قدمت منظمة “أمانا” الاستيطانية مؤخراً، خطة استيطانية جديدة الى لجنة التخطيط والبناء المحلية بالقدس، تطلب منها بناء ستة طوابق إضافية الى مبناها القائم والمكون حالياً من طابقين يقع في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.
ووفق منظمة “عير عميم” الحقوقية الاسرائيلية فان الخطة الجديدة تهدف الى إضافة مكاتب، مساحات تجارية، قاعة للمؤتمرات والفعاليات، بارتفاع يصل الى 8 طوابق تشمل الطوابق القائمة حالياً مقابل مقر قيادة الشرطة القطرية في طرف الحي الفلسطيني. ومما لا شك به أن سكان الحي الفلسطيني لن يستفيدوا أيضاً من الخطة الجديدة.
وشرحت عير عميم حيثيات استيلاء المنظمة على تلك الأرض التي تعود الى تسعينات القرن الماضي، حيث حصلت “أمانا” على “هدية” من الدولة: أرض خاصة تم الاستيلاء عليها من الفلسطينيين في حي الشيخ جراح. تلقت المنظمة الأرض دون مناقصة وبدفعة واحدة قدرها 913,000 شيكل.
قدمت العائلة الفلسطينية في ذلك الوقت التماساً الى المحكمة، ولكن تم رفضه بدعوى انه يُسمح للدولة بالاستيلاء على أرض خاصة من أجل “احتياجات الجمهور”.
مرت السنوات وفي عام 2017، أقامت “أمانا” على الأرض التي حصلت عليها “بيت أمانا”، مبنى مكاتب واسع يتكون من طابقين ونصف يخدم مقر المنظمة.
ولكن هذه ليست مجرد خطة لإدخال مبنى استيطاني إضافي بارتفاع يصل الى 8 طوابق داخل حي الشيخ جراح. الهدية التي حصلت عليها منظمة “أمانا” أصبحت على مر السنين مصدر دخل جيد للمنظمة، حيث تقوم بلدية القدس باستئجار مكاتب من “أمانا” في المبنى، واختارت تشغيل مكتب الرفاه الاجتماعي خصيصاً لسكان الأحياء الإسرائيلية في شمال القدس. بتكلفة وصلت الى 930,892 شيكل سنوياً مقابل 713 متراً.
في المحصلة، إذا اختارت لجان التخطيط والبناء تعزيز الخطة الجديدة لزيادة عدد الطوابق بشكل كبير في المبنى، ستصبح الهدية التي حصلت عليها “أمانا” أكثر ربحية. ولكن الأهم – ستمكن المنظمة من تحويل مبنى إلى مساحة تدير فيها نشاط إسرائيلي- داخل حي فلسطيني. ستستثمر المساحات التجارية ومركز المؤتمرات في جذب زوار إسرائيليين في جميع ساعات النهار والليل. الدولة ومنظمات المستوطنين تطور مجتمعاتهم في الأحياء الفلسطينية إلى مرافق ترفيهية وثقافية لجمهورهم الإسرائيلي فقط.
كما يجري تجميل المستوطنات، وتحويلها إلى وجهة سياحية وثقافية وتعزيز الوجود الإسرائيلي في المنطقة.