يخطط مستوطنون من مستوطنة “نيكوديم” المقامة على أراضي المواطنين إلى الشرق من بيت لحم من جماعة “شبيبة التلال” الإرهابية، الاستيلاء على تلة جبلية تقع في بادية بيت لحم الشرقية ويطلق على موقعيها “أبو الناظور” و”شعب اللصف”، حيث تتكرر الاعتداءات بحق التلة، والتي كان آخرها، اقتحام عشرات المستوطنين اليوم السبت، أراضٍ واسعة تابعة لقرية جب الذيب إلى الشرق من بيت لحم، في محاولة منهم للاستيلاء على تلك التلة الجبلية الواسعة المساحة.
وذكر نشطاء أن المستوطنين أوقفوا مركباتهم بمحاذاة الشارع، واقتحموا هذه الأرض بحماية جنود الاحتلال، فيما احتشد عشرات من المواطنين ليتصدوا لقطعان المستوطنين، وحاول جنود الاحتلال منع المواطنين من طرد المستوطنين.
وقال المواطن محمود التعمري لـ”القدس”دوت كوم: “هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها المستوطنون باقتحام هذه الأراضي لينفذوا أطماعهم الاستيطانية فيها، ودائماً يقوم جنود الاحتلال بحمايتهم، لكننا مصممون على الدفاع عن أراضينا وإفشال مخططاتهم”.
من جانبه، قال مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، لمراسل “القدس”دوت كوم: “إن هذه التلة تقدر مساحتها بنحو 800 دونم وتمتد حتى مشارف البحر الميت، وتعود ملكيتها لأفراد من عائلة الزواهرة، وتقع على مقربة من قرية جب الذيب التي تبعد نحو 20 كيلو متراً من مدينة بيت لحم، وقد قام المستوطنون اليوم السبت، وبحماية جنود الاحتلال باقتحامها بسياراتهم، وذلك بعد أن حفروا شارعين ترابيين يصلان إليها”.
واعتبر بريجية أن الوصول إلى التلة هذا اليوم، هو تتويج لجملة الإجراءات التي اتخذها المستوطنون على مدار أشهر عدة، من بينها الاقتحمات المتكررة، وحفر الشوارع، وكلها تمت تحت أعين وحماية جنود الاحتلال، الذين يشجعون هؤلاء المستوطنين على الاستيلاء على هذه الأرض.
وأكد بريجية أن أصحاب التلة يملكون الأوراق الثبوتية التي تثبت ملكيتها لهم، ولم يتلقوا أيا من إخطارات المصادرة بهذا الشأن، وقال: “إن مخطط الاستيلاء على التلة هو مخطط رسمي مدعوم من حكومة الاجتلال وجمعيات استيطانية تمول هؤلاء المستوطنين، وذلك في إطار مشروع استيطاني ضخم يتصل بمشاريع أخرى مقامة في منطقة الأغوار، وذلك في إطار سياسة الضم الصامتة”.
وحذر بريجية أنه في حال السيطرة على هذه التلة، فإن الجمعيات الاستيطانية تكون قد أحكمت إغلاق منطقة البادية الشرقية، والتي تقع في حدود قريتي كيسان والرشايدة، إضافة إلى “جب الذيب”، و”نحن نتحدث عن آلاف الدونمات الخالية من السكان، ولكن معظمها أيضاً مزروع بأشجار مختلفة”.
وأوضح بريجية أن الذين ينفذون الاستيلاء على هذه البقعة هم من يسمون بـ”شبيبة التلال” الإرهابية والذين لهم تاريخ طويل من السيطرة على جبال وتلال في مختلف أنحاء الضفة الغربية، والتي تحولت إلى مستوطنات كبيرة على مدى العقود الماضية، ولذلك فإن هذا الاعتداء يصب في هذه الخانة، وهو عبارة عن تنفيذ لقرارات وأوامر صدرت عن أعلى مستويات الاحتلال.
وأشار بريجية إلى أن تاريخ “شبيبة التلال” حافل بالجرائم المختلفة، وقد سبق للإرهابي “كاهانا” زعيم حركة “كاخ” أن دعمهم، ولحقه بعد ذلك أرئيل شارون، كي تتحول هذه المجموعات إلى مجموعات رسمية، بل الأنكى من ذلك فإنهم يتلقون الدعم السخي في كل شيء، ولتصبح مهماتهم سهلة في الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي الأهم، والتي تعتبر مناطق إستراتيجية، كالتلة التي نتحدث عنها.
وشدد بريجية على أنه في حال الاستيلاء على هذه الأراضي ستكون نتائجها كارثية، حيث ستقطع أوصال التجمعات السكانية عن بعضها البعض، تمهيدًا لإخلائها من السكان، ومنعهم الوصول إلى أراضيهم واستخدامها، سواء بالزراعة أو بالرعي، وهم أصلا محظور عليهم الوصول إليها أو البناء فيها، إضافة إلى أنها سوف تشكل عاملاً يسهل السيطرة على مزيد من المساحات الشاسعة.
وتقع قرية “جب الذيب” في أهم المواقع الأثرية بمحافظة بيت لحم، بالقرب من جبل الفريديس أو هيريديون، وهي كانت قبل الاحتلال الإسرائيلي في العام 1967، من القرى المركزية شرق بيت لحم لأنها تحتوي على شارع رئيس يستخدمه سكان جنوب الضفة الغربية “لتمليح مواشيهم”، أي الذهاب بها عبر هذا الشارع إلى البحر الميت، حيث تمتد البرية إليه، وكذلك تغطيس الماشية في البحر من أجل القضاء على أية حشرات تعلق في أجساد الماشية، أما اليوم فقد أصبح الشارع مغلقاً.
ويحيط بقرية “جب الذيب” العديد من المستوطنات من بينها مستوطنة “ازديبار”، و”معالي رحبعام”، و”ال ديفيد” و”نيكوديم” وهي تقع على شكل دائري، إضافة إلى وقوع معسكر للجيش الإسرائيلي في الطريق المؤدية إليها، وعلى هذا الأساس فإن الأهالي ممنوعين من البناء أو حتى تصليح منازلهم وجميعها مسقوفة بالزينكو، الأمر الذي حول حياة الأهالي إلى جحيم، وظلت القرية محط أطماع هذه المستوطنات، بهدف الانقضاض على أراضيها التي تمتد حتى حدود البحر الميت.
وما زاد الأمر تعقيداً هو الإهمال المتواصل بحق القرية وسكانها، لتأتي مخططات الاستيلاء على هذه التلة بمثابة الضربة القاضية نحو تهجير السكان، حتى إن المدرسة التابعة لها هدمها الاحتلال عدة مرات وهي مسقوفة بالزينكو، وأعيد بناؤها في كل مرة يهدمها جيش الاحتلال.
وقد أطلق على تلك المدرسة، “مدرسة تحدي 5″، بينما عمليات الهدم كانت تتم بعد كل مرة يهاجمها المستوطنون، ليطالبوا بهدمها ليشكلوا ضغطاً على الجانب الرسمي الإسرائيلي لإزالتها.
عن القدس دوت كوم