شرعت بلدية الاحتلال في القدس، صباح اليوم الإثنين، بأعمال تجريف وهدم عند مدخل مقبرة اليوسفية في القدس القديمة لتنفيذ مخطط مسار “الحديقة التوراتية” داخل “مقبرة الشهداء”.ولتنفيذ المخطط، هدمت قوات الاحتلال قبل عدة أيام سور المقبرة الملاصق لباب الأسباط، وأزالت درجها الأثري، أيضا إضافة الى الدرج المؤدي الى امتدادها من مقبرة الشهداء، تنفيذا لمجموعة مخططات تهويدية متداخلة، أعدت منذ فترة طويلة.
ورفضا لعمليات الهدم وتدنيس المقابر والمقدسات، شهد صرح الشهداء في المقبرة اليوسفية وقفة احتجاجية على قيام سلطات الاحتلال بأعمال تجريف وتخريب في المقبرة.
وفي عام 2014 منع الاحتلال الدفن في جزئها الشمالي وأزال عشرين قبرا تعود إلى جنود أردنيين استشهدوا عام 1967 فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول.
وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس، مصطفى أبو زهرة، في بيان له إن المقبرة تحوي “ضريح الشهيد” إضافة إلى العديد من القبور القديمة والحديثة، لافتا إلى أن مساحة المقبرة تبلغ نحو أربعة دونمات، وهي الامتداد الشمالي لمقبرة اليوسفية البالغ مساحتها نحو 25 دونما، والتي تعرضت للعديد من انتهاكات أذرع الاحتلال في الآونة الأخيرة.
وأشار أبو زهرة إلى أنّ هذا الاعتداء الذي تكرر قبل نحو 3 سنوات، تهدف من خلاله سلطات الاحتلال إلى إقامة حدائق توراتية، مؤكدا أن عددا من المقدسيين وطواقم من لجنة رعاية المقابر استطاعوا وقف الاعتداء والعمل في المقبرة في الوقت الحالي.
ودعا أبو زهرة جميع المقدسيين إلى التوحد من أجل حماية معالم مدينة القدس من بطش الاحتلال.
وأكد أبو زهرة أن الاحتلال يحاول انتهاز فرصة وجود الإدارة الأميركية الحالية لتنفيذ مشاريعه الاستيطانية في القدس، ومن ضمنها هذا المشروع الحساس والخطير جدا في مقبرة الشهداء.
يذكر أن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية أن مقبرة اليوسفية وامتدادها تعد أحد أهم وأبرز المقابر الإسلامية في مدينة القدس، حيث تعج برفات عموم أهل المدينة المقدسة وكبار العلماء والصالحين، إلى جانب مئات الشهداء الذين استشهدوا منذ بداية الفتح العمري.وحسب مجلس الأوقاف، فإن بلدية الاحتلال تعمل منذ فترة طويلة على محاصرة المقبرة وإحاطتها بالمشاريع التهويدية والمسارات والحدائق التلمودية على امتداد السور الشرقي، وبمحاذاة المقبرة بهدف إخفاء معالم الممرات والمواقع التاريخية الأصيلة المحيطة بالمقبرة.