أظهرت معطيات أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي أن الاعتداءات الإرهابية التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية تضاعفت. واستعرضت أجهزة الأمن هذه المعطيات أمام مسؤولين في جهاز الأمن وممثلين عن المستوى السياسي خلال مداولات مغلقة، حسبما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الأحد.
وتطرقت المعطيات إلى الأعوام 2019 – 2021، ودلت على تزايد هذه الاعتداءات الإرهابية، التي توصف بأنها “جرائم قومية”، بالرغم من فرض قيود على الحركة والتنقل في إسرائيل والمستوطنات، العام الماضي، في أعقاب جائحة كورونا.
وأشارت المعطيات إلى أن المستوطنين نفذوا 363 اعتداء إرهابيا ضد فلسطينيين في العام 2019، وارتفع عدد هذه الاعتداءات الإرهابية إلى 507 في العام 2020، وإلى 416 اعتداء إرهابيا في النصف الأول من العام الحالي، أي أكثر من كافة الاعتداءات الإرهابية التي ارتكبها المستوطنون في العام 2019 كله.
وفي النصف الأول من العام 2020، ارتكب المستوطنون 263 اعتداء إرهابيا ضد فلسطينيين، وفي النصف الأول من العام 2019 ارتكبوا 224 اعتداء. ويشار إلى أن هذه المعطيات هي وفقا لتوثيق أجهزة الأمن الإسرائيلية، ويرجح أن عددها أكثر من ذلك.
ووفقا للمعطيات، فإنه في النصف الأول من العام الحالي، ارتكب المستوطنون قرابة 139 اعتداء على أملاك وإلقاء حجارة وعمليات “تدفيه ثمن”، مقابل 111 اعتداء كهذا في العام 2020، و83 اعتداء مشابها في العام 2019.
وفي النصف الأول من العام الحالي نفذ المستوطنون 130 اعتداء جسديا على فلسطينيين، مقابل 52 اعتداء جسديا في العام 2020، و63 اعتداء كهذا في العام 2019. وفي موازاة ذلك، جرى توثيق مواجهات كلامية وأعمال شغب “بادر إليها يهود” في الضفة.
واعتبر جهاز الأمن الإسرائيلي أن تزايد الاعتداءات الإرهابية اليهودية في الضفة حدث في شهر كانون الأول/ديسمبر 2020، إثر مقتل مستوطن على أيدي فلسطيني في منطقة جنين، ومقتل مستوطن آخر خلال مطاردة الشرطة الإسرائيلية له.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في جهاز الأمن قولها إن السياسة التي يتبعها الجيش الإسرائيلي والشرطة هي التي أدت إلى الارتفاع في الجرائم القومية ضد الفلسطينيين. فمنذ موت المستوطنين، يحاول المستوى السياسي الامتناع عن مواجهات مع المستوطنين ويسمح للمتطرفين بينهم بالتصرف كما يحلو لهم في أنحاء الضفة.
وقال مصدر أمني للصحيفة إنه “كنا في سلسلة جولات انتخابية وكان واضح للجميع أن لا أحد يريد الوصول إلى مواجهات مع شبيبة التلال” وهي منظمة إرهابية استيطانية. “كما أن مجموعات عنيفة، المشاغبون في البؤر الاستيطانية العشوائية، كانوا يعلمون بذلك. والأحداث في الشيخ جراح وعملية ’حارس الأسوار’ العسكرية (العدوان على غزة في أيار/مايو الماضي) شجعت تلك الجهات المتطرفة على تنفيذ أفعالهم”.
ووقعت معظم الاعتداءات الإرهابية التي نفذها المستوطنون خلال السنتين الأخيرتين في الخليل ورام الله ونابلس. وقد جرى توثيق 200 اعتداء إرهابي يهودي في الخليل خلال العام 2020، مقابل 104 اعتداءات في العام 2019. وفي نابلس، جرى توثيق 141 اعتداء إرهابي يهودي ضد فلسطينيين في العام 2020، مقابل 90 اعتداء في العام 2019.
وأشارت الصحيفة إلى أحد هذه الاعتداءات، في أيار/مايو الماضي، عندما هاجم عشرات المستوطنين قرية عصيرة القبلية في محافظة نابلس، وألقوا حجارة على البيوت والسكان وأطلقوا النار بالهواء، وإثر ذلك تطورت مواجهات، لكن قوات جيش الاحتلال التي وصلت إلى القرية قامت بتفريق الفلسطينيين بواسطة إطلاق قنابل الغاز المدمع وقنابل صوتية، وأطلق أحد الجنود الرصاص الحي ما أدى إلى استشهاد الشاب حسام عصايرة (19 عاما).
وفي اليوم نفسه، هاجم المستوطنون قرية عوريف، قرب نابلس، وكان قسم منهم مسلح وألقوا الحجارة باتجاه البيوت والسكان، واستشهد حينها فلسطينيان وأصيب 12 آخرين.
وأشارت المعطيات إلى أنه في منطقة مستوطنة “يتسهار” جنوبي نابلس، والتي تعتبر أحد معاقل غلاة المستوطنين المتطرفين، شهدت أكبر عدد من الاعتداءات الإرهابية اليهودية ضد فلسطينيين، وبلغ عددها 84 اعتداء في العام 2020. وتليها البؤرة الاستيطانية في الخليل، حيث ارتكب المستوطنون 83 اعتداء إرهابيا في العام نفسه. وأشارت المعطيات إلى مستوطنات “عيمق شيلو” و”ريحاليم” و”بات عاين”، التي ارتكب في منطقة كل واحدة منها قرابة 25 اعتداء إرهابيا يهوديا ضد الفلسطينيين في العام 2020.