استشهد، فجر أمس، الفتى محمد عبد الله حامد (16 عاماً)، وأصيب العشرات بالاختناق خلال مواجهات في بلدتي سلواد وعرابة، وجراء قمع وقفة منددة باستيلاء “كسارة” استيطانية على أراضي قرية كيسان وتلويثها البيئة، تزامن ذلك مع إصابة مزارع بجروح وإحراق مركبة إثر هجوم شنه مستوطنون على أراضي قريتي المغير وترمسعيا.
ففي بلدة سلواد، أُعلن، فجر أمس، عن استشهاد الفتى حامد بعد أن استهدفته قوات الاحتلال بالرصاص واختطفته جريحاً في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية.
وقالت مصادر أمنية، إن الفتى حامد (16 عاماً)، استشهد متأثراً بجروح أصيب بها خلال مواجهات مع قوات الاحتلال على المدخل الغربي للبلدة، حيث تم اعتقاله رغم إصابته الخطيرة في منطقة الوجه.
وأضافت المصادر نفسها، إن سلطات الاحتلال أبلغت الارتباط الفلسطيني بأنه سيتم تسليم جثمان الشهيد حامد ظهراً، ليشيع جثمانه بعد صلاة العصر، إلا أنها تراجعت عن تسليمه وواصلت تأخير تسليم الجثمان دون أي مبرر.
بدوره، قال والد الشهيد، “ليس غريباً على الاحتلال قتل الأطفال” مشيراً إلى أن جنود الاحتلال كان بإمكانهم اعتقاله بسهولة إلا أنهم آثروا قتله رغم أنه لا يشكل أي خطر عليهم”.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال قدمت في البداية روايات متضاربة عن طبيعة الإصابة التي تعرض لها نجله، فقالت، إنه أصيب بالرصاص في رجله، ثم قالت، إنه أصيب في بطنه، ثم عدلت روايتها زاعمة أنه أصيب في رقبته، وأخيراً اعترفت أنه أصيب في منطقة الوجه”.
وفور ورود الأنباء باستشهاد الفتى حامد انطلقت مسيرة شعبية، فجراً، نحو منزل عائلة الشهيد، إسناداً لها، ردد خلالها المواطنون الهتافات التي تحيي عائلة الشهيد وتندد بجرائم الاحتلال المتواصلة، بينما عمّ الإضراب الشامل البلدة طوال يوم أمس، حداداً على روح الشهيد.
وفي بلدة عرابة، جنوب جنين، أصيب مواطنون بحالات اختناق، خلال مواجهات اندلعت، فجراً، على مفترق البلدة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال نصبت حاجزا عسكريا على مفترق عرابة الذي يربط البلدة بشارع جنين – نابلس، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال.
وأشارت إلى أن جنود الاحتلال أطلقوا الأعيرة المعدنية، والقنابل الصوتية، والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد من الشبان بالاختناق.
وأضافت المصادر، إن قوات الاحتلال كثفت من انتشارها ونصبها الحواجز في محيط قرى وبلدات عرابة، وقباطية، ومركة، والجلمة، والزبابدة، وقرية حداد السياحية.
وفي قرية كيسان، شرق بيت لحم، أصيبت مواطنة بجروح، وآخرون بالاختناق خلال قمع قوات الاحتلال وقفة لأهالي القرية منددة بوجود كسارة لمستوطن تسلب أرضهم وتلوث قريتهم وثروتهم الحيوانية التي يعتاشون منها.
وأفاد الناشط أحمد غزال بأن المواطنين في كيسان نظموا وقفة منددة بوجود كسارة لمستوطن، وما يقوم به المستوطنون من سلب الأرض لصالح توسيعها.
وأشار إلى أن جنود الاحتلال قمعوا الوقفة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت، ما أدى إلى إصابة المواطنة سعدة عبيات (65 عاما) بقنبلة غاز بشكل مباشر في القدم نقلت على إثرها إلى المستشفى، وآخرين بالاختناق.
وأضاف غزال، إن جنود الاحتلال دهموا منازل المواطنين في كيسان، واحتجزوا رئيس مجلس قروي كيسان موسى عبيات (33 عاما)، ونجله الطفل حسن.
وتشهد قرية كيسان تصعيدا واضحا بالاعتداءات التي تنفذها قوات الاحتلال والمستوطنون، من خلال الاستيلاء على أراضي المواطنين، ومنع المزارعين ورعاة الأغنام من الوصول إلى أراضيهم
من جهة أخرى، أصيب مواطن بجروح في رأسه، إثر هجوم نفذه مستوطنون على المزارعين شرق رام الله.
وقالت مصادر محلية، إن أكثر من 30 مستوطناً من “عادي عاد” و”شيلو” هاجموا عمالا يقومون باستصلاح أراضٍ في المنطقة الواقعة بين قريتي المغير وترمسعيا شرق رام الله، ما أسفر عن إصابة مواطن يبلغ من العمر (35 عاما) من قرية المزرعة الشرقية، بجروح بالرأس، جراء رشقه بالحجارة، حيث نقل على إثرها إلى المستشفى.
ولفتت المصادر نفسها، إلى أن المستوطنين قاموا بتحطيم مركبة المواطن وإحراقها قبل أن ينسحبوا من المكان.
عن جريدة الايام الفلسطينية