ألقى وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، عشية يوم استقلال إسرائيل مساء الثلاثاء الماضي، خطابا في معهد ديني لتدريس التوراة (ييشيفاة) باسم “هَرَعيون هَيِهودي” (الفكرة اليهودية) الذي أقامه مؤسس حركة “كاخ”، الحاخام الفاشي مئير كهانا، وتم توثيق بن غفير يلقي الخطاب وخلفه قطة قماش تحيي ذكرى كهانا والسفاح باروخ غولدشتاين، منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994، عندما أطلق النار على المصلين داخل الحرم ما أدى لاستشهاد 33 فلسطينيا وإصابة نحو 130 آخرين.
يشار إلى أن بن غفير بدأ نشاطه في حركة “كاخ”، التي تم إخراجها عن القانون في إسرائيل كحركة إرهابية، كما أدين بن غفير عدة مرات في المحاكم الإسرائيلية بدعم الإرهاب. وعلّق بن غفير صورة السفاح غولدشتاين في صالون منزله، وادعا مؤخرا أنه أزال الصورة. كذلك زعم بن غفير أن مواقفه أصبحت معتدلة أكثر، وكرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هذه المزاعم أيضا.
وحسب صحيفة “هآرتس” الثلاثاء، فإن بن غفير وجه خطابة، الأسبوع الماضي، إلى مؤيديه، وبينهم أعضاء سابقين في الحركة الإرهابية “كاخ”.
وكتبت على كسوة قماش خلف بن غفير أثناء خطابه، آية توراتية من سفر المزامير، جاء فيها “إِنَّ لِلصِّدِّيقِ ثَمَرًا. إِنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ قَاضٍ فِي الأَرْضِ”، وكتب بعدها أيضا: “من أجل رفع أرواح الشهداء معلمنا وقدوتنا الحاخام مئير كهانا، الحاخام بنيامين زئيف وطاليا كهانا، ود. باروخ غولدشتاين… سينتقم الله لدمائهم”. وكتب تحت أسمائهم آية من سفر يوئيل في التوراة: “وأنتقمُ لِدَمِهِم ولا أُبرِئُ سافكيهِ، وأسكُنُ أنا الرّبُّ في صِهيون”.
وخلال خطابه، وقف بن غفير على المنصة ومن حوله حرس مكتب رئيس الحكومة، وفي الخلفية أعلام إسرائيل، وإلى جانبه وقف المسؤولون في الييشيفاة المعروفون بتماثلهم من عقيدة كهانا الفاشية، وفقا للصحيفة، التي ذكرت أن بن غفير يحرص على المشاركة في احتفال هذه الييشيفاة في يوم استقلال إسرائيل.
وقال بن غفير في خطابه إنه “نخوض كفاحا أيديولوجيا واضحا وقاطعا. وتوجد مجموعة صغيرة تحاول أن تقود شعب إسرائيل كلّه إلى أماكن ليست جيدة. ومن الجهة الأخرى، ينبغي قول الحقيقة وهي أنه يوجد الكثير من اليهود المرتبكين. وهؤلاء اليهود هم إخوتنا… وهم ببساطة يخافون منهم (من “المجموعة الصغيرة”). وهم يستخدمون تكتيك تخويف ومحاولة ردع” في إشارة إلى حركة الاحتجاجات ضد خطة الحكومة لإضعاف جهاز القضاء.
يشار إلى أن بن غفير تعلم في ييشيفاة “الفكرة اليهودية”. ويعد مجزرة الحرم الإبراهيمي التي ارتكبها السفاح غولدشتاين تم إخراج حركة “كاخ” عن القانون. ولفتت الصحيفة إلى أنه في صورة السفاح غولدشتاين التي علّقها بن غفير في منزله تظهر مئذنة الحرم الإبراهيم مكسورة.
وفيما ادعى بن غفير أنه أزال صورة السفاح غولدشتاين من صالون بيته وقال، العام الماضي، إنه “لا أعتقد أن غولدشتاين بطل ولا أعتقد أنه ينبغي قتل عرب”، وصف بن غفير السفاح غولدشتاين خلال خطابه، الأسبوع الماضي، بأنه “بطل وقديس وطبيب أنقذ حياة يهود”، كما أنه يحرس على تسميته “الدكتور غولدشتاين”.