محمد بلاص:
سيكون لزاماً على أربع عائلات بدوية تعيش منذ القدم في خربة إبزيق شمال شرقي طوباس في الأغوار، أن تبيت في العراء بعيداً عن مساكنها على فترات متقطعة، لتصبح تلك المساكن وما حولها مستباحة لجيش الاحتلال، فيتخذ منها أهداف رماية لقواته خلال المناورات العسكرية التي تعتزم البدء بإجرائها هناك مساء غد الإثنين ولمدة أربعة أيام.
وبحسب الناشط الحقوقي عارف دراغمة، فإن سلطات الاحتلال تصر على إجراء تدريباتها العسكرية بين المساكن؛ لتكون ضحيتها تلك العائلات البدوية التي ستجبر على أن تفترش الأرض وتلتحف السماء، وسط ظروف حياة صعبة للغاية.
وأكد دراغمة أن أسوأ ما في إخطارات الترحيل هذه، أنها جاءت خلال شهر رمضان المبارك، حيث تقضي العائلات البدوية يومها بالصيام، وتنهيه بإخلاء مساكنها، للمبيت في العراء في ظل ظروف صعبة للغاية.
فوفق الإخطارات التي تسلمتها العائلات المستهدفة، فإن عمليات الترحيل تبدأ عند الثامنة مساء وتنتهي عند التاسعة من صبيحة اليوم التالي، وتستمر لمدة أربعة أيام.
وقال دراغمة: “إن الاحتلال ينفذ تهجيراً صامتاً ضد أهالي خربة إبزيق، ويواصل انتهاكاته المتكررة والمتواصلة بأساليب مختلفة هدفها الأول والأخير تفريغ هذه المنطقة الحيوية من أصحابها الشرعيين، وذلك من خلال ترحيل العائلات، ومصادرة الجرارات الزراعية وصهاريج المياه والعربات المجرورة والسيارات خاصة، وكل ذلك للضغط على السكان لتهجيرهم.
وأوضح أن الجرارات الزراعية تعتبر بمثابة الذراع اليمنى للفلسطينيين في الأغوار وخاصة مربي المواشي والذين يعيشون في مناطق نائية، فيستخدمونها لنقل مياههم وحاجياتهم وأطفالهم وعائلاتهم أيضاً إلى العيادات للعلاج.
وأكد دراغمة أن للاحتلال أطماعاً كبيرة في خربة إبزيق، يترجمها بمخططات الاحتلال الهادفة إلى تهجير ساكنيها، والتضييق على حياتهم وملاحقتهم، إلى جانب التدريبات العسكرية المتواصلة بين خيامهم والتي تهدد حياتهم، مشدداً على أن بقاء سكانها ودعمهم السبيل الوحيد لحماية الأرض والإنسان فيها.
وتقع هذه الخربة شمال شرقي طوباس، ويبلغ عدد سكانها نحو 180 شخصاً، غالبيتهم من البدو الرحل الباحثين عن المراعي والماء، ويبلغ عدد العائلات فيها 38 عائلة، منها 16 عائلة تقيم في المنطقة بشكل دائم، وما تبقى عبارة عن عائلات بدوية متنقلة تتنقل بحثاً عن الماء والمراعي.
وتتبع إبزيق لمحافظة طوباس، وصادرت قوات الاحتلال مساحات واسعة من أراضيها وأقامت على جزء آخر مقاطع من جدار الفصل العنصري، وتتعرض كبقية مناطق الأغوار لعمليات دهم مستمرة من قبل الاحتلال، وفي كل مرة تتم فيها عملية دهم توزع فيها سلطات الاحتلال إخطارات هدم جديدة لسكانها.