عبد الرؤوف أرناؤوط :
طالب دبلوماسيون أجانب، أمس، الحكومة الإسرائيلية بالتراجع عن قرارات إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها في الشيخ جراح وسلوان والبلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة.
وأعرب دبلوماسيون، من ١٥ دولة أوروبية إضافة إلى بريطانيا والمكسيك وممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية، عن تضامنهم مع العائلات خلال زيارة قاموا بها إلى الشيخ جراح والبلدة القديمة.
والممثلون الدبلوماسيون الذي شاركوا في الزيارة هم من كل من بلجيكا، وبلغاريا، وقبرص، والدنمارك، وفنلندا، وفرنسا، واليونان، وإيرلندا، والمكسيك، وهولندا، والنرويج، وبولندا، والبرتغال، وسلوفينيا، وإسبانيا، والسويد، والمملكة المتحدة.
وأتت الزيارة بعد أن أبلغت بلدية الاحتلال، أمس، عائلة سالم بقرارها هدم غرفة في منزلها في غضون ٢١ يوماً، وقبل يومين من انتهاء المهلة الممنوحة لعائلة نورا غيث صب لبن بإخلاء منزلها في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة وقبل أيام من نظر المحكمة العليا الإسرائيلية في التماس ضد إخلاء عائلات الدجاني، داودي وحماد من منازلها في الشيخ جراح حيث يتهدد الإخلاء ٨٥ عائلة في بطن الهوى بسلوان.
وقال سفين كون فون بورغسدورف، ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية: “نحن هنا من أجل دعمكم ومساندتكم والتضامن معكم، في العام الماضي كنا معكم تقريباً في نفس التوقيت، وإذا ما دل هذا على شيء فإنما يدل على أننا هنا من أجل التضامن معكم كعائلات مقدسية في الشيخ جراح وفي أحياء أخرى في القدس ولنؤكد على أن المجتمع الدولي ككل يقف إلى جانبكم في هذه القضية”.
وأضاف: “وبالطبع سنرفع ما شاهدناه اليوم إلى عواصمنا في أوروبا من أجل التحرك”.
وكانت فاطمة سالم ونورا غيث – صب لبن أطلعتا الدبلوماسيين الأوروبيين على المعاناة الناتجة عن التهديدات المستمرة من قبل الحكومة الإسرائيلية والجماعات الاستيطانية لإخلاء عائلتهما من الشيخ جراح والبلدة القديمة.
ولاحقاً توجه الدبلوماسيون للاجتماع مع عائلات الدجاني، داودي وحماد واستمعوا منهم إلى معاناتهم قبل أن يختتموا جولتهم في منزل عائلة غيث – صب لبن في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة حيث اطلعوا عن كثب على معاناة العائلة مع الجماعات الاستيطانية الإسرائيلية.
وتلا ممثل الدنمارك لدى فلسطين بياناً موقعاً من ١٥ دولة أوروبية وبريطانيا والمكسيك طالب السلطات الإسرائيلية بوقف الاستيطان والتراجع عن قرارات الإخلاء.
وجاء في البيان: التقينا هنا مع عائلات فلسطينية تحت التهديد الوشيك بالإخلاء بالقوة في سلوان والشيخ جراح والبلدة القديمة في القدس، ونحن ندعو الحكومة الإسرائيلية للتراجع عن قرارات الإخلاء المزمعة، في هذا الشهر وحده تواجه 6 عائلات فلسطينية في سلوان والشيخ جراح والبلدة القديمة التهديد الوشيك بالإخلاء”.
وأشار إلى أن 80 شخصاً تحت خطر الإخلاء الوشيك بسبب القرارات الإسرائيلية.
وقال: “نحن كممثلين دبلوماسيين نستخدم هذه الزيارة لإعادة التأكيد على معارضتنا الشديدة للسياسة الاستيطانية الإسرائيلية وهي غير قانونية بموجب القانون الدولي وأيضاً الإجراءات التي تتخذ في هذا السياق بما فيها الإخلاءات، ونحن ندعو الحكومة الإسرائيلية للتراجع عن هذه القرارات بالإخلاء الوشيك”.
وأضاف: “لا تعفي القوانين في إسرائيل، كقوة محتلة، من الوفاء بالتزاماتها بإدارة الأراضي التي تحتلها بطريقة توفر الحماية للسكان المحليين”.
وتابع: “إن استمرار إسرائيل بسياستها الاستيطانية غير القانونية من شأنه أن يؤجج التوترات، وبالأخص في سياق ما نشهده من عنف متنامٍ في الضفة الغربية، من المقلق بشكل خاص أن السلطات الإسرائيلية تنوي مواصلة عمليات الهدم في القدس الشرقية خلال شهر رمضان”.
وأشار الدبلوماسيون في بيانهم إلى أنه “تقوض سياسة الاستيطان الإسرائيلية غير القانونية قابلية حل الدولتين كما أنها تقوض من آفاق السلام الدائم في المنطقة وتهدد بشكل خطير إمكانية أن تصبح القدس عاصمة مستقبلية للدولتين”.