واصل المستوطنون، أمس، اعتداءاتهم على ممتلكات المواطنين، حيث شرعوا بإقامة نواة بؤرة استيطانية جديدة غرب مستوطنة “حمرا”، وأحكموا سيطرتهم على عين الحلوة في منطقة الأغوار الشمالية، بينما أقدم مستوطنون آخرون على قطع مائة غرسة زيتون، في بلدة قصرة جنوب نابلس، في الوقت الذي تصدى فيه أهالي بلدة بتير غرب بيت لحم لمحاولة مستوطنين تجريف أراضيهم فجراً.
فقد شرع مستوطنون، أمس، بإقامة نواة بؤرة استيطانية جديدة غرب مستوطنة “حمرا” في منطقة الأغوار الشمالية، بهدف تجميع مستوطنات الأغوار في مدينة استيطانية كبرى.
وأوضح الخبير في شؤون الاستيطان وانتهاكات الاحتلال في منطقة الأغوار، عارف دراغمة، أن مستوطنة “حمرا” أقامها الاحتلال في سبعينيات القرن الماضي في الأغوار الوسطى، وسيطر حينها على أكثر من 50 ألف دونم.
وقال دراغمة: “إن المستوطنين اليوم يقومون بتأسيس بؤرة جديدة على بعد كيلومتر واحد إلى الغرب من مستوطنة حمرا، بهدف ضم الأراضي الواقعة ما بين مستوطنة حمرا والبؤرة الاستيطانية الجديدة، مشيراً إلى أن ذلك بدعم من حكومة الاحتلال”.
وأكد على أن هذه الخطوة تأتي ضمن سياسة تهويدية واضحة، تتمثل بوضع كرفانات متناثرة من قبل المستوطنين وبناء البؤر الاستيطانية، وذلك بهدف تجميع كافة مستوطنات الأغوار في مدينة استيطانية كبرى.
وأفاد بأن هذه الأراضي يسيطر عليها الاحتلال منذ سنوات ويمنع أصحابها من دخولها، وهي في الأصل تتبع لقرية بيت دجن في الأغوار.
وأقامت سلطات الاحتلال مستوطنتي “حمرا” و”ميخورا”، في محيط بيت دجن، وتقع مستوطنة “حمرا” في الجهة الشرقية للقرية، والتي تأسست عام 1971، ومعظمها مبني على أراضي قرية فروش بيت دجن المجاورة.
ومؤخراً شهدت المنطقة الشرقية لقرية بيت دجن مواجهات مستمرة في أيام الجمعة، كونها مهددة بالاستيلاء عليها من الاحتلال لمصلحة الاستيطان.
وأقام مستوطنون بؤرة استيطانية في المنطقة الواقعة شمال شرقي قرية بيت دجن والمطلة على الأغوار، والتي شهدت أعمال تجريف وشق طرق، من مشارف مستوطنة “حمرا” بالأغوار الوسطى وصولاً إلى بيت دجن.
وفي قرية عين الحلوة في الأغوار، أحكم مستوطنون ومعظمهم من مستوطنة “مسكيوت”، سيطرتهم على نبع عين الحلوة بعد أن انتهوا من إنشاء متنزه فيها يضم بركة مياه وألعاب أطفال ومقاعد للاستراحة، لتشجيع المستوطنين على زيارتها بشكل دوري، ونصبوا لافتة كتب عليها منطقة “عين العلم” بديلاً عن “عين الحلوة”.
ووفق المواطن محمد أبو علان وهو أحد سكان المنطقة، فإن المستوطنين تمكنوا من تحويل منطقة عين الحلوة إلى متنزه، تمهيداً للسيطرة عليه بحجة تخليد ذكرى مستوطن اسمه “موشي بنيامين”.
وذكر أبو علان أن المستوطنين وضعوا لافتة تعريفية عن هذا المستوطن الذي يعتبر من أقدم المستوطنين الذين شرعوا بالاستيطان في هذه المنطقة.