حوّل الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، القدس الشرقية إلى ساحة مواجهة مفتوحة باقتحام وحشي للمسجد الأقصى، ترافق مع هجمات على السكان في حي الشيخ جراح وباب العامود.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني: إنه سجل أكثر من 53 إصابة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في المسجد الأقصى والشيخ جراح وباب العامود.
وأضاف: إنه “تم نقل 23 إصابة للمستشفى”، لافتاً إلى أن “معظم الإصابات بالعيون والوجه”، وأن “الإصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت”.
فبعد وقت قصير من انتهاء تناول الإفطار، اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد الأقصى.
وأطلقت شرطة الاحتلال وابلاً من الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والمسيلة للدموع باتجاه المصلين الذين كانوا يستعدون لأداء صلاة العشاء والتراويح.
وصدّ المصلون العدوان الإسرائيلي المفاجئ بالحجارة والكراسي البلاستيكية والأحذية.
ومساء أمس، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن تسجيل 163 إصابة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك والشيخ جراح وباب العامود، ليلة أمس.
وقال في بيان: “تم تسجيل 163 إصابة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك والشيخ جراح وباب العامود”.
وأضاف: “تم نقل 83 إصابة لمستشفيات القدس وباقي الإصابات تم علاجها ميدانياً”.
وأشار إلى أن “أعداداً كبيرة من الإصابات كانت في الوجه والعيون والصدر بالرصاص المطاطي”.
وأعلن أنه أقام مستشفى ميدانياً للتعامل مع الإصابات بعد امتلاء المستشفيات العربية بالإصابات.
وكان عشرات آلاف المواطنين يتواجدون بالمسجد حيث تناولوا طعام الإفطار بعد أداء صلاة الجمعة بالمسجد، واستعداداً لإحياء ليلة القدر بالمسجد مساء اليوم (السبت).
ومن ثم اقتحمت قوات كبيرة المسجد الأقصى من خلال باب السلسلة مع إطلاق وابل من الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والمسيلة للدموع.
ولاحقت المصلين في ساحات المسجد، واعتدت عليهم بالضرب وأصابت العشرات منهم بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والمسيلة للدموع.
وتولت فرق الإسعاف تقديم الإسعافات للمصابين إلا أن شرطة الاحتلال اعتدت على الطواقم الطبية، وعلى المصورين الصحافيين الذين كانوا يغطون الاقتحام.
ومنعت شرطة الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إلى المصابين.
وأصر أئمة الأقصى على مواصلة الصلاة على الرغم من الاقتحام، إلا أن شرطة الاحتلال قامت بقطع مكبرات الصوت عن ساحات المسجد.
ولاحقاً حاصرت شرطة الاحتلال المسجد القبلي المسقوف في محاولة لإجبار المصلين على الخروج من المسجد مستخدمة قنابل الصوت ضد المصلين.
كما وقعت اشتباكات في صحن قبة الصخرة المشرفة.
وبالتزامن، فقد اعتدت شرطة الاحتلال على المصلين في منطقة باب العامود، وذلك بعد إغلاقه، ومعه أيضاً أغلقت بابي الساهرة والأسباط.
ومنعت المواطنين من الدخول أو الخروج إلى البلدة القديمة، واعتدت عليهم مستخدمة الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والمسيلة للدموع.
واعتقلت شرطة الاحتلال العديد من المواطنين الذين تواجدوا في المكان.
وسبق صلاة المغرب منع المواطنين من المرور عبر طريق الوادي للوصول إلى المسجد الأقصى، حيث تم الاعتداء بالضرب وقنابل الصوت على المصلين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى المسجد الأقصى.
وتواصلت اعتداءات شرطة الاحتلال على المواطنين في حي الشيخ جراح طوال يوم أمس.
فقد تجددت الاشتباكات في حي الشيخ جراح بين الشرطة الإسرائيلية وسكان الحي الفلسطينيين والمتضامنين معهم، بعد اقتحام شرطة الاحتلال للحي والاعتداء على المواطنين.
وقد وصل العشرات من السكان والمتضامنين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الحي للاحتجاج على قرارات محاكم إسرائيلية إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها لصالح مستوطنين إسرائيليين.
ونظم السكان والمتضامنون تظاهرة تضمنت هتافات تنادي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس.
وكان من بين المتضامين نواب عرب بالكنيست الإسرائيلي.
من جهته، أدان فادي الهدمي، وزير شؤون القدس، اقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين المسالمين، معتبراً أن ما يجري تصعيد احتلالي خطير.
وقال الهدمي: إنه سبقت اقتحام شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى اعتداءات واسعة على المصلين في مناطق متفرقة في المدينة، بما في ذلك شارع الوادي.
وأضاف: إن اقتحام شرطة الاحتلال للمسجد، وإطلاق قنابل الصوت والمسيلة للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط على المصلين، هو استمرار لسلسلة الاعتداءات الهمجية التي بدأت في باب العامود وتواصلت في الشيخ جراح وغيرها من الأحياء بالمدينة المحتلة.
وأشار الهدمي إلى أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي لم تتوقف عن استفزاز المصلين والمواطنين منذ بداية شهر رمضان.
وأكد أن الاعتداء بالضرب، وإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والمسيلة للدموع على المصلين والمواطنين، هو تأكيد آخر على الحاجة لأن يتحرك المجتمع الدولي لتوفير الحماية الدولية للمقدسيين.
وأشار إلى أن اقتحام المسجد الأقصى تزامن مع اقتحام حي الشيخ جراح والاعتداء على السكان والمتضامين بإلقاء قنابل الصوت والمسيلة للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
ودعا إلى الانسحاب الفوري لشرطة الاحتلال من المسجد الأقصى، وإلى وقف مخططات التطهير العرقي في الشيخ جراح وسلوان.
كما دعا الهدمي المجتمع الدولي إلى سرعة التدخل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية الهادفة لتفجير الأوضاع في المدينة المحتلة.