تمنح جامعة مستوطنة “أريئيل” نقاط استحقاق أكاديمية لطلابها مقابل تطوعهم في البؤر الاستيطانية العشوائية من خلال المنظمة الاستيطانية “هَشومير يوش” (أي حارس المستوطنات في الضفة الغربية). ويشار إلى أن هذه الجامعة تعتبر جامعة إسرائيلية رسمية، والبؤر الاستيطانية العشوائية تعتبر غير قانونية.
وشملت نشرة مشتركة للجامعة والمنظمة قائمة بالبؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة، التي أقيمت على شكل مزارع، وتدعو الطلاب إلى التطوع فيها، فيما صدرت أوامر إسرائيلية بهدم هذه البؤر، حسبما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الخميس.
ونقلت الصحيفة عن مصادر رسمية في الجامعة الاستيطانية قولها إن العمل التطوعي يشمل 50 ساعة حراسة ليلية وأعمال زراعية في السنة. وينفذ مكتب المستشار القضائي للحكومة ومجلس التعليم العالي الإسرائيلي عملية تقصي حقائق في شكاوى بهذا الخصوص.
وتحاول الجامعة طمس الحقائق، وزعمت أنها ليست طرفا بقرار الطلاب حول المكان الذي يتطوعون فيه، لكن المتحدث باسم الجامعة قال إنه “تقرر السماح بالتطوع في ثلاثة مزارع، التي تقول الجهة التي تشغل الطلاب إنها مزارع قانونية وأقيمت في أراضي دولة بموجب القانون”.
وأكد الباحث الإسرائيلي الخبير في الاستيطان، درور أتكيس، أن هذه البؤر الاستيطانية أقيمت من دون تصاريح بناء قانونية.
وجاء في إعلان للطلاب نشرته جامعة مستوطنة “أريئيل” ولجنة الطلاب ومنظمة “هشومير يوش”، في آذار/مارس الماضي: “هل تريدون كسب نقاط استحقاق بدون دراسة مواد؟ تعالوا لحراسة مزارع في الليالي! تقضون الليلة بفرح مع أصدقاء حول موقدة، وتشربون قهوة جيدة تحت النجوم وتساعدون المزارعين”.
ووجه الإعلان الطلاب إلى نموذج يشمل 28 “مزرعة”، بينها بؤر استيطانية يمارس المستوطنون فيها اعتداءات إرهابية ضد فلسطينيين وسيطرة على أراضيهم.
وتعتزم لجنة رؤساء الجامعات الإسرائيلية البحث، ثريبا، في ضم الجامعة الاستيطانية إليها، فيما انتقد محاضرون في الجامعات الإسرائيلية هذه الخطوة. وجاء في رسالة وجهها أعضاء رابطة علم الاجتماع الإسرائيلية إلى اللجنة أن “الاعتراف بمؤسسة اقيمت بصورة مخالفة للقانون ولقواعد مجلس التعليم العالي هو مسألة مبدئية، وليست مرتبطة بتوازن قوى سياسي كهذا أو ذاك”.وكُتب في موقع جامعة مستوطنة “أريئيل” الإلكتروني أن هدف التطوع في البؤر الاستيطانية العشوائية هو “ربط الطلاب بالمهمة الصهيونية والقومية للزراعة الآنية”. ونشرت منظمة “هشومير يوش” مقطع فيديو ظهر فيه رئيس اللجنة الإدارية للجامعة، مارك تسيل، قائلا إن هذه المنظمة تعمل ضد “أولئك الذين يسعون إلى عرقلة حق شعب إسرائيل بالاستيطان في البلاد وتطوير الزراعة”، ودعا إلى دعم المنظمة “مثلما ندعمه نحن في الجامعة هنا”.