حذر المطران حسام نعوم، رئيس الأساقفة بالكنيسة الأسقفية الإنجيلية بالقدس، من استهداف متطرفين يهود للوجود المسيحي بعد إقدام مستوطنين على تكسير شواهد القبور والصلبان في مقبرة تابعة للكنيسة في جبل داود بالقدس الشرقية المحتلة.
وقال في مؤتمر صحافي: “تلقينا أخباراً صعبة عن تكسير شواهد القبور والصلبان وبعض الصور الموجودة على القبور وهذا عمل ليس فقط جباناً، وإنما أيضاً مقزز ويرفضه أي إنسان فيه قطرة دم إنسانية ويظهر خطاب كراهية واضحاً ضد المسيحيين في مدينة القدس، وهو أمر نرفضه رفضاً كاملاً”.
وكانت الكنيسة الأسقفية قالت في بيان: “تم اكتشاف أنه في وقت ما خلال عطلة رأس السنة الجديدة، اقتحم المخربون المقبرة البروتستانتية التاريخية على جبل صهيون، حيث حطموا عن قصد وبلا هوادة أكثر من ثلاثين شاهد قبر، العديد منها تاريخي”.
ولفتت إلى أنه “كشفت لقطات كاميرات أمنية لاحقاً أن هذه الجرائم وقعت يوم 1 كانون الثاني، وأن الجناة يبلغون اثنين على الأقل، وكلاهما شاب يرتدي الكيباه (قبعة المتدينين اليهود)”.
وقالت: “كان العديد من الصلبان الحجرية أيضاً أهدافاً للمخربين، ما يشير بوضوح إلى أن هذه الأعمال الإجرامية كانت مدفوعة بالتعصب الديني والكراهية ضد المسيحيين”.
وقال المطران نعوم: “نتمنى على السلطات الإسرائيلية أن تقوم بمسؤوليتها في اعتقال الأشخاص الذين قاموا بهذا العمل الجبان حتى لا يتكرر”.
وقال: هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الاعتداء، فقبل 9 سنوات وقع اعتداء مماثل على هذه المقبرة وشاهدنا أنه عندما لا يتم التعامل مع أمر ما بطريقة ملائمة فإن من الممكن أن يتكرر مرات.
وأضاف: نحن نأمل ألا يتكرر هذا الأمر لأن مدينة القدس هي مدينة المقدسات، وعلى كل العالم أن يعلم أننا نمر بظروف صعبة نواجه فيها تطرفاً دينياً.
وتابع المطران نعوم: “الفكرة هي أن على الناس من الديانات الثلاث الذين يعيشون سوياً أن يعرفوا كيف يعيشون مع بعضهم البعض باحترام، واحترام حرية العبادة والمقدسات، هذا هو مطلبنا ولا نطلب المستحيل بمعنى حقوق إنسان وحقوق أديان التي يعترف بها العالم أجمع بموجب القوانين الدولية.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قالت في بيان: تلقت الشرطة بلاغاً عن تشويه عدد كبير من شواهد القبور في المقبرة البروتستانتية بالقرب من جبل صهيون في القدس.
وأضافت: “حضرت عناصر من الشرطة إلى مكان الحادث ولاحظت الأضرار التي لحقت بها. وبدأت الشرطة التحقيق”.
وبدت قطع من الصلبان وشواهد قبور حجرية مكسورة وملقاة على الأرض في المقبرة البروتستانتية على جبل صهيون أو جبل النبي داود، في القدس الشرقية المحتلة حيث يعتقد المسيحيون أن يسوع احتفل بالعشاء الأخير.
أقيمت المقبرة في منتصف القرن التاسع عشر ودفن فيها وفق نعوم “أشخاص ذوو أهمية كبيرة ساهموا في تاريخ القدس وفي حياة الناس هنا”.
في كانون الأول 2021 حذر قادة الكنائس المسيحية من أن “المسيحيين أصبحوا هدفاً لهجمات متكررة ومستمرة من قبل الجماعات المتطرفة الهامشية” في القدس والأراضي المقدسة الأوسع.
وانتقدوا حينها تقاعس مسؤولي إنفاذ القانون، ولكن وزارة الخارجية الإسرائيلية اعتبرت أن هذه الانتقادات “لا أساس لها”.
عن الايام الفلسطينية