قالت صحيفة عبرية إن وزير المالية الإسرائيلي- الوزير المسئول عن ملف الضفة في وزارة الجيش بتسليئيل سموتريتش أقرّ خطوات عملية على الأرض لإفراغ مناطق C من سكانها الفلسطينيين.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية – وفق ترجمة وكالة “صفا”- أن اجتماعاً عقد مؤخراً بين سموتريتش وجهات الاختصاص في لجنة إدارة شئون مناطق C في الضفة، وهي اللجنة التي أقامها مؤخراً وجرى الحديث خلالها عن تغيير سلم الأولويات في تطبيق إجراءات هدم المباني في تلك المناطق بما يضمن التركيز على المباني الفلسطينية والتغاضي عن البؤر الاستيطانية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني اشترك في الجلسة قوله إن هنالك خلافات مهنية بهذا الخصوص، معرباً عن أمله بقدرة الجيش على تطبيق التعليمات الجديدة.
ونقل عن المصدر قوله: “نتحدث عن تحدٍ كبير، فهذا ليس مرتبطاً فقط بالأمريكان؛ بل في العالم العربي أيضاً، وكذلك مرتبط بالعلاقة المباشرة مع الفلسطينية، نتحدث عن مستوىً سياسي يسعى للبناء حسب القانون وبالتنسيق مع الأمريكان، إلا أن خطوات بناء البؤر غير القانونية يعتبر أمرًا خطيراً وجدياً وآمل أن تكون هنالك سياسة نستطيع معها العمل تحت القانون”.
كما دار الحديث في الجلسة حول إزالة البناء الفلسطيني المقام على أراضٍ تصنف “أراضي دولة”، حيث كان من الواضح للمجتمعين أن الحديث لا يشمل المزارع والبؤر الاستيطانية التي أقامها المستوطنون.
وزعمت صحيفة “هآرتس” العبرية في تقرير سابق لها بداية الشهر الحالي أن تراجعاً كبيراً طرأ خلال الأشهر الاخيرة في إزالة التعديات التي يقوم بها المستوطنون في الضفة.
وقالت الصحيفة إنه ومنذ تولي المتطرف “بتسليئيل سموتريتش” مهام منصبه وزيراً في وزارة الجيش، تراجعت متابعة الإدارة المدنية لعمليات البناء التي يقوم بها المستوطنون في الضفة بشكل غير مسبوق.
وبينت أنه ومنذ تولي سموتريتش المسئولية عن هدم المباني غير القانونية في الضفة تراجعت عمليات إزالة البؤر والبناء الاستيطاني العشوائي بشكل كبير واقتصر الأمر على حالات نادرة فقط.
ولفتت الصحيفة إلى أن وتيرة إزالة البناء الاستيطاني على التلال تراجع بشكل جوهري منذ تسلم الحكومة اليمينية مهامها بداية العام الحالي، حيث يسعى سموتريتش إلى شرعنة أي بؤرة استيطانية في الضفة ومنح المستوطنين الغطاء الكامل لذلك.
وكان وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير قد دعا المستوطنين إلى اعتلاء التلال في الضفة والاستيطان فيها بدعم من حكومة اليمين.
وقال بن غفير خلال تواجده في بؤرة “أفيتار” الاستيطانية على جبل صبيح في نابلس قبل أسابيع إنه يتوجب على الحكومة قتل الآلاف من الفلسطينيين حتى تستقر الأوضاع الأمنية.
وأضاف في حديثه لمئات المستوطنين الذين عادوا للبؤرة الليلة الماضية دون تدخل من الجيش: “موقفي معروف وأمنحكم كامل الدعم والغطاء، ويجب بناء مستوطنة كاملة هنا، وفي جميع التلال المحيطة، يجب استيطان البلاد وذلك بموازاة الذهاب نحو عملية عسكرية، تشمل تدمير المباني وتصفية المخربين، ليس واحداً أو اثنين بل العشرات والمئات وإذا ما احتاج الأمر فعلينا قتل الآلاف”.
وواصل حديثه قائلاً: “في نهاية المطاف هذه أرضنا وسنتمسك بها وسنعيد الأمن للسكان، فأرض إسرائيل لشعبها، لديكم كامل دعمنا فانقضوا على التلال واستوطنوا، نحبكم”.
ورافق بن غفير في زيارته للبؤرة كل من مسئول مستوطنات شمال الضفة “يوسي داغان” ومسئولة منظمة “نخلة الاستيطانية” دانييلا فايس”، حيث دعوا الحكومة للسماح بإقامة مستوطنة في المكان بناءً على وعدها السابق.