المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان منظمة التحرير الفلسطينية
Related Articles
أعدمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، أمس، شاباً فلسطينياً في منطقة باب العامود بالقدس الشرقية المحتلة بعد إطلاق النار عليه من مسافة صفر.
والشهيد هو: محمد شوكت محمد سليمة (25 عاما)، من مدينة سلفيت.
وأظهرت مقاطع فيديو قصيرة الشاب وهو مصاب على الأرض قبل ان يقدم شرطي حرس حدود إسرائيلي على إطلاق النار على جسده ثم أطلق شرطي آخر النار عليه من مسافة صفر.
وزعمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أن الفلسطيني أصاب مستوطناً إسرائيلياً بجروح خطيرة، ولكن مقاطع الفيديو أظهرت المستوطن وهو يمشي ويشرب من زجاجة مياه كانت بيده.
ووصلت طواقم الإسعاف الإسرائيلية الى مكان الحادث ولكنها وفرت الرعاية الطبية فقط للمستوطن دون ان تقترب من الفلسطيني الذين كانت الدماء تسيل منه.
وبات إطلاق شرطة الاحتلال النار من مسافة صفر مشهداً متكرراً في مدينة القدس المحتلة بزعم تنفيذ او محاولة تنفيذ عمليات طعن.
وزعمت شرطة الاحتلال في بيان أن الفلسطيني، الذي لم تذكر اسمه، أخرج سكيناً وطعن إسرائيلياً وحاول ان يطعن شرطياً قبل إطلاق النار عليه.
وأغلقت شرطة الاحتلال أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى ومنعت دخول وخروج الفلسطينيين.
وأبدى الفلسطينيون استنكارهم وغضبهم على عملية الإعدام بدم بارد للشاب الفلسطيني.
وانتشر شريط الفيديو الذي يوثق عملية الإعدام، والذي التقطته مواطنة فلسطينية، بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأظهر شريط فيديو مصوّر وثّقه أحد المارّة، لحظة إطلاق النار على الشاب، بينما كان ملقى أرضاً دون مقاومة أو تشكيل خطر على أحد، أُطلق عليه النار على يد عنصرين من عناصر الاحتلال بالحد الأدنى بـ6 رصاصات على جسده.
واعتقلت شرطة الاحتلال، مساء امس، شخصاً يبلغ من العمر 40 عامًا، وهو من سكّان منطقة المثلث، لادعائها أنه نقل معه الشهيد من الأراضي المحتلة إلى داخل أراضي الـ48.
وفي أعقاب استشهاد الشاب، أغلقت قوات الاحتلال مداخل البلدة القديمة المؤدية للمسجد الأقصى.
واندلعت مواجهات في محيط منطقة باب العامود، بين المواطنين وقوات شرطة الاحتلال، وأظهرت مقاطع فيديو إطلاق قنابل مسيلة للدموع وقنابل صوت.
وأصيب 3 مواطنين، واعتقل اثنان آخران، إثر قمع شرطة الاحتلال للمتواجدين في منطقة باب العامود ومحيطها.
وذكرت جمعية “الهلال الأحمر” الفلسطيني، في بيان مقتضب، أن “3 إصابات تم التعامل معها خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة باب العامود”.
وأضافت: “من بين الإصابات واحدة بقنبلة صوت وأخرى بالضرب المباشر، حيث تم نقلهما للمستشفى لتلقي العلاج”.
وفي سياق متصل، أفاد شهود عيان، أن قوات الاحتلال الإسرائيلية اعتقلت شابين فلسطينيين على الأقل، فيما أصيب آخرون بالاختناق، إثر إطلاق قوات الاحتلال القنابل المسيلة للدموع، وقنابل الصوت على المتواجدين بالمكان.
بينيت ولابيد يدعمان الجنديين اللذين أعدما الشاب
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، إن “الجندي والجندية، تصرّفوا بشكل سريع وقوي مقابل إرهابي حاول قتل مواطن إسرائيلي، أنا أطلب مدّهما بالدّعم الكامل، هذا كان المتوقع من جنودنا وهكذا هم فعلوا، ممنوع أن نسمح لأن تتحول عاصمتنا إلى بؤرة إرهاب”.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلية، يائير لابيد، عبر تغريدة له في “تويتر”: “أدعم قوات الأمن وعناصر حرس الحدود الذين تصرفوا مساء اليوم بسرعة وحزم”.
وأضاف: “أدعم جنودنا، ولا نتيح الفرصة للإرهابيين بالتوغّل في مدينة القدس وكل البلاد”.
وفتح قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة (ماحاش)، تحقيقاً، بعد أن أوضح مقطع الفيديو المصوّر ظروف عملية قتل الشاب الملقى أرضًا.
كما أبدت وزيرة الداخلية إيليت شاكيد دعمها للجنود، وهو موقف تبناه أعضاء كنيست من أحزاب المعارضة منهم وزير القضاء السابق أمير أوحانا من حزب الليكود الذي أبدى دعمه للجنود ودعا لتكريمهم وتقديم شهادات تقدير لهم، في موقف مشابه لزعيم حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش، والمتطرف إيتمار بن غفير.
فيما خرج وزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج من حزب ميرتس بتصريحات مختلفة قال فيها “هذا عمل يعبر عن عدم مبالاة بحياة الإنسان”، داعيًا للتحقيق فيما جرى.
وانتقد النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي عملية القتل التي عادة ما يشار إليها في الإعلام العبري والبيانات الرسمية على أنها “تحييد”.
وقال الطيبي في تغريدة مرفقة بالفيديو: “التحييد، هو تنميق للكلمات. هذه عملية إعدام بدم بارد، وتأكيد قتل لجريح ملقى على الأرض ولا يشكل تهديداً لأحد”.
وأضاف النائب عن القائمة العربية المشتركة: “بالإضافة إلى ذلك فقد حرموه من الرعاية الطبية الأولية رغم أن الطاقم الطبي كان متواجداً في المكان حتى لفظ أنفاسه. هذا عمل إجرامي يتطلب التحقيق”.
في سياق متصل، قالت النائبة العربية في الكنيست عايدة توما-سليمان في تغريدة على تويتر أرفقتها بفيديو الحادث: “تحدثوا ذات مرة عن “تحييد”. لكنه كان على الأرض ونفذوا تجاهه عملية تأكيد قتل”.
واعتبرت أن “إعدام شخص لم يعد يشكل خطراً – جريمة رهيبة ومروعة”، مضيفة بقولها: “هذه هي الحقيقة التي ينتجها الاحتلال”.
بدوره، قال النائب اليساري في الكنيست عوفر كسيف في تغريدة على تويتر: “إعدام آخر خارج نطاق القضاء تم التقاطه بعدسة الكاميرا. إطلاق النار على جريح أو ممدد على الأرض لا يشكل خطراً، مهما كان فعله، هو جريمة حرب صارخة”.
من جانبها، اعتبرت منظمة “بتسيلم” (غير حكومية) الحقوقية المعنية بتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين أن ما حدث لم يكن “تحييداً” بل كان “إعداماً”.
من جانبه، قال الوزير العربي الوحيد في الحكومة الإسرائيلية عيساوي فريج وزير التعاون الإقليمي في تغريدة في حسابه على تويتر: “في مواجهة محاولة قتل، يجب إطلاق النار على المهاجمين لإنقاذ الأرواح، وليس سلبهم الحياة عندما أصبحوا لا يشكلون خطراً”.
وأضاف: “إذا كانت الصورة التي تظهر في مقاطع الفيديو من باب العامود صحيحة، فهي ليست فقط مخالفة لتعليمات الجيش والشرطة، بل هي أيضاً فعل يعبر عن عدم اكتراث بحياة شخص كان ينبغي التحقيق معه”.
مفوضية الأمم المتحدة السامية: ما جرى بالقدس عملية قتل خارج نطاق القانون
وأعرب مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، مساء أمس، عن صدمته لما وصفه بـ “إعدام خارج نطاق القانون” للشاب محمد شوكت سليمة في منطقة باب العامود بالقدس على يد القوات الإسرائيلية.
وقال المكتب في بيان له، إن “مثل عمليات القتل خارج نطاق القانون هذه تعتبر نتيجة اللجوء المنتظم إلى القوة المميتة ضد الفلسطينيين من قبل أفراد الأمن الإسرائيليين المدججين بالسلاح والمحميين جيداً، ونتيجة الافتقار شبه الكامل للمساءلة عن قتل الفلسطينيين وإصابتهم على أيدي القوات الإسرائيلية”.
وتساءل المكتب في بيانه “هل ستكون هناك مساءلة في هذه القضية؟”، مشيرًا إلى أنه سيواصل مراقبة القضية.
وأشار المكتب إلى مقاطع الفيديو التي نشرت للشاب سليمة وهو يهاجم أحد المارة الإسرائيليين إلى جانب ضابط شرطة إسرائيلية، قبل أن يتم إطلاق النار عليه وإخضاعه، وبينما كان مصاباً وملقىً على الأرض أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليه مرتين، ما أدى إلى استشهاده.
عن صحيفة الايام الفلسطينية
