستوطنين وتعاون الجيش هما جزيرة من الاستقرار، صخرة نادرة لليقين.
هكذا أيضا في موسم قطف الزيتون في هذه السنة، الذي بالكاد بدأ. في أيامه التسعة الأولى وصلت الى منظمة حقوق الانسان الإسرائيلية “يوجد حكم”، تقارير عن 20 حادثة تعرُّض لقاطفي الزيتون. في سبع حالات هاجم مستوطنون بصورة عنيفة قاطفي الزيتون، وفي ثماني حالات سُرق محصول الزيتون. في تسع حالات قُطعت مئات الأشجار وفي حالة واحدة تم احراق حقل. في حوارة ونعلين قاموا بإصابتهم، وفي جبعة هددوا وقطعوا وسرقوا. وفي عين يبرود هاجموا، وفي فرعتا وبورين قاموا بالسطو.
أفلام فيديو قصيرة تتدفق لنشطاء حقوق إنسان في أرجاء الضفة. يرى المزارعون ممتلكاتهم تسلب ولا يستطيعون فعل أي شيء. إن عجز النظر عن بعد هو أمر مهين، لكن مواجهة المشاغبين أمر اصعب. ماذا قال أحد رجال الكتائب اليهودية لأصحاب الاراضي الفلسطينية في برقة، في حادثة وثقت في مقال لايهود حمو من “اخبار 2”: “الله أعطانا هذه الارض، أنا ابن الله وأنت عبده”. حدث هذا على بعد أقل من ساعة سفر من مركز البلاد. في هذه الأماكن التي يتجاهل وجودها الجمهور الإسرائيلي المنغلق، أماكن من المشكوك فيه اذا كان 1 في المئة من السكان قد سمعوا عنها. على الرغم من أن افضل ابنائنا وبناتنا يعملون على تحسين السيطرة عليها منذ ستة عقود.
توجد جذور للشر. وما نشاهده منها هو قمة جبل الجليد. من اجل أن يتمكن الشباب الغاضبون من القول لفلسطيني فقير إنهم ابناء الله وهو عبدهم، يحتاج هذا الامر الى حاخامات وأولياء امور، زعماء سياسيين وشخصيات فكرية لتمكن من ذلك أو يوجهوهم لذلك. الامر بحاجة الى ايديولوجيا ظلامية يتم ادخالها والى طائفة تؤيد ذلك.
أيضاً من أجل تربية فاشيّ عنصريّ يحتاج الامر إلى قرية. مقابل كل ملثم يهودي يشعل النار هناك قرية من المذنبين، مقابل كل مفتش يقوم بطرد عائلة من ارضها هناك قرية من المسؤولين، ويوجد هناك في الضفة الكثير من القرى، مستوطنات وبؤر استيطانية. من الواضح أنهم ليسوا جميعا كهذا، لكن هناك الكثير منهم. ايضا في الجانب الإسرائيلي من الخط الاخضر، الكراهية والعنصرية تزدهر، لكن تلال “السامرة” وجبال الخليل وبنيامين هي ساحة التدريبات لاكاديمية جرائم الكراهية. “ما تكرهه لا تفعله لصديقك”، قال العجوز هيلل. وهنا الشعب الذي يحمل ندب الاضطهاد والتمييز والابادة انقسم بالاساس الى قسمين: التابعين لدوائر التنكيل والسلب والاهانة، والذين لا يهمهم حقا أن اخوتهم يفعلون ذلك. لذلك، اريد القول لجنود المستوطنات ومؤيديهم: أنتم لستم اخوتي. ربما يكون لنا ماض مشترك، لكن في الحاضر ما هو مشترك بيني وبين ضحاياكم هو أكثر من المشترك بيني وبينكم. مع ابراهيم من قرية فرعتا، الذي سرق المستوطنون ارضه وفي كل سنة يسرقون محصول اشجاره، مع محمد من بلعين، الذي هب للدفاع ببسالة عن مزارعي حوارة.
بيني وبين زعران البؤر الاستيطانية والمستوطنات لا يوجد قاسم مشترك، ولا تحاولوا أن ترسلوا لي أعضاء “واجب المصالحة” المقرفين، أو أن تقولوا لي إن السلام يصنع أولا داخلنا. لا يمكن أن يكون أي سلام مع عنصريين عنيفين ينكلون بالضعفاء برعاية بنادق الجيش. وعلى الطريق يمسون بذكرى ضحايا المذابح والكارثة. لن تكون أي مصالحة مع من يسلب الضعفاء ويستغل مقموعين ويكره صديقه مثلما كرهوا آباءهم وأمهاتهم. لو كنت معهم لكنت بالتأكيد سأحد عليكم سبعة ايام؛ لأنكم رفعتم عنكم اليهودية ومسستم بالشيء الاساسي جدا. سأرد عليكم بلغتكم: عليكم التوبة، أيها المخطئون. عليكم التوبة وسنقبلكم بعد ذلك بسرور. حتى ذلك الحين أنا وامثالي فان من واجبنا أن نكافح، ضدكم وهذا ما سنفعله.

عن “هآرتس”

عن nbprs

شاهد أيضاً

الكنيست يصادق على قانوني سموتريتش ودرعي بالقراءة الأولى

صادقت الهيئة العامة للكنيست، قبيل فجر اليوم الجمعة، بالقراءة الأولى على تعديلين لـ”قانون أساس: الحكومة”، …