استشهد، فجر أمس، المواطن عمر عبد المجيد أسعد (80 عاماً) من قرية جلجليا، شمال رام الله، جراء إقدام قوة من جيش الاحتلال على الاعتداء عليه واحتجازه رغم كبر سنه مقيد اليدين معصوب العينين.
فقد أفادت وزارة الصحة، في بيان مقتضب، باستشهاد المواطن عمر عبد المجيد أسعد (80 عاماً)، بعد أن أوقفه جنود الاحتلال وقيدوا يديه واعتدوا عليه بالضرب، ما أدى لإصابته بجلطة قلبية، مشيرة إلى أنه نُقل إلى إحدى المراكز الطبية القريبة من المكان، ثم نقل إلى مجمع فلسطين الطبي، ووصل متوفى.
وقالت مصادر محلية: إن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت القرية قرابة الساعة الواحدة فجراً واحتجزت عدداً من المواطنين في منزل قيد الإنشاء، قبل أن تنسحب منها قرابة الساعة الرابعة والنصف فجراً.
وأوضحت أن الشهيد اعتاد السهر عند أبناء عمومته، وبحدود الثانية فجراً غادر منزل ابن عمه، ليتفاجأ بقوة راجلة من جنود الاحتلال قي حارة السكة، توقفه وترغمه على الترجل من مركبته، قبل أن تقدم على تقييده وعصب عينيه .
وأكدت أن جنود الاحتلال عقب تقييده وعصب عينيه ألقوه أرضاً، وجروه مسافة لا تقل عن مائتي متر باتجاه منزل قيد الإنشاء، ثم ألقوه على بطنه في باحة المنزل الخارجية مقيداً ومعصوب العينين، وتركوه ساعات على هذه الوضعية”.
بعدها بنحو ساعتين، أوقف جنود الاحتلال مواطنَين من قرية عارورة المجاورة، كانا في طريقهما إلى سوق الخضار في بلدة بيتا، واحتجزوهما في المنزل الذي احتجزوا فيه الشهيد.
ويقول المواطن ممدوح عبود الذي احتجزه الاحتلال في المنزل:” عندما أجبرونا على الجلوس على الأرض لاحظت الشهيد، كان ساكن الحركة وجسده مغطى بمعطف، لم أتعرف عليه، كانت الساعة بحدود الثالثة والنصف فجراً، وكان الظلام دامساً”.
وأضاف: “تقدم نحوه جندي، ووضع يديه على رقبته، وبعد أن تأكد من استشهاده، فك قيده، وأبقى العصبة على عينيه، ثم غادر الجنود المكان، فتوجهت فوراً إلى الشهيد، وحينها تعرفت عليه، ونقلناه أنا وصديقي إلى العيادة الطبية القريبة، حاول الطبيب إنعاشه لكنه لم يتمكن من ذلك”.
وتابع: كان واضحاً أن الشهيد تعرض للتعذيب خلال احتجازه حيث كانت ملابسه مليئة بالأتربة بفعل جره على الأرض مسافة طويلة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ عملية أثناء الليل في القرية، وإن فلسطينياً “اعتقل بعد أن قاوم تفتيشه”. وأضاف أنه كان على قيد الحياة عندما أطلق الجنود سراحه.
وقال في بيان إن “دائرة التحقيق الجنائي بالشرطة العسكرية تجري مراجعة للحادث ستنقل في نهايتها النتائج للنيابة العسكرية”.
وقال شقيق أسعد لرويترز إن أخاه مواطن أميركي قضى عقوداً من عمره في الولايات المتحدة وكان مقيماً في ميلواكي بولاية ويسكونسن وعاد قبل عشر سنوات. ورفضت السفارة الأميركية التعليق.
وأجّلت أسرته الجنازة حتى اليوم بما يسمح بتشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة. وقال الطبيب إسلام أبو زاهر إنه حاول إنعاشه لكن تبين له أن النبض توقف، مضيفاً إنه لا توجد علامات واضحة تدل على إصابة أو سبب واضح للوفاة. موضحاً أن الرجل خضع في السابق لجراحة قلب مفتوح وقسطرة قلبية.
ومضى قائلا “إذا أردنا معرفة السبب الحقيقي للوفاة بحاجة إلى تشريح”.
وقال فؤاد قطوم رئيس مجلس قروي جلجليا إن أسعد كان في طريق العودة إلى منزله بعد زيارة لأقاربه عندما أوقف الجنود الإسرائيليون سيارته وقيّدوا يديه وعصبوا عينيه واقتادوه إلى مبنى قيد الإنشاء. وقال مواطن آخر إنه رأى الجنود الإسرائيليين يقتادونه بعيدا في حوالي الساعة الثالثة صباحا.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل أمنون شيفلر إن الجيش “سيحقق في الحادث بأسلوب شامل ومهني، بما يتفق مع قيمنا وبرامجنا”.
Home / جرائم وانتهاكات / هكذا أعدموا المواطن عمر أسعد (80 سنة): ضربوه واحتجزوه مقيد اليدين معصوب العينين
Check Also
7 شهداء و 9 أصابات برصاص الاحتلال ..جيش الاحتلال يعلن شن عملية عسكرية واسعة في جنين
أعلنت وزارة الصحة استشهاد 7 مواطنين واصابة 9 آخرين برصاص الاحتلال في جنين، بينها اصابتين …