تبدأ سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الشهر المقبل، بحفر طريق الطوق، شرق القدس، والتي يطلق عليها الاحتلال اسم “طريق نسيج الحياة” أو “طريق السيادة” لأنها تمهد لضم مستوطنة “معاليه أدوميم” إلى القدس وتفسح الطريق أمام تنفيذ المخطط الاستيطاني “إي واحد”.
وتأتي أعمال الحفر توطئة لرصف الشارع الذي يهدف إلى إغلاق المدخل الشمالي لبلدة العيزرية تماما، وتحويل الحركة من هناك إلى شمال البلدة باتجاه جبل البابا وبلدة الزعيم ليربط منطقة جنوب الضفة الغربية مع منطقة الأغوار ومدينة أريحا في الجانب الشرقي من الضفة الغربية.
وقالت حركة “السلام الآن” الإسرائيلية، في بداية شهر أيار، ستبدأ أعمال الحفر والتعبيد على الطريق المعروفة باسم “طريق نسيج الحياة” أو طريق العيزرية – “معاليه أدوميم”، وكانت الطريق تعرف سابقا من قبل نفتالي بينيت (كوزير للدفاع) باسم طريق السيادة. ويهدف الشارع إلى السماح للفلسطينيين بالتنقل من الجنوب إلى الشمال دون الحاجة إلى السفر على الطرق المخصصة للمستوطنين في هذه المناطق”.
وأضافت، “عمليا، سيخلق تعبيد الطريق نظام طرق فصل عنصريا (طريق فصل عنصري) بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والطريق ذو أهمية كبيرة لضم كتلة (معاليه أدوميم) إلى إسرائيل ولدفع خطة البناء (E1)”.
وأشارت إلى أنه “في آذار 2020، عندما شغل نفتالي بينيت منصب وزير الدفاع، وافق على تعزيز طريق سيتم بناؤها حصريا للفلسطينيين من أجل ربط القرى الفلسطينية والسكان الفلسطينيين الواقعة شرق القدس، العيزرية وأبو ديس والزعيم والسواحرة والسكان البدو من قبيلة الجهالين”.
وقالت، “إن إنشاء شبكة طرق منفصلة للإسرائيليين والفلسطينيين سيمكن المؤسسة الأمنية من إلغاء حاجز الزعيم، الواقع عند المدخل الشرقي للقدس، ونقله بالقرب من شرق مستوطنة (كفار أدوميم)، وسيسمح نقله باستمرار الحركة دون تفتيش أمني ونقاط تفتيش من قبل المستوطنين من كتلة (معاليه أدوميم) إلى القدس”.
وحذرت “السلام الآن” من “أن منع الفلسطينيين من دخول كتلة (معاليه أدوميم) سيمكن إسرائيل من ضم الأراضي إلى إسرائيل بسهولة أكبر في المستقبل”.
وقالت، “يهدف هذا الطريق إلى تعزيز الفصل العنصري وضم كتلة (معاليه أدوميم) كما ورد في اجتماع عقد في كانون الثاني 2021 بين رئيس الوزراء ووزير المواصلات ووزير المالية ورئيس بلدية (معاليه أدوميم) حول الترويج للطريق”.
وأضافت، “نتيجة لذلك، تحدث رئيس بلدية (معاليه أدوميم) صراحة وبدون لغة دبلوماسية عن الأهداف الحقيقية للطريق: تمكين إغلاق منطقة شاسعة في وسط الضفة الغربية أمام الفلسطينيين عن طريق تحويل وسائل النقل الفلسطينية إلى طريق التفافي خاص، وتحويل منطقة (معاليه أدوميم) إلى جزء لا يتجزأ من القدس”.
وأشارت إلى أنه “تم تقديم التماس إلى المحكمة العليا ضد قرار تعبيد الشارع من قبل بلديات العيزرية وأبو ديس والسواحرة وغيرها حيث يفصل الالتماس الأضرار المتوقعة التي سببتها الطريق لسكان المنطقة”.
وقالت، “من بين هذه الأضرار: الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية الخاصة لضرورة عسكرية غير حتمية وفورية ومؤقتة، والأضرار التي تلحق بسبل العيش والرعي في التجمعات البدوية التي تعيش في المنطقة (ب)، والأضرار التي تلحق بمنطقة المخطط الهيكلي المعتمد لمدينة العيزرية في منطقة (ب) رغم الكثافة السكنية العالية”.
وأضافت، “على الرغم من أن الالتماس ضد تعبيد الطريق لم يتم البت فيه بعد، فقد تم إبلاغ الملتمسين بأن الحفر سيتم على طول الطريق في بداية شهر أيار، وأعمال الحفر هي مرحلة أولية قبل موافقة لجان التخطيط والغرض منها هو أخذ عينات من التربة في أماكن مختلفة على طول الطريق، من أجل معرفة نوع الصخور ومواد البناء التي ستحتاج إلى استخدامها للرصف أو بناء الجدران أو الهياكل الداعمة للطريق”.
وأشارت إلى انه “يتزامن التقدم في تعبيد الشارع مع قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في شباط 2020 بالبناء في منطقة “إي واحد”.
وقالت، “يعتبر البناء في (إي واحد) قاتلا لفرص حل الدولتين لأنه يقسم الضفة الغربية إلى قسمين – منطقة شمالية ومنطقة جنوبية – ويمنع تطوير مدن الضفة الغربية الرئيسة في القدس الشرقية – رام الله وبيت لحم.
وأضافت، “سياسيا، يطلق على الطريق المخطط لها اسم “نسيج الحياة” لأنها تسمح للفلسطينيين بالسفر بين شمال الضفة الغربية وجنوبها والعكس صحيح. وبعبارة أخرى، فإن الطريق تمكن النسيج الظاهري للحياة الفلسطينية في الضفة الغربية. ولهذا السبب ترى إسرائيل في ذلك ردا على الادعاء بأن البناء في “إي واحد” يضر بإمكانية إقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي. إن الادعاء بأن المجتمعات الفلسطينية يمكن ربطها بالطرق الالتفافية والأنفاق وبالتالي السماح للفلسطينيين بحرية الحركة أمر غير مقبول للفلسطينيين ويضر بالضرورة بإمكانية إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة”
وتابعت “السلام الآن”، “إن تطوير الشارع هو جزء من خطة أوسع للبناء والضم في الضفة الغربية. يتم تقديم بناء الطريق على أنه أعمال بنية تحتية لصالح السكان المحليين، على الرغم من أنه في الواقع طريق فصل عنصري”.
القدس – “الأيام