الرئيسية / ملف الاستيطان والجدار / بتسيلم: الجيش والشاباك يدعمان عنف المستوطنين

بتسيلم: الجيش والشاباك يدعمان عنف المستوطنين

أكدت منظمة “بتسيلم” الإسرائيلية الحقوقية أن عُنف المستوطنين هو جزء من سياسة حكوميّة إسرائيلية تسمح به وتُتيح تنفيذه وتشارك فيه، وذلك كجزء من استراتيجيّة نظام الأبارتهايد السّاعي إلى توسيع واستكمال عمليّة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.

وأوضحت المنظمة في تقرير لها، أن عُنف الاحتلال- المنظّم الرسميّ أو غير الرسميّ- هو “جزءٌ لا يتجزّأ من نظام الأبارتهايد الإسرائيليّ الطامح إلى تهويد المكان، أي سائر المنطقة الممتدّة بين النهر والبحر، والذي يعد هذا النظام الأرض موردًا وُجد أساسًا لخدمة الجمهور اليهودي”.

وأضاف: “لذلك تخصّص الأرض بشكل شبه حصريّ لاحتياجات المستوطنات اليهوديّة القائمة من تطوير وتوسيع وإقامة بلدات يهوديّة جديدة، وفي موازاة ذلك، يعمل هذا النظام على تشظية المجال الفلسطينيّ وتفتيته وعلى تجريد الفلسطينيّين من أراضيهم وزجّهم في معازل ضيّقة ومكتظّة”.

ووثقت “بتسيلم” العديد من الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها المستوطنون خلال النصف الأول من العام الجاري 2022، في الضفة الغربية والقدس المحتلة، والتي كان آخرها الاعتداء على المزارعين في الغور، وتعرض عائلات فلسطينية للرشق بالحجارة، والتهديد من المستوطنين في الخليل أمام أعين جنود الاحتلال الذين لم يتحركوا ولم يمنعوا هذه الانتهاكات.

ولفتت إلى أن نظام الأبارتهايد الإسرائيلي يقوم على العُنف المنظّم والمنهجيّ تجاه الفلسطينيّين، وهو عُنف يتعدّد الوكلاء القائمين على تنفيذه: (الحكومة والجيش والإدارة المدنيّة والمحكمة العليا والشرطة وجهاز الأمن العام “الشاباك” ومصلحة السّجون وسُلطة الطبيعة والحدائق، وغيرها).

وأضافت: أن “المستوطنين يشكلون عاملًا إضافيًّا في هذه الشبكة التي تديرها الدّولة، والتي تسخّر لتحقيق أهدافها عُنف المستوطنين مضافًا إلى عُنف أجهزتها الرسميّة، وأحيانًا يظهر عُنفهم كنُذر تسبق عُنف سُلطات الدّولة الرسميّ، وأحيانًا يأتي مدمجًا معه”.

ورصد تقرير “بتسيلم” سلسلة من الاعتداءات جرت في الخليل يوم الأربعاء الماضي، من خلال البؤرة الاستيطانية المسماة “بيت هداسا”، وهي واحدة من 8 بؤر أقامتها سلطات الاحتلال وسط المدينة المكتظة بالفلسطينيين في محاولة لتقسيم وعزل أجزاء البلدة القديمة فيها.

وأكدت أن سلطات الاحتلال تُطبق في المنطقة نظام عزل يفصل بين المستوطنين والفلسطينيين، وتفرض قيودًا مشدّدة على حركة وتنقّل الفلسطينيين وتمارس ضدهم العُنف بأعتى أشكاله.

وقالت: إن “الجيش الإسرائيلي يعطي للمستوطنين الضوء الأخضر ليمارسوا بدورهم العُنف اليومي ضد الفلسطينيين المجاورين وتنغيص حياتهم وعرقلة كل النشاطات الاقتصادية والاجتماعية في هذه المناطق التي ينتشر فيها الجيش والمستوطنون معًا”.

ووثّقت عبر الفيديو هجمات بالحجارة على منازل الفلسطينيين في المنطقة والمارة، قائلة إن جنود الاحتلال الموجودين دائما في نقاط مراقبة أقاموها فوق سطح مبنىً مُلاصق للمستوطَنة وداخلها، سمحوا للمستوطنين بممارسة العُنف، وأطلقوا قنابل غاز مسيل للدموع وقنابل صوت نحو الفلسطينيين الذين ردوا على حجارة المستوطنين واستفزازاتهم.

وأضافت المنظمة: “وفي واحدة من الهجمات التي وثقتها بالصوت والصورة، أطلق أحد جنود الاحتلال الرصاص في الهواء لإخافة شباب فلسطينيين، فيما احتمى مستوطن خلف الجندي وبدأ برشق الشباب دون أن يوقفه”.

وأشارت إلى أن “عُنف المستوطنين يشمل الضرب، ورشق الحجارة، والتهديد والوعيد، وإحراق الحقول، وإتلاف الأشجار وشتّى المزروعات، وسرقة الثمار واستهداف المنازل، وتخريب السيّارات، وإغلاق الطرق وإطلاق النّار، وفي حالات نادرة القتل أيضًا”.

وأكدت “بتسيلم” أن الجيش الإسرائيلي ضمن سياسته المتبعة يمتنع عن الدّخول في مواجهات مع المستوطنين المعتدين، رغم أنّه من الناحية القانونيّة يمتلك صلاحيّة توقيفهم واعتقالهم، بل يقع هذا عليهم كواجب أيضًا.

وأضافت أن قوات الاحتلال تسمح للمستوطنين بأن يُلحقوا الأذى بالفلسطينيّين وممتلكاتهم، كما يفضل الجيش عمومًا إخراج الفلسطينيّين بالذات من أراضيهم الزراعيّة أو من المراعي، عوضًا عن مواجهة المستوطنين.

وتابعت؛ “وفي ذلك يلجأ إلى إصدار أوامر تعلن الموقع منطقة عسكريّة مغلقة وتسري فقط على الفلسطينيّين، أو يقوم الجنود بتفريقهم باستخدام قنابل الغاز المسيل للدّموع وقنابل الصّوت والرّصاص المعدنيّ المغلّف بالمطّاط وحتى الرّصاص الحيّ”.

وأردفت أنه وفي بعض الأحيان يشارك الجنود أنفسهم في الهجمات التي يشنّها المستوطنون على الفلسطينيّين أو يقفون جانبًا موقف المتفرّج دون التدخّل لمنع الاعتداء.

عن nbprs

شاهد أيضاً

مستوطنون يهاجمون قرية برقا شرق رام الله

هاجم مستوطنون، مساء الأربعاء، أطراف قرية برقا شرق رام الله، قبل أن تقتحم قوات الاحتلال …