Home / ملف الاستيطان والجدار / “بتسيلم”: عنف المستوطنين نتيجة لحماية وسياسة الحكومة الإسرائيلية

“بتسيلم”: عنف المستوطنين نتيجة لحماية وسياسة الحكومة الإسرائيلية

محمد أبو خضير

وثّق مركز ” بتسيلم ” لحقوق الانسان خلال العامين الأخيرين، ستّة حوادث اعتدى فيها مستوطنون على منازل المواطنين الفلسطينيين في قرية صوريف شرقيّ الخليل وتسبّبوا بأضرار لممتلكاتهم الزراعيّة وألحقوا الأذى بسكّانها.

وأكد المركز في تقرير له، أن هذا العنف ناجم ونتيجة لحماية وسياسة الحكومة الإسرائيلية وهو بدعمها وتحت رعايتها.

 وقال تقرير بتسيلم، أنه في يوم الأحد الموافق 2.4.23، وصل العشرات من المستوطنين إلى قرية صوريف واعتدوا على سكّانها على مدار ثلاثة أيّام بحماية من الجيش الذي أطلق قنابل الغاز المسيّل للدموع والنيران الحيّة على المواطنين الفلسطينيين المدافعين عن أنفسهم.

وأوضحت المنظمة: نحو الساعة 17:30 وصل مستوطنان ملثّمان ومسلّحان بالمسدّسات إلى الأرض الزراعيّة التابعة إلى إبراهيم غنيمات (53 عامًا) بينما كان يرعى أغنامه في المكان مع ابنه عبيدة (15 عامًا). اقترب المستوطنون من الاثنين وألقى أحدهما حجرًا كبيرًا على جبين إبراهيم فسقط وفقَدَ الوعي. حضر ابناه رامي (24 عامًا) وأحمد (31 عامًا) إلى المكان لمساعدته فاعتُدي عليهما هما أيضًا، لكنّهما تمكّنا من إخلائه إلى مستشفى عالية في الخليل حيث شُخِّص لديه شرخ في جمجمته وتمّ تقطيب جروح عميقة في جبينه ومؤخّرة رأسه. كما عانى الأب من كدمات في كتفه اليسرى ورقبته ومن انتفاخ في عينه اليسرى ورقد في المستشفى مدّة يومين للمراقبة. كما تمّ تشخيص شرخ في رِجل ابنه رامي التي تعرّضت لإصابة بحجر ألقاه المستوطنون مما استدعى تجبيرها بالجبس.

في الأثناء، وصل نحو 20 مستوطنًا آخر إلى منطقة الهجوم، بعضُهم ملثّمون ومسلّحون بمسدّسات، ومعهم جنود. هاجم المستوطنون الفلسطينيين الذين وصلوا إلى المكان، ورشقوا المنازل المجاورة بالحجارة. وعندما ردّ عليهم سكّان القرية برشقهم بالحجارة دفاعًا عن أنفسهم، شرع الجنود في إطلاق قنابل الغاز المسيّل للدموع على المنازل. إيمان غنيمات  (30 عامًا) التي كانت على سطح منزلها أصيبت في بطنها بحجر ألقاه المستوطنون عليها ونُقلت بسيّارة إسعاف فلسطينيّة إلى عيادة القرية.

بقي المستوطنون والجنود في صوريف، وفي مرحلة معيّنة انضمّت إليهم قوّات حرس الحدود أيضًا. خلال المواجهات التي نشبت بين المستوطنين وشبّان القرية، أطلق الجنود قنابل الغاز المسيّل للدموع على منازل السكّان وأطلق عناصر شرطة حرس الحدود النيران الحيّة على الشبّان. ونحو الساعة 20:00 غادر المستوطنون المكان لكن بقي قسم من الجنود في المنطقة حتّى ساعات المساء المتأخّرة.

في اليوم التالي، 3.4.23، قرابة الساعة 14:30، وصل عشرات المستوطنين، بعضُهم ملثّمون، إلى القرية من جديد وكان يرافقهم جنود. كان أحد المستوطنين مسلّحًا ببندقيّة وكان آخر يركب على تراكتورون. قام المستوطنون بقطع أشجار الزيتون وحرقها في حقل تابع لسكّان القرية ثمّ تقدّموا صوب منازل القرية وأخذوا يرشقونها بالحجارة على مرأى من الجنود. حاول شبّان القرية صدّ المستوطنين بالحجارة، وعندها أطلق الجنود قنابل الغاز المسيّل للدموع عليهم. أصيب قسم من السكّان من جرّاء استنشاق الغاز وتمّ تقديم العلاج لهم ميدانيًّا. في هذه الأثناء وصل عناصر شرطة حرس الحدود إلى المكان أيضًا وأخذوا يطلقون النيران الحيّة على الشبّان. استمرّت مواجهات المستوطنين والجيش مع السكّان حتّى ساعات المساء، ثمّ غادر المستوطنون وهم يزعقون ويهدّدون بالعودة وبحرق القرية كما فعلوا في حوّارة. بقي في المكان بعض الجنود حتّى ساعة متأخّرة من الليل.

 في يوم الثلاثاء الموافق 4.4.23، قرابة الساعة 16:00، عاد المستوطنون يرافقهم عدد من الجنود. وهذه المرّة أيضًا كسَّر المستوطنون وأحرقوا أشجار الزيتون في حقول القرية وقام شبّان القرية برشقهم بالحجارة. استمرّت المواجهات قرابة ربع ساعة ثمّ وصل إلى المكان عناصر شرطة حرس الحدود الذين أطلقوا النيران الحيّة وقنابل الغاز المسيّل للدموع باتّجاه الشبّان. في هذه المرحلة غادر المستوطنون وبقي الجنود في المكان حتّى ساعة متأخّرة ثمّ غادروا هم أيضًا.

إبراهيم غنيمات، أب لسبعة من سكّان صوريف، قال في الإفادة التي قدّمها أمام باحثة بتسيلم الميدانيّة منال الجعبري:  أنا أسكن في منطقة شُعَب السير شمالي شرق صوريف مع زوجتي ليلى (53 عامًا) وأبنائنا: طارق (27 عامًا) وعيسى (26 عامًا) ورامي (24 عامًا) ومصطفى (23 عامًا) وأسامة (16 عامًا) وعبيدة (15 عامًا) ويزن (13 عامًا). في يوم الأحد الموافق 2.4.23، قرابة الساعة 15:00، سرَّحتُ مع ابني عبيدة أغنامنا إلى المرعى في أرضنا التي تقع على بُعد نحو 300 متر عن البيت. كلّ شيء كان هادئًا حتّى رأيتُ قرابة الساعة 17:30 مستوطنَين ملثّمين يضعان مسدّسيهما حول خصريهما ويتقدّمان نحونا. توقّفا على بُعد نحو 10 أمتار عنّا ثمّ اقترب أحدهما حتّى وقف على بُعد 4 أمتار عنّي. سألتُه عمّا يريده وقلتُ له أن يذهب من هناك لكنّه تجاهلني وسكت. أدرتُ رأسي للتحدّث مع المستوطن الثاني وفي هذا الوقت بالضبط ألقى المستوطن الثاني حجرًا كبيرًا عليّ أصابني في الجانب الأيسر من جبيني. سقطتُ على الأرض وفقدتُ الوعي تمامًا.

استيقظتُ في العيادة التي في مركز القرية. كان ابني أحمد هناك وقال لي إنّه نقلني إلى العيادة بعد أن أبلغه عبيدة باعتداء المستوطنين. وقال إنّهم عندما وصلوا وجدني رامي ملقًى على الأرض. في العيادة قدّموا لي الإسعاف الأوّليّ، أوقفوا النزيف، ثمّ نقلوني بسيّارة إسعاف إلى مستشفى عالية الحكوميّ. أجروا لي فحصاً للرأس بالتصوير المقطعي المحوسب (سي تي) فوجدوا شرخًا في الجمجمة. كما كان لديّ أيضاً جرح عميق في الجبين وجرح في مؤخّرة الرأس وقاموا بتقطيبهما، إضافة إلى كدمات في كتفي اليسرى وفي رقبتي وانتفاخ في عيني اليسرى. أبقاني الأطبّاء في المستشفى لمدّة يومين للمراقبة.

رامي غنيمات، من سكّان صوريف، قال في إفادته: في يوم الأحد الموافق 2.4.23، قرابة الساعة 15:00، سرَّح أبي وعبيدة أغنامنا إلى المرعى في أرضنا. كنتُ في غرفتي المطلّة على الأرض. قرابة الساعة 17:30 سمعتُ عبيدة يصرخ طلبًا للمساعدة. نظرتُ عبر النافذة فرأيتُ مستوطنَين ملثّمين في أعلى التل.

ويضيف: خرجتُ بسرعة من البيت مع أخي أحمد بسيّارة التندر التابعة له. أنزلني أحمد بجانب الكرم وعندما وصلتُ إلى والدي وجدتُه ملقى على الأرض فاقدَ الوعي ووجهه مغطّى بالدم. حاولتُ أنا وعبيدة إخلاءه من هناك فرشقنا المستوطنان بالحجارة. أصبتُ بحجر كبير في رِجلي اليسرى لكنّي تجاهلتُ ذلك وتمكّنا من إبعاد أبي حتّى سيّارة التندر وأخذه أحمد إلى العيادة في القرية.

وتابع: بقيتُ أنا هناك، وفي هذه الأثناء وصل بضعة سكّان آخرين من القرية. وفي هذه الأثناء قدِم أيضًا أكثر من 30 مستوطنًا أبناء 20-30 عامًا وكان بعضهم ملثّمين وبعضهم يحمل سلاحًا. كان يرافقهم جنود. بدأ المستوطنون بإلقاء الحجارة على المنازل، فرَدَّ السكّان برشقهم بالحجارة دفاعًا عن أنفسهم وردّ الجنود بإطلاق قنابل الغاز المسيّل للدموع على المنازل. إيمان غنيمات (30 عامًا) التي كانت على سطح منزلها أصيبت بحجر في بطنها ونقلوها بسيّارة إسعاف إلى عيادة القرية.

في اليوم التالي، 3.4.23، قرابة الساعة 14:30، حضر عشرات المستوطنين إلى القرية من جديد، وكان بعضُهم ملثّمين. هذه المرّة أيضًا كان يرافقهم جنود. دخلوا إلى أرض مصطفى جميل غنيمات (50 عامًا) وبدأوا بتحطيم وحرق أشجار الزيتون ورشق المنازل بالحجارة على مرأى من الجنود الذين لم يحرِّكوا ساكنًا.

حاول شبّان القرية صدّ المستوطنين والردّ عليهم برشقهم بالحجارة وعندها أطلق الجنود قنابل الغاز المسيّل للدموع على القرية وغمروها بالغاز. اختنق قسم من الأشخاص وعولجوا ميدانيًّا. كما وصل أيضًا الكثير من عناصر شرطة حرس الحدود وأطلق هؤلاء النيران الحيّة صوب الشبّان. استمرّت المواجهات مع المستوطنين والجيش الإسرائيليّ حتّى الساعة 20:00 تقريبًا. بعد ذلك غادر المستوطنون لكنّهم هدّدوا بأنّهم سيعودون وسيحرقون القرية كما فعلوا في حوّارة. بقي قسم من الجنود في القرية حتّى الساعة 23:00.

في يوم الثلاثاء الموافق 4.4.23، قرابة الساعة 16:00، عاد المستوطنون مجدّدًا يرافقهم عدد من الجنود. كسَّروا وأحرقوا أشجار الزيتون وقام شبّان القرية برشقهم بالحجارة. سمعتُ صوت إطلاق نار ولم أعرف مَن يُطلق النار، هل هو جنديّ أم مستوطن. استمرّت المواجهات ربع ساعة تقريبًا إلى أن وصل عناصر شرطة حرس الحدود الذين أطلقوا النيران الحيّة وقنابل الغاز المسيّل للدموع باتّجاه الشبّان. بعد ذلك أبعدوا المستوطنين وبقي الجنود في المكان حتّى الساعة 19:30 تقريبًا.

في اليوم التالي، 3.4.23، قرابة الساعة 14:30، وصل عشرات المستوطنين البالغين وكان بعضُهم ملثّمين إلى منطقتنا برفقة جنود. بدأ المستوطنون بتحطيم وحرق أشجار الزيتون في بستان مصطفى جميل غنيمات، الذي يبعد عن منزلنا نحو 200 متر. الجنود لم يعترضوا طريق المستوطنين فتقدم هؤلاء باتّجاه منازلنا وأخذوا يرشقونها بالحجارة. حاول سكّان القرية صدّ المستوطنين بإلقاء الحجارة وعندها بدأ الجنود بإطلاق قنابل الغاز المسيّل للدموع على السكّان ووصل أيضًا عناصر شرطة حرس الحدود الذين أطلقوا النيران الحيّة. سقطت إحدى القنابل الغاز على الدرج المؤدّي إلى منزلنا. تدفق الغاز إلى داخل المنزل وبدأ أولادي يختنقون. بكوا وصرخوا ولم يهدأوا إلّا بعد أن تمكّنا من تهوية المنزل.

About nbprs

Check Also

نتنياهو يخطط لإعادة قضية ضم الضفة إلى جدول أعمال حكومته

جدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تأكيده ضرورة إعادة قضية ضم الضفة الغربية المحتلة، لجدول …