في حادثة ليست الأولى في الضفة الغربية، لكنها قد تحمل في طياتها دلالات خطيرة في المرحلة المقبلة، نفذ مستوطنون فجر اليوم الاثنين محرقة جديدة في مدينة البيرة.
ومع ساعات الفجر اقتحم عشرات المستوطنين مدينة البيرة، واحرقوا قرابة 20 مركبة لمواطنين، وأطلقوا النار على مواطنين حاولوا اخماد النيران.
وحسب المصادر المحلية، فقد هاجم المستوطنون المنطقة الصناعية بمدينة البيرة، وأحرقوا عددا من المركبات فيها قبل أن ينسحبوا، فيما هرعت مركبات الإطفاء لإخماد النيران التي اشتعلت في 20 مركبات.
وحسب المصادر المحلية فقد هرع مواطنون من المنطقة لإطفاء الحرائق في المركبات والتصدي للمستوطنين، الذين أطلقوا النار بدورهم في الهواء ونحو مركبات الدفاع المدني لدى وصولها المنطقة لإخماد النيران، قبل أن يهربوا.
يعد هذا الهجوم هو الأكبر من نوعه الذي تتعرض له المنطقة الصناعية في البيرة التي سبق وان تعرضت لهجمات مشابهة لكنها كانت صغيرة نسبيا من ناحية عدد المهاجمين الأضرار التي خلفتها مقارنة بما جرى فجر اليوم، حيث اقتصرت الهجمات الثلاثة السابقة على إعطاب إطارات المركبات وخط شعارات عنصرية.
وتسبب حريق المركبات بأضرار بالغة في البنايات السكنية التي احترقت واجهاتها الخارجية من قوة النيران المندلعة.
وكان لافتا سماح قوات الاحتلال للمستوطنين المدججين بالسلاح في الهجوم على المدينة حيث لم يتدخلوا آنذاك، ليقوم بعد ساعات من الهجوم باقتحام المنطقة صباح اليوم بزعم التحقيق.
ويحمل هجوم المستوطنين في مدينة البيرة اليوم في طياته نذر تحولات حول هجوم المستوطنين، وهو ما كان يُحر منه المراقبين والمواطنين أيضا بأن هجمات المستوطنين التي كانت تجري في المناطق المهمشة والبعيدة والمصنفة سي، ستنتقل الى كل مكان وبشكل أوسع، وقد يكون ما جرى خلال الشهور الماضية في بلدات حوارة ودوما والمغير وترمسعيا واليوم في مدينة البيرة دليلا على ذلك.
وتساءل مواطنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صباح اليوم عن مدى الحماية والأمن المتوفر لهم حتى في داخل المدن الرئيسية، وعن دور الأجهزة الأمنية في توفير الحماية والأمن والتصدي للمستوطنين، وحجم الاستباحة التي وصلنا اليها، معربين عن اعتقادهم ان ما يجري اليوم هو مقدمة لهجمات ستكون أكثر وحشية وارهابا خاصة اذا لم يتم اعتماد استراتيجية وخطة وطنية لمواجهة هذه الاعتداءات.
وقال رئيس بلدية البيرة بالإنابة روبين الخطيب لوطن، ان مجموعة من المستوطنين اقتحمت اليوم من الجهة الشرقية مدينة البيرة واحرقت مركبات المواطنين المتواجدة امام بنايتين سكنيتين، حيث أظهرت عملية حصر الأضرار الأولى احراق 20 مركبة.
ولفت الخطيب ان احد المواطنين تنبه للهجوم، ونبه المواطنين، وحاول إخماد الحريق لكنه تعرض لإطلاق نار من قبل المستوطنين، لافتا ان الهجوم استمر لقرابة 40 دقيقة.
ولفت ان هناك عملا سيكون من اجل حصر الأضرار ومتابعتها من قبل الجهات المختصة من البلدية والحكومة.
ولفت ان الهجوم الأخير يحمل في طياته مؤشرات خطيرة، مشيرا ان المنطقة تعرضت سابقا لهجمات مماثلة كان المستوطنون يعطبون إطارات المركبات او خط شعارات عنصرية، لكن ما جرى فجر اليوم يحمل تهديدا لحياة المواطنين، حيث كان من الممكن انتقال الحرائق الى منازل المواطنين كما جرى سابقا في الحريق الذي اندلع في سوق البلدية وهو ما يتطلب من جميع الأطراف توفير الحماية.
ولفت الخطيب ان وفدا من البلدية توجه الى مكان الهجوم للوقوف على تفاصيل ما جرى وحصر الأضرار لكن قوات الاحتلال اقتحمت المكان فجر اليوم وقامت بإخراج الوفد بالقوة من المكان.
وعن تساؤلات المواطنين عن توفر الأمن والحماية لهم من قبل الأجهزة الأمنية ودورها في هذا الأمر، قال الخطيب ان هذا “سؤال وجودي برسم الإجابة، يجب توجيهه للجهات المختصة”، مضيفا ” نحن على استعداد للقيام بدورنا المطلوب منا، لكن دور الأجهزة الأمنية في هذا المجال سؤال يجب توجيهه لهم.
وروى المواطن محمد عمرو أحد المتضررين من هجوم المستوطنين والذي احترقت مركبته لوطن تفاصيل ما جرى قائلا “إنه في تمام الساعة 3 صباحًا، تسللت مجموعة من المستوطنين من المستوطنة القريبة من البيرة، وهي “بيت إيل” تحديدًا، حيث وصلوا إلى بعض المنازل بالقرب من محطة البيرة لتعبئة الغاز، و أقدموا على إحراق مركبات المواطنين، حيث تم إحراق حوالي 18 مركبة”.
وتابع عمرو ” ان المستوطنين حاولوا التسلل إلى بعض البنايات السكنية، خاصة ان هناك بنايات لا يتم إغلاق مدخلها الرئيسي بسبب ارتفاع عدد سكانها، ومنها البناية التي يسكن فيها”.ولفت عمر إن المواطنين حاولوا إخماد الحريق الذي اندلع لكن المستوطنين حالوا دون ذلك، مشيرا انهم عادوا إلى مستوطنة “بيت إيل” في حماية كاملة من قبل قوات الاحتلال بعد جريمتهم.
وأكد عمرو أن كافة الخسائر المادية لا تساوي قطرة دم شهيد من أبناء شعبنا الفلسطيني، كما أن اعتداءات المستوطنين على هذه المنطقة ليست الأولى، اذ سبق ان اقتحموا المنطقة وقاموا بكتابة شعارات عنصرية على الجدران والمركبات.
وأشار إلى أن حجم الأضرار فادح، وأن معظم السيارات التي تضررت هي سيارات حديثة وتقدر بمبالغ عالية، وقد احترقت بشكل كامل بحيث لا يمكن إصلاحها، كما أن هناك عمارات طالتها ألسنة اللهب والنيران، ولكن المهم أنه لم يحدث أي ضرر للنساء أو الأطفال المتواجدين في هذه المنطقة.
تقرير وكالة وطن