اجتمع رئيس حزب “الليكود” المكلف بتشكيل الحكومة المقبلة، بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، مع رئيس حزب “الصهيونية الدينية”، بتسلئيل سموتريتش، وذلك دون إحراز أي تقدم يذكر في المفاوضات الائتلافية.
وفي محاولة منه للضغط على سموتريتش للتنازل عن مطلبه بتولي إحدى الحقيبتين، المالية أو الأمن، ساوم نتنياهو سموتريتش على تسوية البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية المحتلة، مقابل الإسراع بتشكيل الحكومة.
وجاءت مساومة نتنياهو عبر تصريحات تداولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلا عن “مصادر في الليكود” (لم تسمها).
وقالت المصادر إن نتنياهو اقترح في لقائه مع سموتريتش “تشكيل حكومة على الفور، للاستفادة من نافذة الفرصة السانحة للمصادقة” على البؤر الاستيطانية.
ونقلت المصادر عن نتنياهو قوله إنه “نظرا للوضع السياسي والأمني فلا داعي لتضييع لحظة واحدة على (توزيع) المناصب بدلا من استغلال الفرصة”.
وفي حين ذكرت التقارير الإسرائيلية أن الاجتماع بين نتنياهو وسموتريتش عقد بـ”أجواء إيجابية”، أفادت بأنه “لم يتم إحراز أي تقدم حتى الآن – بل على العكس شهد الاجتماع تراجعا خطوة إلى الوراء”.
وذكرت القناة 12 أن نتنياهو “لا يريد أن يمنح سموتريتش حقيبة الأمن، ولا يمكنه منحه حقيبة المالية لأن رئيس حزب ‘شاس‘، أرييه درعي، مهتم بالمنصب، لذا فإن مسألة توزيع الحقائب الوزارية لم تحسم بعد”.
وأضافت أن نتنياهو “أوضح لسموتريتش أنه في ظل الوضع الأمني فإن هناك حاجة إلى سلوك ‘معتدل‘ في الشأن الأمني - السياسي حتى نهاية ولاية (الرئيس الأميركي، جو) بايدن”.
وأفادت بأن نتنياهو عرض على سموتريتش تولي المنصب الوزاري الذي يرغب فيه، بخلاف المالية أو الأمن.
وبعد الاجتماع بين نتنياهو وسموتريتش عقد الأخير اجتماعا مع عضو الكنيست ياريف ليفين، المقرب من نتنياهو والذي يقود فريق التفاوض عن الليكود، في محاولة لحلحلة المسائل العالقة.
ووفقا للقناة، فإن نتنياهو يركز جهوده على إعداد حزمة تعويضات قد يقدمها لدرعي، في حال قرر الأخير “التنازل” عن حقيبة المالية لصالح سموتريتش، على أن يحتفظ نتنياهو لليكود بحقيبة الأمن.
في المقابل، ذكرت القناة 13 أن نتنياهو لم يعرض على سموتريتش خلال اللقاء تولي حقيبة المالية، مؤكدة أنه “لم يتم تسجيل أي تقدم يذكر” في الاجتماع بين الاثنين.
واعتبرت أن نتنياهو “بدأ يدرك أنه سيكون من الصعب ثني سموتريتش عن مطالبته بإحدى الوزارتين الرفيعتين – المالية أو الأمن”.
وقالت القناة 13 إن الاعتقاد السائد في الليكود أن درعي “سيتنازل” في نهاية المطاف وأن سموتريتش سيتولى حقيبة المالية، “لأن نتنياهو ليس مستعدا لتكليفه بحقيبة الأمن تحت أي ظرف من الظروف”.
ومن ضمن التسويات التي يعتزم الليكود عرضها على درعي، توليته حقيبة الداخلية بالإضافة إلى حقيبة الشؤون الدينية، واعتبرت القناة أن “فرص حدوث تطور كبير في المفاوضات الائتلافية باتت أكبر مما كانت عليه بالأمس”.
وأضافت أن “سموتريتش، من جانبه، يدرك أن نتنياهو غير مستعد في الوقت الحالي لتعيينه وزيرا للمالية، إذا كان الأمر متروكًا له، وبالطبع لن يعينه وزيرا للأمن”.
وفي هذا السياق يحاول سموتريتش مواصلة حملة الضغط التي يمارسها على نتنياهو وبث رسائل مفادها أنه “إذا كان درعي مهتمًا بوزارة المالية، فإنه لن يتنازل عن حقيبة الأمن”.