قالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، بأن الذكرى السادسة والسبعون للنكبة تحل علينا في وقت لم تتوقف فيه سياسة الترحيل القسري والتهطير العرقي والتشريد عند حدود العام 1948،بل أستمرت فصولها بشكل يومي في فلسطين،من خلال ممارسة القتل والترحيل القسري والأستيطان والأحلال والسيطرة على الأرض،حتى جاء 7 من أوكتوبر 2023،لتتخذ اجراءات الأحتلال وجيشه المسلح من المستوطنين مفهوم النكبة الجديدة بمعنى أشمل وأوضح،او اعادة انتاج المأساة بحق الشعب الفلسطيني،خاصة في التجمعات البدوية المتواجدة على السفوح الشرقية للضفة الغربية،والتي تعيش فصول النكبة بشكل يومي ومستمر ومتجدد، على نحو فاق النكبة الاولى في العام 1948،من حيث مستويات الترحيل والتهجير القسري والتدمير وهجمات المستوطنين الأرهابية والحصار المضروب عليها.
وقال المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو المحامي حسن مليحات، بأن التجمعات البدوية تتعرض لخطة اقتلاع واجتثاث ممنهجة من قبل حكومة الأحتلال والمستوطنين،عبر ممارسات الهدم والأخلاء القسري والأستيلاء والحصار،وأن النكبة في التجمعات البدوية هي حدث مستمر في الزمان والمكان يقودها غلاة المستوطنين .
وأضاف، في حقيقة الأمر أن اعتداءات وهجمات المستوطنين تعدت أفعال التهديد والوعيد الى ممارسة الحرق والقتل والأستيلاء والسرقة والتهجير والتنكيل ضد سكان التجمعات البدوية،وقد اظهرت بيانات منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو،ان الاحتلال والمستوطنين شنوا حملات كبيرة وواسعة ضد التجمعات البدوية أفضت الى ترحيل (30)تجمعا بدويا ترحيلا قسريا وجماعيا منذ مطلع عام 2023 وحتى تاريخه،وبلغ حجم الاعتداءات على التجمعات البدوية منذ ذلك التاريخ ما يقارب(2000)اعتداء وهجوم، مارست خلاله سلطات الاحتلال والمستوطنين هجمات ارهابية كبيرة ضد التجمعات البدوية، تمثل انعكاس واضحا لسياسة التطهير العرقي، وخصوصاً ما بعد السابع عشر من أكتوبر، وأوضح بأن سلطات الاحتلال والمستوطنين يستغلون ظروف الحرب على غزة لممارسة اكبر عملية تهجير جماعي ضد التجمعات البدوية، وتمثل ذلك في توثيق البيدر بتهجير ما يقارب 30 تجمعاً بدوياً، تتكون من 295 عائلة وتضم في مجموعها ما يقارب 1700 فرد، جرى ترحيلهم من مناطق سكنهم إلى مناطق أخرى.
وأشار الى خريطة توزيع التجمعات البدوية المهجرة في محافظات الضفة الغربية كافة، حيث تم تهجير كل من: (تجمع وادي السيق، وتجمع عين الرشاش، تجمع شرق الطيبة، وتجمع القبون، وتجمع عين سامية، وتجمع البقعة، وتجمع جبعيت، وتجمع أبو فزاع، وتجمع المزرعة الغربية) في محافظة رام الله، و(تجمع زنوتا، وتجمع البويب، وتجمع عنيزان، وتجمع سمري، وتجمع العدّ، وتجمع شعب فرسه، وتجمع القانوب، وتجمع مقتل مسلم، وتجمع خربة الطيبة، وتجمع الرضيم) في محافظة الخليل، و(تجمع عين الزراعة) في محافظة نابلس، و(تجمع خربة تل الحمة، وتجمع عين شبلة، وتجمع خربة سمرا، وتجمع الفارسية الغزال) في محافظة طوباس، و(تجمع خلة الحمرا، وتجمع الرشايدة) في محافظة بيت لحم، و(تجمع العقبات) في محافظة القدس،حيث جرى ترحيل (26)تجمع بدوي ما بعد السابع من اوكتوبر 2023.
وأكد بان اعتداءات المستوطنين ضد البدو تزامنت مع حملة تسليح واسعة لهم،أطلقها وزير الامن القومي المتطرف ايتمار بن غفير،الذي قام بتسليح المستوطنين بأكثر من 10 الاف بندقية ،ومنحهم حق اطلاق النار بدون قيود او شروطـ،في تجسيد واضح لسياسة التطهير العرقي الرامية للسيطرة والأستيلاء على اكبر مساحة من الأرض وطرد سكانها منها،كممارسة لسياسة افراغ الارض من الوجود الفلسطيني واحلال المستوطنين مكانهم،والاستيلاء عليها وضمها للسيادة الأسرائيلية،وبين بأن سياسة التطهير العرقي والتهجير تقوم على عنصرين اولاهما هدم البيوت والتهويد المباشر وثانيهما الاعتداءات البربرية من قبل المستوطنين ضد التجمعات البدوية.
ونوه مليحات بأن الأحداث التي تشهدها التجمعات البدوية في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة، تشير الى حجم الكارثة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، بما ينبأ أن لدى الاحتلال مخططات شاملة للاستيلاء وضم ما تبقى من اراضي الضفة الغربية،ومن أهم تلك الحقائق ظاهرة الاحتلال القسري الذي استخدمت فيه القوة لضمان الهيمنة على أرض فلسطين،وان النكبة الفلسطينية لم تعد مناسبة للألم والأسى يتذكرها أبناء فلسطين والعرب بحسرة على ضياع الأرض فقط، بل هي مناسبة قديمة ومستمرة لفحص معايير الوعي العربي والفلسطيني في الكرامة والحرية والعدالة والمواطنة، وتلك معايير تخيف المحتل والمستبد والمتحالفين معه،ولأن التحرر من النكبة الفلسطينية بقي في الوعي العربي رمزًا شاملًا لحريةٍ وعدالةٍ تستقطب عشاق الحياة، نجح المنكوبون في النجاة من طوق الإبادة الصهيوني، ونجح بعض الأحرار في العالم في إعادة بعض الأخلاق لذاكرة العالم بعد 7 من اوكتوبر ورؤية مشاهد الابادة الجماعية عبر الهواء مباشرة، لكن الأيام تأبى أن تقفل دورتها كما يشتهي حماة الخديعة والنكبة الفلسطينية.