بدت تطورات المشهد في مدينة القدس الشرقية المحتلة أشبه ما تكون بصراع سيادة عنوانه “العلم”، لاحق خلالها آلاف عناصر شرطة الاحتلال الفلسطينيين من بلدة إلى حي إلى زقاق لمنع رفع العلم الفلسطيني.
وسجلت شرطة الاحتلال والمستوطنون انتهاكات غير مسبوقة، منذ الاحتلال عام 1967، باقتحام ما يزيد على 1687 مستوطناً باحات المسجد وسط أداء طقوس تلمودية ورفع العلم الإسرائيلي.
واستباح آلاف المتطرفين، بحماية الشرطة الإسرائيلية، باب العامود مرددين هتافات معادية، فيما شتم بعض شبان منظمة “لاهافا” المنبثقة عن حركة “كاخ” الإرهابية، النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في أزقة البلدة القديمة، بقولهم: “محمد مات”.
وفي وقت كان فيه عناصر شرطة الاحتلال يوفرون الحماية لمسيرة أعلام المتطرفين في باب العامود، كانت شرطة الاحتلال تطلق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت على عشرات المواطنين، الذين نظموا مسيرة أعلام فلسطينية في شارع صلاح الدين.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالقدس: إن طواقمها تعاملت مع 79 إصابة في محيط وداخل البلدة القديمة في القدس، تم نقل 28 إصابة للمستشفى لتلقي العلاج وباقي الإصابات تم علاجها ميدانياً.
وأشارت إلى أن الإصابات كانت بالرصاص الحي، والمعدني المغلف بالمطاط، وبالضرب وغاز الفلفل والسقوط.
وأضافت: إن شرطة الاحتلال اعتدت بالضرب على طواقمها في محيط باب العامود، خلال محاولتها الوصول لإحدى الإصابات.
بدورها، فقد أعلنت شرطة الاحتلال اعتقال 50 مواطناً بالقدس الشرقية المحتلة، مشيرة إلى إصابة 5 شرطيين خلال المواجهات.
وكانت الاعتداءات الإسرائيلية بدأت، في ساعات فجر أمس، مع منع عشرات الشبان الفلسطينيين من الدخول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر، ما اضطرهم لأداء الصلاة عند الأبواب الخارجية للمسجد.
ومع أداء عشرات المواطنين صلاة الضحى قبالة المسجد القبلي، اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال باحات المسجد، ولاحقت عشرات المصلين إلى المصلى القبلي المسقوف الذي أغلقت شرطة الاحتلال أبوابه بالسلاسل الحديدية لمنع المصلين من الخروج.
وكسرت شرطة الاحتلال الباب الحديدي المؤدي إلى مئذنة باب المغاربة، من أجل اعتلاء سطح المصلى القبلي، بالتزامن مع الاعتداء على مصلين في باحات المسجد وطرد عدد منهم من الساحات.
وانتشرت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال في باحات المسجد، قبل فتح باب المغاربة أمام اقتحامات عشرات المستوطنين، الذين اقتحموا المسجد بأعداد كبيرة بحماية شرطة الاحتلال.
ومع دخول كل مجموعة من المستوطنين، ومن بينهم عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، كان المصلون في المصلى القبلي وباحات المسجد يهتفون: الله أكبر؛ للتعبير عن احتجاجهم على الاقتحامات.
وغضت شرطة الاحتلال الطرف عن المستوطنين الذين أدوا طقوساً تلمودية في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى، وخلال اقتحاماتهم، إضافة إلى الرقص وترديد الصلوات بأصوات مرتفعة، ورفع العلم الإسرائيلي.
وأعرب مصلون عن غضبهم من الاستفزازات الإسرائيلية، غير أن شرطة الاحتلال كانت ترد عليهم بالضرب والطرد من باحات المسجد.
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس أشارت إلى اقتحام 1044 مستوطناً باحات المسجد بالفترة الصباحية، قبل أن يقتحم 643 مستوطناً باحات المسجد في فترة ما بعد صلاة الظهر، ليصل عدد المقتحمين إلى 1687، وهو رقم غير مسبوق في يوم واحد منذ بدء الاقتحامات في العام 2003.
غير أن شرطة الاحتلال أشارت، في بيان، إلى أن أعداد المقتحمين كانت أكبر من هذا الرقم، ووصلت إلى 2600 متطرف، وذلك من أصل أكثر من 15 ألفاً تواجدوا في ساحة البراق.
وعمدت شرطة الاحتلال إلى منع دخول المصلين لأداء صلاة الظهر.
وكان تواجد المصلين قبالة المصلى القبلي أجبر شرطة الاحتلال على تغيير مسار الاقتحامات، ليتبعد قليلاً عن أبواب المصلى القبلي.
وبالتزامن شهد محيط المسجد الأقصى اشتباكات بين مواطنين من جهة، وقوات شرطة الاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى.
فقد اعتدى أفراد الشرطة ومستوطنون على مواطنين في منطقة باب العامود بالضرب، وتم اعتقال عدد منهم لتواجدهم في المنطقة.
كما هاجم مستوطنون وأفراد شرطة الاحتلال مواطنين كانوا يحملون العلم الفلسطيني في البلدة القديمة ومنطقة باب العامود وشوارع قريبة.
ولكن شرطة الاحتلال زعمت، في بيان، أن فلسطينيين قاموا بإلقاء الحجارة والزجاجات على عناصرها.
ومع بدء تجمع آلاف الإسرائيليين بالقدس الغربية، شرعت شرطة الاحتلال بإخلاء المواطنين من منطقة باب العامود بالقوة، فيما تم إجبار تجار البلدة القديمة على إغلاق محالهم التجارية، خاصة في منطقة الواد.
وأقامت شرطة الاحتلال منطقة عازلة في محيط باب العامود والشوارع المحيطة؛ لمنع المواطنين من الوصول إلى باب العامود.
وبدأ عشرات المتطرفين بالتوافد إلى باب العامود وهم يحملون الأعلام الإسرائيلية، بعد أن تم تحويل المنطقة إلى ثكنة عسكرية بمنع المواطنين من الاقتراب منها وعلى مسافة مئات الأمتار.
ولاحقاً بدأت أعداد المتطرفين، ومن بينهم عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، باقتحام منطقة باب العامود وهم يلوّحون بالأعلام الإسرائيلية وسط رقصات تخللها إطلاق هتافات عنصرية.
وأطلق مواطنون علماً فلسطينياً في منطقة باب العامود على طائرة صغيرة من دون طيار، ما أثار غضب المستوطنين وشرطة الاحتلال.
وهتف المتطرفون: “الموت للعرب”، و”لتحرق قريتهم”، و”شيرين أبو عاقلة ميتة.. أحمد الطيبي ميت”، فيما قام عدد من عناصر منظمة “لاهافا” الإرهابية بالطرق على باب أحد المحال التجارية بالبلدة القديمة وهم يهتفون: “محمد مات”.
واعتدى متطرفون بالضرب على عدد من السكان في البلدة القديمة، مرددين الهتافات العنصرية وهم يخترقون طريق الواد إلى حائط البراق.
وتحت حماية شرطة الاحتلال مكث عشرات المتطرفين من منظمة “لاهافا” العنصرية في منطقة باب العامود وهم يرددون الشعارات الفاشية.
ولكن المشهد بدا مختلفاً في شارع صلاح الدين، حيث نظم عشرات المواطنين مسيرة بالأعلام الفلسطينية، حيث قامت شرطة الاحتلال بقمعها مستخدمة الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت.
ولاحقت عناصر شرطة الاحتلال المواطنين في شوارع صلاح الدين والزهراء والسلطان سليمان، ومنطقة باب الساهرة، واعتدت عليهم بالضرب وأصابت عدداً كبيراً منهم.
ومع انتهاء مسيرة باب العامود، هاجم مستوطنون إسرائيليون المواطنين في حي الشيخ جراح بحماية شرطة الاحتلال، واعتدوا على ممتلكاتهم.
وقال شهود عيان: إن مستوطنين قاموا برش غاز الفلفل على منازل المواطنين ورشقوها بالحجارة، واعتدوا على سيارات المواطنين قبل أن تقوم شرطة الاحتلال باقتحام المنطقة وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت بكثافة على منازل المواطنين.
وزعمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أن فلسطينيين رشقوهم بالحجارة، وهو ما نفاه سكان الحي، مؤكدين أنهم تعرضوا لاعتداء واسع من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال.
وتجمع عشرات المستوطنين في منطقة قريبة بحثاً عن سيارات فلسطينية وهم يهتفون: “الموت للعرب”.
شاهد أيضاً
الاحتلال يهدم مسجدا ومنزلا قرب جبع شرق القدس
هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، مسجدا وعدة منشآت في تجمع عرب العراعرة قرب بلدة …