في سابقة خطيرة، دعت ما تسمى “سلطة الطبيعة الإسرائيلية” في القدس المحتلة، المستوطنين إلى اقتحام حي وادي الربابة في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى بما يسمى “عيد العرش” التوراتي، وسرقة زيتون الحي.
وأراضي واد الربابة البالغ مساحتها 200 دونم، مهددة جميعها بالمصادرة لصالح إقامة مشاريع استيطانية و”حدائق توراتية”؛ فأطماع الاحتلال بهذه المنطقة الخضراء لم تتوقف يومًا، وما يزال يخطط لإقامة مشروع تهويدي عملاق فيها.
وتخطط بلدية الاحتلال ووزارتي “شؤون القدس” و”المواصلات” لإقامة قاعدة للقطار الهوائي التهويدي في وادي الربابة وجسر معلق بين ضفتيه، ومركز زوار لغسل أدمغة السياح والزوار اليهود، وحدائق توراتية ومنشأة إضافية لشفط عيون وآبار مياه سلوان.
دعوات عنصرية
وقال المقدسي أحمد سمرين- أحد أصحاب الأراضي- لوكالة “صفا”: إن” سلطة الطبيعة ومؤسسة مدينة داوود دعت الشباب الإسرائيلي ما بين 15-18 عامًا، لاقتحام وادي الربابة في “عيد العرش” الذي يوافق الأسبوع المقبل، وسرقة زيتون الحي، في سابقة خطيرة تعد الأولى من نوعها”.
وأوضح أن مؤسسات الاحتلال المختلفة تحاول تغيير طابع الأراضي، وتحويلها إلى “حديقة وطنية”، رغم أن هذه الأراضي تعود لعائلات بلدة سلوان جميعها، والذين يمتلكون أوراق ثبوتية تثبتهم حقهم في ملكية هذه الأراضي.
ووصف سمرين الدعوات الإسرائيلية بـ”العنصرية والوقحة”، مؤكدًا أن أصحاب الأراضي لن يتخلوا عنها وسيواصلون فعالياتهم واحتجاجاتهم المنددة بمصادرة أراضيهم.
وأضاف أن السكان اتخذوا قرارًا بالتوجه صباح غد الجمعة إلى تلك الأراضي، والبدء في قطف ثمار الزيتون، رفضًا لأي سرقة وسيطرة على الأشجار من قبل الاحتلال ومستوطنيه.
وناشد أصحاب الأراضي، أهالي سلوان بضرورة مساعدتهم في قطف الزيتون غدًا الساعة الثامنة صباحًا، والمشاركة أيضًا في إقامة صلاة الجمعة في أراضي واد الربابة.
وأشار سمرين إلى أن “سلطة الطبيعة” عملت على تغيير معالم الأرض كاملة في الحي، وادعت أن جميع الأراضي أصبحت في قبضتها.
وبين أن أصحاب الأراضي يخوضون منذ سنوات طويلة، معارك طاحنة في محاكم الاحتلال، لمنع مصادرة أراضيهم، إلا أن القضاء الإسرائيلي لم يُنصفهم، باعتباره جزءًا من المنظومة الاحتلالية.
حقنا ثابت
وأكد سمرين أن أشجار الزيتون تؤكد “تجذرنا في أراضينا التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، وحفاظنا عليها، ونفي ادعاءات سلطة الطبيعة بإهمالها وتركها”.
وتابع “نؤكد على حقنا الثابت في هذه الأراضي، ونستنكر الدعوات المتطرفة لسرقة الزيتون، والاستيلاء على أراضينا، ولن تنازل عن أي ذرة تراب واحدة من واد الربابة ولا من مدينة القدس”.
وشدد سمرين قائلًا: “إننا سنواصل الدفاع عن أراضينا وحمايتها من العبث الإسرائيلي، ومحاولات الاستيلاء عليها، رغم استمرار ممارسات الاحتلال ومؤسساته المختلفة بحق الحي”.
وتعمل “سلطة الطبيعة” على تجريف أراضي وادي الربابة، واقتلاع عشرات الأشجار، وتخريب السلاسل الحجرية والأحواض التي بناها أصحابها، إلا أن السكان يتصدون لهم في كل مرة، رغم أنهم يتعرضون للقمع والاعتقال والإبعاد عن أراضيهم.
وتبث إشاعات كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف العبرية بأن أراضي واد الربابة أصبحت في قبضتها، وتحث الطلاب اليهود على زيارتها، وهذا ما نفاه أصحاب الأراضي بتأكيدهم على تواجدهم الدائم فيها، وإفشال تلك المخططات.
وتعود ملكية الأراضي لعائلات سلوان سمرين، العباسي، قراعين، حجاج، عايد، عودة، حسن الشيخ، أبو شافع، الزغل، أبو رميلة، صيام المندوب، أبو سنينة، شقير، الشويكي، دعنا، وأبو خاطر.
وتسطّر تلك العائلات أروع مشاهد الصمود والثبات في مواجهة الاحتلال ومؤسساته التي تحاول الاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم في بلدة سلوان، وتهجيرهم منها.
وتدّعي سلطات الاحتلال أن الحي أقيم على أنقاض مقبرة يهودية، وأنه بأكمله يعد “منطقة حدائق وطنية تعود للجمهور العام”، لكن سكان الحي أكدوا ملكيتهم للأراضي عبر الأوراق الثبوتية التي يملكونها.
تقرير وكالة صفا